أصدرت المؤسسة الدينية فى مصر المتمثلة فى الأزهر الشريف وجامعته ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء بيانا أمس، أعربت فيه عن استنكارها لحظر بناء المآذن فى سويسرا، الذى جرى فى 29 نوفمبر، مشيرة إلى أن الحظر يؤدى إلى غرس بذور الكراهية والتمييز ضد المسلمين فى سويسرا رغم أنه لم يصدر منهم أى تصرف يعكر صفو العلاقات بينهم وبين المجتمع السويسرى، وقال البيان: إن هذا الحظر إذا لم يمكن تداركه فسوف تكون له آثار سيئة للغاية لا يريدها الجميع. وفى سياق متصل، قام السفير السويسرى بالقاهرة دومينيك فيرجلر ظهر أمس بزيارة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى بهدف توضيح الموقف السويسرى الرسمى من الاستفتاء، وقال فيرجلر: إن الحكومة والبرلمان السويسرى رافضان للاستفتاء على منع بناء المآذن، مشيرا إلى أن الدولة لا تستطيع إلا أن تحترم النتيجة، ولا تستطيع إلغاء القرار، مشيرا إلى أن تعديلا فى الدستور السويسرى سيتم إجراؤه لإضافة مادة تخص منع بناء المآذن. وقال السفير فى اللقاء الذى شهده وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق ومفتى الجمهورية: إنه ليس أمام المسلمين فى سويسرا إلا اللجوء للقضاء، وقال إن طلبا ببناء مئذنة خامسة سوف يتم رفضه وسوف يلجأ المسلمون للقضاء السويسرى وإن لم ينصفهم فعليهم التوجه إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لمنافاة هذا القرار المواثيق الدولية وحقوق الإنسان. وأشار السفير إلى أن أغلبية المسلمين مسالمون لكن هناك بعض التصرفات التى تسىء للإسلام، ودعا إلى المضى فى الحوار مع المسلمين فى سويسرا وخارجها، وقال: إنه لن يتم هدم المآذن الموجودة حاليا، مشيرا إلى أن سويسرا بها 250 مسجدا وأماكن للصلاة ولم يتم منع بناء المساجد. وأشار السفير فى إطار توضيحه للاستفتاء ونتيجته أن لدى بعض السويسريين مخاوف من تطبيق الشريعة الإسلامية فى البلاد، فضلا عن مخاوف أخرى من ظهور مجتمعات أخرى موازية تطالب بقواعد وقوانين خاصة بها، مطالبا بإجراء حوار بين مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية فى سويسرا وخارجها. ومن جانبه، أبدى شيح الأزهر استياءه من قرار المنع متسائلا: إذا كانت الدولة تحترم حرية العقيدة فكيف لا تحترم حرية المسلمين فى إقامة مشاعرهم، مشيرا إلى أن المسلمين لم يصدر عنهم أى أعمال عنف. وتساءل عن جدوى الحوار فى ظل وجود مثل تلك الاستفتاءات التى تعكر صفو المسلمين فى جميع أنحاء العالم. وطالب بمحاسبة أى قلة منحرفة من المسلمين فى سويسرا وفق القوانين المعمول بها. وأضاف : « ليس معقولا أن نأخذ الأغلبية بتصرفات الأقلية وطالب شيخ الأزهر الحكومة السويسرية بأن تسعى لتخفيف آثار هذا الاستفتاء، وأنا أضمن عدم حدوث أى إساءة من المسلمين. وفى السياق ذاته، قال مفتى الجمهورية: إن هذه النتيجة أصابتنا بالإحراج والإحباط أمام شعوبنا وحطمت كل قواعد الحوار التى أرستها المؤسسة الدينية فى مصر منذ 3 عقود. وقال: «كلما نبنى نجد المتطرفين يهدمون» وتساءل: «هل نظل نمد أيدينا بالحوار دون جدوى وأين الأطراف الأخرى». وأضاف المفتى: «ماذا نقول للمسلمين بعد هذه الإحباطات وكيف ندفعهم للعيش بأمان وسلام وهناك شعور كامل بالقلق من تلك المواقف، ووجه سؤاله للسفير: لماذا تتعاملون مع المسلمين هكذا وكل الديانات موجودة وتمارس شعائرها بحرية ولماذا تعكرون صورة سويسرا التى نفتخر بها، فهناك أهداف عليا للدولة يجب الحفاظ عليها. وبعد فشل المآذن فى سويسرا فى الصمود أمام الحزب اليمينى المتطرف، دعت الأحزاب اليمينية الأوروبية إلى نهج نفس الطريق، فأعلن حزب «الحرية» اليمينى المتطرف فى هولندا، وحزب رابطة الشمال الإيطالى اليمينى المتطرف عزمهما إجراء استفتاء على حظر بناء المآذن. ونقل موقع راديو هولندا عن النائب الهولندى صاحب فيلم «فتنة» المسىء للإسلام جيرالد فيلدرز قوله: إنه يريد إجراء استفتاء مماثل فى بلاده، وتوقع أن يؤيد الهولنديون حظر بناء المآذن كما فعل الشعب السويسرى الذى صوت لصالح المبادرة التى قادها حزب الشعب اليمينى بسويسرا. كما دعا «ماريو بورجيزيو» النائب بالبرلمان الأوروبى عن حزب رابطة الشمال الإيطالى اليمينى المتطرف إلى إجراء استفتاء لحظر بناء المآذن فى إيطاليا قائلا: إن «راية سويسرا الشجاعة التى تريد أن تبقى مسيحية حلقت فوق محاولات أسلمة أوروبا». وفى الدنمارك، طالب المتطرفون من المعسكر اليمينى بإجراء استفتاء مماثل فى دولتهم.ورحبت رئيسة حزب الشعب الدنمركى المتطرف، بيا كايرسجارد، بنتيجة الاستفتاء الذى أجرى فى سويسرا حيث صوتت أغلبية كبيرة لصالح منع بناء المآذن فى المساجد السويسرية.