العيد لا يصير عيدا من دون أكل اللحوم.. تلك الكلمات البسيطة التى تبدو دارجة على ألسنتنا، أصبحت مثل المبادئ المشتركة التى لا خلاف عليها، وبما أن «الممنوع مرغوب» فربما علينا التأقلم مع الظروف الصحية خلال أيام العيد، دون تنازل عن «المرغوب» فى أكل اللحوم والحلوى.. وعن صحتنا أيضا. «الشروق» عبر الخبراء تمنحك فى السطور التالية روشتة للمرضى شفاهم الله والأصحاء. لمرضى السكر ينصح الدكتور مجدى سليمان، أستاذ الباطنة والكلى بطب قصر العينى، بتنظيم الأكل، وليس معنى أنه يأخذ العلاج أن يأكل ما يشاء، كما يعتقد الكثير من الناس، فهذا بالطبع خطأ كبير. أهم شىء لمريض السكر أن يعرف مرضه جيدا، فإذا عرفه سيتجنب أعراضه وسيعيش بالسكر أكثر من 100 سنة. ولابد أن يعرف جرعة العلاج الخاصة به، وأن يعلم أن الجرعة التى قال له الدكتور عنها ليست قرآنا، فهى تختلف باختلاف كمية أكله ونوعه، فإذا زاد فى الأكل زاد من نسبة الإنسولين أو كمية العلاج إذا كانت أقراصا، خاصة إذا أكل دهونا كثيرة أو سكريات، وإذا قلل من الأكل لابد أن يقلل من الإنسولين، فكثير من الذين لديهم مرض السكر يأخذ العلاج سواء أكل أم لم يأكل، وبنفس الكمية وهذا خطأ شائع، لأن الإنسولين أو علاج السكر عموما يحرق السكر فى الجسم، فإذا لم يأكل المريض السكريات فعليه ألا يأخذ العلاج حتى لا يشعر بالدوران، أو لا قدر الله يصاب بغيبوبة سكر. وينصح د.مجدى مرضى السكر بعدم تناول اللحوم بكثرة، خاصة الضأن، لأنها ترفع معدلات الدهون فى الدم، فيرتفع الكوليسترول معها، ومن الأفضل له أن يأكل لحم الكندوز أو البتلو. وقال إن على مريض السكر ألا يزيد على 200 جرام إذا كانت وظائف الكلى لديه جيدة، أما إذا كان لديه قصور فى وظائف الكلى فلا يزيد على 100 جرام. وعليه أن يبتعد عن الدهون المشبعة، مثل الزبدة والسمن، واستعمالها بكمية أقل فى طهى الأطعمة المطبوخة، مع نزع الشحم الظاهر فى اللحوم، كلحم الغنم والبقر، ونزع الجلد عن الدجاج، ناصحا بتقليل كمية اللحم والدجاج الذى يتناوله مريض السكر، والإكثار من تناول السمك. ولمرضى الضغط ينصح الدكتور مجدى بتقليل الملح دائما، بألا يضع المريض الملح على طاولة الطعام، ويخفف كمية الملح فى الطعام المطهى، ويتجنب الأطعمة الغنية بالملح. وينصحه أيضا بتقليل تناول الدهون، حيث إن تصلب الشرايين وهو من أهم وأكثر أسباب ارتفاع ضغط الدم غالبا ما ينتج عن زيادة نسبة الدهون المترسبه تحت بطانة الشرايين، وهنا يكون الشريان المصاب بالتصلب شديد الحساسية، ويصاب بالتوتر عند تعرض شبكة الأعصاب لأى انفعال نفسى ما يسبب ارتفاعا فى ضغط الدم، وإذا أصيبت الشرايين الكلوية بالتصلب فيؤدى ذلك إلى ضمور وعجز فى وضائف الكليتين، ما يسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير وملحوظ. ولمرضى القلب يقدم الدكتور عصام بليغ، أستاذ أمراض القلب بطب قصر العينى، روشتة علاج فعالة، قائلا إن أكثر مشكلتين تواجه الأطباء المتابعين لأصحاب أمراض القلب فى العيد هما الإفراط فى تناول الملح والدهون، محذرا مريض الشريان التاجى من تناول الدهون. وذكر قصة طريفة لمريض يعانى السمنة حضر عشاء فاخرا فأكل حتى شبع، ثم أكل حتى لم يعد لمعدته متنفسا، فتم نقله إلى العناية المركزة مصابا بجلطة فى القلب. وقال مفسرا الأمر إن هؤلاء المرضى لديهم تجمعات دهنية فى الشرايين، وتزداد هذه التجمعات فجأة عند تناول قدر كبير من الدهون، يترتب على إثرها ضيق شديد فى الشريان. وأضاف بليغ: قد تحدث الجلطة فى الشريان، نتيجة تجمعات دهنية داخل الجدار الشريانى الذى يتعرض لتجمعات الصفائح الدموية فوق المنطقة الضيقة مسببا انسداد الشريان. ونصح المصابين بأمراض القلب بأن يتوجهوا إلى أقرب مستشفى إذا تناولوا الكثير من الدهون وشعروا بألم فى الصدر أو نهجان. نصائح عامة أما الدكتور أحمد دياب، استشارى علاج السمنة والنحافة والتغذية العلاجية، فينصح بعدم نسيان شرب المياه حتى مع دخول الشتاء. وقال إن المياه هى أهم ملين طبيعى خاصة بالنسبة للعيد؛ فالأكل الكثير يسبب الإمساك وعسر الهضم، والمياه تساعد على حرق الدهون، نتيجة للأكل الدسم فى العيد. وأضاف أنه لابد أن يتناول كل شخص قبل كل وجبة إفطار أو غداء ثمرة من ثمار الخضراوات مثل الخيار أو الجزر أو الطماطم أو الخس أو تناول طبق سلطة قبل وجبة الغداء بربع الساعة؛ لأن مركز الشبع يعمل بعد بداية الطعام بربع الساعة، وبالتالى يساعد فى تقليل كمية الطعام المأكول، بالإضافة إلى أن الخضراوات تحتوى على ألياف نباتية تنظم حركة الأمعاء، وتمنع حدوث التلبخ المعوى، إضافة إلى أن الخضراوات تحتوى على مواد مضاده للأكسدة تساعد على منع تراكم الدهون على جدران الشرايين. ونصح بعدم الإفراط فى تناول اللحم الضان؛ لأنه من اللحوم الدسمة واستبداله بالكندوز أو البتلو وعدم الإفراط فى تناول النشويات مثل الفتة والرقاق لأن سعراتهم الحرارية مرتفعة تؤدى إلى حدوث سمنه وزيادة فى الوزن، ونصح باستبدال المحمرات والمقليات بالمشويات، واستبدال المايونيز والمسطرده والكاتشب بالسلطة الخضراء. وطالب بالتوقف عن تناول الطعام بمجرد الإحساس بالشبع؛ لأن كل ما نتناوله بعد الشبع يتم تخزينه فى صورة دهون حول الكبد وحول العضلات، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة فى الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار وزيادة فى الوزن. وقال بالنسبة إلى من «يطبخون على الشوربة» من الممكن أن يتركوها تبرد فى الثلاجة ثم يتم نزع الدسم الذى يغطى الشوربة ثم نستخدمها فى طبخ الطعام.