أثار خروج برنامج «السيرة الهلالية» من مهرجان الإعلام صفر اليدين بلا أى جوائز تساؤلات عديدة داخل كواليس مهرجان الإعلام العربى، فى الوقت الذى ربطت فيه بعض المصادر القريبة من إدارة المهرجان بين ذلك والهجوم الذى شنه عبدالرحمن الأبنودى على قيادات ماسبيرو لسوء توقيت عرض السيرة الهلالية خلال شهر رمضان الماضى. وزاد من غموض الأمر التزام أعضاء لجنة التحكيم فى المهرجان الصمت إزاء استبعاد «السيرة الهلالية» من الجوائز رغم أنه المشروع الوحيد الذى نجح فى توثيق الملحمة العربية التى تعد أكبر عمل أدبى فى التراث العربى ويبلغ حجمها نحو مليون بيت من الشعر تروى تغريبة قبيلة بنى هلال من اليمن عبر الحجاز والشام والعراق وصولا إلى مصر وتونس والسودان ونيجيريا. من جانبه، أعرب الأبنودى عن أسفه لاستبعاده من قائمة الجوائز بالمهرجان، وقال بهدوء: اشتركت فى أهم عملين ناجحين هذا العام وهما «السيرة الهلالية» ومسلسل «الرحايا»، وقد حظى العمل الأول بإشادة المسئولين فى التليفزيون المصرى واعتبروها مكسبا غير عادى للشعب العربى كله للقيمة الكبيرة والرسالة المهمة التى يحملها. ووجه التحية للدور الذى لعبه عبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار فى خروج تلك الملحمة إلى النور، وقال: المناوى حمل على عاتقه تنفيذ هذا المشروع الكبير وتذليل كل العقبات ليحفظ هذا العمل بمكتبة التليفزيون إلى جانب الاتجاه الفعلى لاستكمال تصوير البرنامج. وأضاف الأبنودى: أما مسلسل «الرحايا» فأظن أن «أجره عند الله» بعد أن حرم أيضا من أى جائزة باستثناء جائزة خاصة للفنان نور الشريف، رغم أن المسلسل كان أهم عمل درامى هذا العام بشهادة الجميع. واستطرد الشاعر الكبير قائلا: أشعر بحزن وإحباط لعدم منح عبدالرحيم كمال صاحب هذا السيناريو الرائع أى جائزة فى المهرجان، وكذلك حرمان المخرج حسنى صالح الذى قدم لنا رؤية غير مسبوقة فقد نجح الاثنان فى صناعة عمل احتل مكانة متميزه فى قائمة أفضل الأعمال الدرامية إلى جانب ألحان عمار الشريعى العبقرية وغناء على الحجار المتفرد. أما عن نفسى فلست بحاجة إلى شهادة تقدير ولا فلوس ولا انتظر الاعتراف من «دول»! وأشار الأبنودى إلى أن هناك حسابات خاصة توضع فى الاعتبار فيما يتعلق بجوائز المهرجان، فضلا عن وجود توازنات الجميع يعرفها ولا تخفى على أحد ما أثر على مصداقية المهرجان، وعليه فلن تضيف هذا الجائزة لى أى شىء ولن تنقص من أعمالى أى شىء ويكفينى أن الناس فى القرى والنجوع والمدن كانوا يتابعون بشغف كلا من «السيرة الهلالية» و«الرحايا».