تناقش كلية الحقوق بجامعة القاهرة مساء اليوم الثلاثاء رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحث محمد فريد عبدالخالق القيادى التاريخى بجماعة الإخوان المسلمين «94 عاما» فى موضوع «الاحتساب على ذوى الجاه والسلطان». ويقف عبدالخالق أمام لجنة مكونة من الدكتور يوسف قاسم رئيس قسم الشريعة السابق بكلية الحقوق «رئيسا ومشرفا»، والدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين «عضوا»، والدكتور محمد نجيب عوضين «عضوا». ويكمل عبدالخالق الذى عمل مديرا عاما لدار الكتب والوثائق القومية ثم وكيلا لوزارة الثقافة، عامه الرابع والتسعين نهاية نوفمبر الحالى. تعرف عبدالخالق على الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين فى عام 1941، وبعدها أصبح أحد أعضاء الجماعة المقربين من البنا، حيث أسند إليه رئاسة قسم الطلبة، ثم رئاسة قسم الخريجين بالجماعة، وانتخب عضوا بالهيئة التأسيسية للجماعة «مجلس الشورى»، ثم عضوا بمكتب الإرشاد. كان عبدالخالق أيضا أحد القيادات التى اختارت المرشد الثانى للجماعة المستشار حسن الهضيبى عام 51، وهو أحد قيادات الإخوان التى تفاوضت مع جمال عبدالناصر قبل وبعد قيام ثورة يوليو عام 52. وبعد قرار حل الجماعة، اعتقل فى يناير عام 54 مع جميع قيادات الإخوان، ثم أفرج عنه فى مارس، ثم اعتقل مرة أخرى فى أكتوبر عام 54، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات فى القضية التى اتهم فيها الإخوان المسلمون بمحاولة قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبدالناصر، ثم أفرج عنه عام 58. كان عبدالخالق على علاقة خاصة مع «مفكر الإخوان البارز» سيد قطب، حيث راجع له بعض كتبه قبيل طباعتها، ثم اعتقل مرة أخرى عام 65، وبقى فى السجن حتى نهاية عام 71. وقال عبدالخالق ل«لشروق» إنه بدأ التفكير فى موضوع الرسالة عام 1960 عندما فاتح كلا من الشيخ محمد أبوزهرة والشيخ على الخفيف فى موضوعها إلا أن ظروف الاعتقال والانشغال بالدعوة حال دون البدء فيها مبكرا. واختار القيادى الإخوانى موضوع الحسبة لأن نظامها فى الإسلام «يحقق عاملين أساسيين يساعدان بقوة فى إصلاح الأمة فضلا عن تهيئة الشعب للإصلاح»، على حد قوله، مضيفا أن كل مواطن يتحول من خلال هذا النظام إلى محتسب، «وذلك وفقا للحديث النبوى الذى يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». ويرى عبدالخالق أن نظام الاحتساب ينقل الناس من السلبية إلى الإيجابية، خاصة أن المواطن معروف بطبيعته السلبية. وأضاف القيادى الإخوانى أن الشىء الآخر المهم فى نظام الحسبة هو أنه يحتوى على «ضمانات إيجابية للمعارضة غير موجودة فى نظام آخر حتى الدساتير الغربية».