يظن الكثير من الناس أن تناول الزبدة أو بعض الأطعمة التي تحتوي عليها أمرا مضرا للصحة، وربما كان ذلك لزيادة التحذيرات من أكلها خلال العقد الماضي، لكنها في الواقع ليست دائما ضارة. في القرن العشرين، كانت الزبدة غذاءً أساسيًا، وكانت تستخدم في كل وصفة تقريبا. أما عن الأطباء، فقد تتناقض آرائهم باستمرار بشأن هذه القضية وفقا لما نقله موقع "ديلي هيلث بوست" المتخصص في الشأن الطبي. لذا، قد تتساءل عما إذا كانت الزبدة مفيدة لصحتك أم لا؟ يعتقد العديد من الأطباء والعلماء الآن أنه لا ينبغي التحذير والمنع من الدهون بشكل عام، والتي ثبت أنها تزيد نسبة الكوليسترول في الجسم، الذي يساعد بدوره على إصلاح الأنسجة التالفة في الجسم. ووجدت دراسة أخرى، أن العلماء الذين درسوا سابقًا الآثار الصحية للزبدة ارتكبوا خطأ من خلال تجميع الزبدة مع السمن النباتي والتي لها أضرار عدة على الصحة. وبينما يجادل الكثيرون بأن الزبدة ضارة، كان لمؤسسة "ويستون أ. برايس" (غير ربحية متخصصة في الأنظمة الغذائية) وجهة نظر مختلفة، حيث اعتقدت أن الطعم ليس هو السبب الوحيد الذي يجعلنا نتناول الزبدة، لكن فوائدها الصحية العديدة أمر مهم لجسم الإنسان. وقد أوضحوا موقفهم من خلال نشر تقرير في مطلع الألفية الجديدة والذي يؤكد بعض الفوائد للزبدة: 1- غنية بالفيتامينات الزبدة مليئة بفيتامين (أ)؛ حيث تحتوي ملعقة واحدة فقط من الزبدة على 7% من الكمية اليومية الموصى بها من ذلك الفيتامين الذي يساعد على تحسين الرؤية، خاصة العمى الليلي ومشاكل العين المرتبطة بالشيخوخة، وله دور في تقوية جهاز المناعة. وتحتوي أيضًا على فيتامين (د) المرتبط بفقدان الوزن وتقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، وقد تم ربطه بتخفيف أعراض الاكتئاب. كما أن الزبدة غنية بفيتامين (ب 12) المفيد في تباطؤ الأعراض المبكرة للخرف ويمنع هشاشة العظام ويحسن صحة القلب، وبالإضافة إلى ذلك هناك أيضًا فيتامين (ك) الذي يساعد في الوقاية من السرطان وأمراض القلب ويسرع الشفاء من كسر العظام. 2- تحتوي على أحماض دهنية قصيرة السلسلة على عكس الدهون المصنعة الموجودة في الوجبات السريعة، تعتبر دهون الألبان مفيدة جدًا لصحتنا. تحتوي الزبدة على حمض اللينوليك المقترن، الذي وفقًا لدراسة معملية يمكن أن يساعد على حماية الخلايا البشرية من أنواع عديدة من الأورام بما في ذلك سرطان الجلد وسرطان الثدي والقولون والمستقيم وسرطان الرئة. وفي دراسة نُشرت عام 2008 في مجلة بحوث الغذاء والتغذية، قالت مؤلفة الدراسة هيلينا ليندمارك مونسون: "تحتوي دهون الحليب على ما يقرب من 400 نوع من الأحماض الدهنية المختلفة، مما يجعلها أكثر أنواع الدهون الطبيعية تعقيدًا". وقد وجدت الدراسات أن تناول الأطعمة الغنية بالزبدة يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب في الجهاز الهضمي، ويرتبط بتحسين فقدان الوزن ووظائف المخ وصحة الأمعاء. 3- انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب قد تحتوي الزبدة على نسبة عالية من الدهون المشبعة، حيث قامت إحدى دراسات التحليل التي نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية بتحليل أكثر من 60 تجربة حول الآثار الصحية للزبدة. وتظهر النتائج التي توصلوا إليها أن تناول الدهون المشبعة يمكن أن يحسن نوع من الكوليسترول الجيد لدى الشخص، والمسؤول عن تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. 5- تحارب السمنة أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الكثير من الناس يتجنبون تناول الزبدة هو محتواها من السعرات الحرارية العالية، فعلى سبيل المثال، تحتوي ملعقة كبيرة من الزبدة على أكثر من 100 سعرة حرارية. إلا أن ورقة بحثية نشرت عام 2012 من قبل المجلة الأوروبية للتغذية وجدت أن المشاركين الذين تناولوا المزيد من الزبدة مع اتباع نظام غذائي صحي فقدوا الوزن بالفعل. باختصار، تناول الزبدة باعتدال يمكن أن يساعد على تنظيم وزنك. • ما هي الكمية الصحية من الزبدة؟ وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، يجب أن تحد من استهلاك الدهون المشبعة بنسبة 7% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. على سبيل المثال، إذا كانت كمية السعرات الحرارية الموصى بها يوميًا هي 2000، فيجب أن تتناول 16 جرامًا من الدهون المشبعة يوميًا أو ما يقرب من 2.5 ملعقة صغيرة من الزبدة.