وزيرالتعليم يتفقد الأعمال الإنشائية للمدرسة الدولية بمجمع الجلاء التعليمي بطنطا    البورصة المصرية تخسر 146.9 مليار جنيه في أسبوع    مصر تستهدف بيع أصول حكومية قيمتها 3.6 مليار دولار بالعام المالي المقبل    مطالب برلمانية بوقف تخفيف أحمال الكهرباء في أثناء فترة الامتحانات    الرئيس السيسي يشدد على دعم مصر الكامل لتعزيز العمل البرلماني المشترك    "بالشوكولاتة".. مارسيل كولر يحتفل بتأهل الأهلي لنهائي أفريقيا    طبيب نفسي يوضح الأسباب وراء قضية مقتل طفل شبرا    الإعدام والمؤبد للمتهمين باللجان النوعية في المنوفية    الليلة.. أصالة تلتقى جمهورها فى حفل بأبو ظبي    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    تعليم الإسكندرية تستقبل وفد المنظمة الأوروبية للتدريب    بعد فتح التصدير.. «بصل سوهاج» يغزو الأسواق العربية والأوروبية    وزير التعليم العالي يتفقد الجامعة المصرية اليابانية في الإسكندرية- صور    رئيس مياه سوهاج يتسلم شهادات 6 محطات حاصلة على اعتماد خطط السلامة    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    رئيس جهاز العاصمة الإدارية يتابع معدلات تنفيذ حي جاردن سيتي الجديدة    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين: الوضع في سجون الاحتلال كارثي ومأساوي    حان وقت الصفقة.. تحرك جديد لعائلات الرهائن الإسرائيليين في تل أبيب    وسط اعتقال أكثر من 550.. الاحتجاجات الطلابية المناهضة لإسرائيل بالجامعات الأمريكية ترفض التراجع    كوريا الشمالية: الولايات المتحدة تقوم ب«تشهير خبيث» عبر نشر تقارير مغلوطة عن حقوق الإنسان    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    رئيس البرلمان العربي يكرم نائب رئيس الوزراء البحريني    محافظة القاهرة تكثف حملات إزالة الإشغالات والتعديات على حرم الطريق    بيريرا يكشف حقيقة رفع قضية ضد الحكم الدولي محمود عاشور    كرة اليد، موعد مباراة الزمالك والترجي في نهائي بطولة أفريقيا    مديرية الشباب بالشرقية تنفذ دورات لطرق التعامل مع المصابين    خالد بيبو: لست ناظر مدرسة «غرفة ملابس الأهلي محكومة لوحدها»    «شريف ضد رونالدو».. موعد مباراة الخليج والنصر في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة - فيديو    التنمية المحلية: تدريب 2034 قيادة علي منظومة التصالح في مخالفات البناء بالمحافظات    9 إجراءات للشهادة الإعدادية.. تفاصيل مناقشات "تعليم القاهرة" بشأن الامتحانات    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    تحرير 134 محضرا وضبط دقيق بلدي قبل بيعه بالسوق السوداء في المنوفية    موعد إعلان أرقام جلوس طلاب الثانوية العامة 2024    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    وزير الصحة يهنئ الدكتور إيهاب هيكل ومجلس نقابة أطباء الأسنان للفوز في انتخابات النقابة    4 أفلام مصرية ضمن عروض اليوم التاني من الإسكندرية للفيلم القصير    بسبب البث المباشر.. ميار الببلاوي تتصدر التريند    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خبيرة: يوم رائع لمواليد الأبراج النارية    علي الطيب يكشف سبب اعتذاره عن مسلسل «صلة رحم» ويوجه رسالة لابطاله (فيديو)    الليلة.. أحمد سعد يحيي حفلا غنائيا في كندا    السيسي يتفقد الصالات الرياضية المجهزة بالأكاديمية العسكرية في العاصمة الإدارية.. فيديو    بيان عاجل لهيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة ويأثم فاعله    «بيت الزكاة» يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة ضمن حملة إغاثة غزة    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    إحالة 12 طبيبًا بمستشفى أخميم بسوهاج للتحقيق لغيابهم عن العمل    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    الكشف على 165 مواطنًا خلال قافلة طبية بالزعفرانة وعرب عايش برأس غارب    طلب إحاطة يحذر من تزايد معدلات الولادة القيصرية    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    قبل 3 جولات من النهاية.. ماهي فرص "نانت مصطفى محمد" في البقاء بالدوري الفرنسي؟    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جريمة عائلية جدًا .. بائع فاكهة يحرق أبناء عمه الثلاثة وأمهم انتقامًا من فشل زواجه!
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 11 - 2009

شهد 6 سنوات، وزياد 4 سنوات مزقهما ابن خالهما طعنا بالسكين ومثل بجسديهما.. وفى المطرية أحرق ابن الخالة أشقاء عروسه بالبنزين.. وشهدت مدينة السلام مجزرة بالسكاكين بين أبناء عمومة.. وفى الغربية قتل ابن العم زوج شقيقته.
«أردنا حرق قلوبهم».
بنفس الإجابة يصرخ مرتكبو تلك الجرائم العائلية أثناء مواجهات النيابة.
الجريمة العائلية ظاهرة يشهدها المجتمع المصرى، تتعدى فيها الجريمة الخط الأحمر وهو رباط العائلة المقدس، كما أن طريقة تنفيذها غالبا ما تتسم بالبشاعة، هل تغلق العائلات أبوابها فى أوجه أبناء العم والخال بعد أن تقطعت أوصال الرحم بسكين الخيانة؟ هل تشهد العائلة المصرية خوف الأخ من أخيه ومن أقرب الناس إلينا؟
أحدث جريمة عائلية شهدتها منطقة المرج عندما أشعل ابن العم النار فى زوجة عمه وأطفاله الثلاثة حاملا نفس المنطق «أردت حرق قلبه».
صوت انفجار رهيب فى الثالثة صباحا.. يصحو الجيران فزعين، النيران تخرج من الطابق الثانى فى العقار.. أصوات صراخ تصعد من الشقة تستغيث طلبا للإنقاذ.. اشتم الجيران رائحة حريق.. تصاعدت النيران أكثر.. بينما نيفين ابنة الثامنة عشرة ربيعا فى البلكونة تريد أن تقفز خوفا من النار.
تجمع سكان العقار بملابس نومهم أمام شقة جارهم جمال عبدالمؤمن صاحب مصنع الملابس الجاهزة لإنقاذ المستغثين من الحريق داخل الشقة التى كانت تشتعل من الداخل والخارج.
دفع الجيران الباب بقوة واكتشفوا أن الباب مغلق من الداخل. أحضر أحد الجيران عتلة لتكسير الباب لكنهم فشلوا.
وبسلم من محل الفراشة المجاور استطاعوا الصعود إلى بلكونة الشقة.
كانت الأم بالداخل تصرخ وهى ترى أبناءها الثلاثة وسط النيران عاجزة عن إنقاذهم.
تمكن الجيران من إنقاذ الابنة نيفين عن طريق بلكونة الجيران المجاورة، بينما فشلوا فى إنقاذ الأم وأبنائها الثلاثة.
عندما جاءت المطافى، خرجت من شباك الشقة كتل نارية إلى الخارج، هرول الجيران إلى شققهم لانتشال الأجهزة الكهربائية والملابس خوفا من امتداد الحريق إلى الشقق الأعلى.
أمسك الجميع الأوانى والخراطيم واندفعوا نحو الحريق لوقف النيران وسط صراخ النساء فى الشارع والشوارع المحيطة.
عندما تم فتح باب الشقة، حاول الجيران انتشال الأم وطفلها محمود لكنهم فشلوا لالتصاق الجسدين ببعضهما على الأرض. كانت الزوجة متفحمة مع ولدها، وفى الجانب الآخر طفلان وسط النيران.
وسط الصراخ من هول المنظر انتشل الجيران جثة الأم 43 عاما، وطفلها محمود 9 سنوات وأنقذوا كلا من أحمد 17 سنة بالصف الثانى الثانوى ومحمد 13 سنة بالصف الثانى الاعدادى ونقلوا إلى مستشفى جيهان بالزاوية الحمراء.. استمر الجيران فى محاصرة النيران أكثر من ساعة وحضرت سيارة المطافى عليها طاقم من رجال الإطفاء وفور توقف سيارة المطافى اكتشف رجالها مشكلة فى الخراطيم انشغل بعضهم بإصلاح الخرطوم والبعض الآخر قام بمعاينة المكان وهو يشتعل وبعد 15 دقيقة بدأ رجال الإطفاء عملهم فى تبريد الكتل الملتهبة داخل الشقة.
دق قلب جمال عبدالمؤمن، 45 سنة، صاحب الشقة المحترقة أثناء جلوسه على المقهى مع أصدقائه شاهد سيارة الإطفاء تسير من أمامه والناس تجرى خلفها، أسرع هو الآخر خلف سيارة المطافى ليعرف ما الذى حدث وعندما توقفت السيارة اكتشف أن شقته هى التى احترقت.. صرخ، لم يتوقع ما حدث لزوجته وأبنائه، أبلغه الأهالى بانتشال جثة زوجته التى خرجت متفحمة تماما ونجله الأصغر.. سقط على الأرض فاقد الوعى.. أصيب بتشنجات وصراخ هيستيرى متواصل.. هدأ الجيران من روعه، أسرع إلى المستشفى لرؤية أبنائه وسؤالهم عما حدث صعد إلى الدور الثانى وجد ابنه فى غرفة الحروق.. اقترب من نجله أحمد سأله عما حدث وهو يصرخ فقال له: إنه استيقظ من نومه أثر اشتعال النار فى قدميه ونصفه الأسفل وعندما حاول إطفاء نفسه والدخول إلى غرفة أمه وجد غرفتها تشتعل بالنار وسمع والدته وهى تصرخ دون أن يراها من شدة النار وأنه لم ير شيئا بعد ذلك وأنه قبل أن ينام أغلق باب الشقة بالمفتاح جيدا خوفا من اللصوص الذين ترددوا من قبل على الشقة.
وقال محمد لوالده الذى أصيب بحروق بنسبه 75% بالصف الثانى الابتدائى: «أنا يا بابا لقيت الشقة كلها نار وجسمى كله مولع نار وجريت على ماما لقيت كل الدنيا نار.. نار لا يمكن يا بابا أن يكون حد عايز يقتلنا بالطريقة دى يا بابا. أكيد الكهرباء فرقعت وولعت الشقة.. سقطت الدموع من عينى الأب المكلوم وهو فى حالة ذهول من شدة الكارثة التى أحلت به».
تجمعت عائلة الأب المكلوم حوله فى المستشفى وهم 7 أشقاء بينهم 4 سيدات متزوجات وأولادهم والتف الجيران حوله والابنة الوحيدة التى نجت فى الحريق.. دارت همسات وكلمات بين أفراد العائلة وهمس البعض فى أذن الآخر أن الحريق ليس قضاء وقدرا ولكن بفعل فاعل.
بعد مرور يومين على علاج الطفلين أحمد ومحمد فى المستشفى توفيا فى اليوم الثالث للعلاج. وصرحت النيابة بدفنهما ليغرق الأب فى أحزانه ودموعه.
قرر وكيل النيابة أثناء معاينة الحريق أن باب الشقة كان مغلقا من الداخل بالمفتاح وأن هناك رائحة بنزين ساهمت فى سرعة انتشار النار بهذه الطريقة السريعة وأن الحريق تم بفعل فاعل وكشف المعمل الجنائى عن مفاجأة بأن المتهم قام بإلقاء البنزين على باب الشقة وأشعل النار بعد ذلك بدقائق.
انتقل إلى مكان الحريق اللواءان إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة وفاروق لاشين مدير الإداره العامة لمباحث القاهرة.
دارت الشكوك حول ابن أخيه أحمد الذى هدد عمه بالقتل قبل ذلك بسبب مشاكله مع زوجته رفع الأب المكلوم يده إلى السماء طالبا ألا يكون المتهم ابن شقيقه أحمد حتى لا تصاب العائلة بالجحيم وتتقطع أوصالها أكثر.
تبين من التحريات أن هناك شخصا كان يرتدى بنطلونا وقميصا لونهما أسود يجرى وقت اندلاع الحريق وأن أحمد عبدالمؤمن هو الشخص الوحيد الذى توجد بينه وبين والد المتوفيين مشكلات وألقى القبض على المتهم بعد أن أشارت الأدلة كلها إليه.
شاب نحيف قمحى اللون، هادئ الطباع، حاصل على دبلوم تجارة ويعمل بائع فاكهة بالعباسية اعترف بسهولة بجريمته فور القبض عليه واصفا إياها بالنهاية الطبيعية لأولاد عمه وحرق قلب عمه على أولاده مثلما حرق قلبه هو الآخر على نجله الصغير أمين، الذى لم يره منذ عام بسبب عمه مؤكدا أنه لو استطاع أن يشعل فى عمه النار هو الآخر فإنه لن يتردد لحظة بعد، ثم تحدث عن جريمته كأنه بطل.
وقال المتهم فى التحقيقات إنه يكره عمه كثيرا ويريد له الموت فى أى لحظة وكان ينتظر فرصة للانتقام منه بأى طريقة وفكر فى الانتقام منه بجريمة بشعة ضد أطفاله بالذات ليتأكد من حرق قلبه على أولاده الصغار الذين يحبهم ويعشقهم وأنه شعر بالفرحة فور إشعال النيران فى الشقة وكاد يتراقص من الفرحة. فور سماعه صراخ أولاد عمه وسط النيران. وأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات ووجهت له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وإشعال النار فى شقه المجنى عليهم وهم نائمون.
رفض الأب المكلوم الذهاب معى إلى الشقة التى شهدت مقتل زوجته وأبنائه الثلاثة لمعاينة آثار الحريق وكاد يبكى حتى أتركه جالسا على المقهى لحين انتهائى من المعاينة.
دخلت الشقة مع أحد الجيران وجدت على يمين باب الشقة غرفتين الأولى للزوجة وزوجها والداخلية لابنتها، دخلت الغرفة التى وقع فيها الحريق ووجدت بها آثار دخان وحريق كبير، حيث انهارت الكتل الأسمنتية من على الحوائط وسقف الغرفة أيضا من شدة الحريق وشباك الغرفة كان متفحما تماما وعلى الجانب الأيمن من الغرفة وجدت «رجل السرير» متفحمة وبجوارها بعض الأخشاب أما مرتبة السرير فكانت كتلة محترقة وحتى بلاط الغرفة اقتلعته النيران وأثناء وجودى بالشقة سمعت كلاما من الجيران يندد بالجريمة ويدعو الله أن ينتقم من المتهم الذى أكل وشرب من يد الزوجة القتيلة وأنه خان العهد والأمانة التى وضعها عمه فى يده وتركه يتردد على أولاده وكأنه ابنه فعلا.
كان الجيران مازالوا مذهولين من بشاعة الجريمة والمتهم الذى قتل زوجة وأولاد عمه بدون رحمة أو إنسانية وبلا مسئولية عن فعلته الشنعاء وطالب الجيران بإعدامه حرقا كما فعل فى أولاد عمه وإشعال النار فيه حتى يرتعد كل من يفكر فى ارتكاب مثل هذه الجرائم العائلية، كانوا يتساءلون ماذا ينتظر الناس بعد هذا الحقد الأسود من أعز الناس والأقارب؟
التقت «الشروق» الأب المكلوم الذى رفض التصوير نهائيا وقال فى البداية: إن ما حدث لى لا يمكن أن أصدقه حتى الآن وأشعر أن زوجتى وأبنائى الذين احترقوا بنار الحقد على يد ابن أخى سوف يعودون لى مرة أخرى وعندما أرى أصدقاء أولادى أجرى خلفهم لأقبلهم وأبكى أولادى الذين حرمت منهم فى لحظات قاسية، يعتصرنى الألم فى كل لحظة من جريمة حرق أسرتى بهذه الطريقة البشعة ويتضاعف الألم عندما أتذكر أن الذى حرق زوجتى وأطفالى هو ابن شقيقى الأكبر الذى احتضنته وساعدته فى زواجه ولم أبخل لحظة فى مساعدته لأنه ابن أخى ويعتبر ابنى، فى بعض الأحيان أتمنى أن يكون الحريق بسبب ماس كهربائى وليس ابن أخى لأنه يهمنى هو الآخر ونحن عائلة واحدة ولا يمكن أن انفصل عنها مهما حدث.
توقف الرجل قليلا حاول أن يجمع ذاكرته لهذا اليوم المشئوم قائلا: إننى عدت إلى البيت فى منتصف الليل وتناولت مع أولادى العشاء وثار بيننا حديث طويل أغلبه ضحك وبعد الساعة الواحدة صباحا طلبت منهم النزول للمقهى بعض الوقت ووقتها طلب منى أحمد جنيها مقابل نزولى وطلب محمود «لب وسودانى» أثناء عودتى وطلبت زوجتى علاجا من الصيدلية.. تركتهم دون أن أعلم أنها آخر مرة يطلبون منى شيئا وأن نهايتهم بعد دقائق من نزولى ولو أعلم ذلك ما كنت قد نزلت أبدا مثلما حدث لى فى اليوم السابق للحريق عندما أصر ابنى على عدم نزولى ولم أنزل.. ولكن قدر الله وما شاء فعل.
وقال: نزلت إلى المقهى بجوار البيت وتسامرت مع أصدقائى وأثناء جلوسنا فوجئت بسيارة مطافى تسير بسرعة شديدة والناس تجرى خلفها لوجود حريق بأحد الشوارع وتحدثت مع صديقى عن الحريق دون أن أدرى أن الحريق كان فى بيتى وأن أولادى هم الذين يصرخون.
وقتها تلقيت عدة اتصال هاتفية من أخى دون أن أرد، وبعدها شعرت بالقلق وقلبى يدق بطريقة سريعة وتركت المقهى وذهبت خلف سيارة المطافى واكتشفت أن الحريق فى شقتى وأولادى.. أسرعت إلى المستشفى لرؤية أولادى داعيا الله أن يكونوا بخير.
تابع الأب: حضر إلى المستشفى جميع أشقائى بلا استثناء لإعانتى على مصيبتى وجلست مع أبنائى الذين أصيبوا بحروق شديدة فى الجزء الأسفل لجسدهم ليتأكد لى أن الفاعل قد ألقى بالبنزين من خارج الباب وكنت أتمنى أن يكون الفاعل غريبا عن عائلتى لأن المجنى عليهم أولادى وزوجتى والمتهم ابن شقيقى ولا يمكن أن تصبح الدماء ماء فى لحظات.
وبعد أن أخبرنى المقدم نبيل عبدالرءوف رئيس مباحث المرج أن الجريمة بفعل فاعل فتمنيت أن يكون شخصا غريبا عن العائلة وأن يكون السبب فى الحريق ليس ابن أخى حتى أعيش فى سلام مع عائلتى وألا أحمل لهم شيئا ولكن فاقت اعترافاته أمام المباحث وتمثيله لارتكاب الجريمة كل التوقعات وكأنه يتحدث عن فيلم كرتون ويؤكد أنه أراد أن يدمرنى ويصيبنى بالجنون ويحرق قلبى.
وحول مشاكله مع ابن أخيه قال فى هدوء: كنت فى زيارة إلى شقيقتى منذ عام تقريبا لرؤية زوجها الذى أصيب بمرض خطير وأثناء الزيارة طلب منى الاثنان أن أتدخل فى حل مشاكل ابنته وابن شقيقى، فتدخلت، لأن الزوج ابن أخى والزوجة ابنهة أختى ولأننى قد تدخلت قبل زفافهما لإتمام الزواج واشتريت لهما باقى طلبات الزواج التى كانت محل خلاف بينهما ومن أحمد ابن شقيقى أن يعيد زوجته إليه وأن تتم كتابة قائمة منقولات جديدة حتى تعود إليه ويتنازل كل منهما عن القضايا المرفوعة بينهما وتم الاتفاق بينهما ووقع ابن شقيقى على قائمة المنقولات وأخذتها منه حتى تظل معى لكى أحافظ على حقوق ابنة شقيقتى وفى نفس الوقت لا يمكن أن أساعد فى حبس أحمد ابن شقيقى فالوضع بينى وبينهم حساس حيث إننى عمه وفى نفس الوقت خال زوجته ولا يمكن أغدر به نهائيا وفى الميعاد المحدد لتنازل كل طرف للآخر عن القضايا لم يحضر الطرفان الجلسة وفوجئت بابن شقيقى يطرد ابنه شقيقتى إلى أسرتها ويطلب منى قائمة المنقولات ودارت بينهم مشكلات وفى ذلك الوقت توفى زوج أختى مما جعل الأمر بالنسبة لى صعبا للغاية وبعدها طلبت من أحمد ابن شقيقى أن ينتظر بعض الوقت لإنهاء مشاكله مع زوجته ولكنه أصر على الحصول على قائمه المنقولات منى وعندما رفضت فوجئت به يطلب منى أن ينهى علاقته مع زوجته التى حصلت على حكم الخلع ويطلب قائمه المنقولات منى ووقتها قلت له إنها أمانه لأن زوج شقيقتى توفى ولا يوجد من يرعاها سواى وتركنى وابتعد عنى وبعد أيام تلقيت تليفونا من شقيقى الأكبر يطلب قائمة المنقولات ورفضت من أجل أن ينهى الأمر مع زوجته وأن يحضر محامى الزوجة والزوج ويتم الاتفاق بينهما على إنهاء العلاقة الزوجية بالقانون ولكن تأخر المحامين وامتداد القضايا فى المحاكم جعل ابن شقيقى يتهمنى بمناصرة زوجته عنه هو وهددنى بالقتل وحرق قلبى على فلذات كبدى من قبل ولكننى لم أبال لأننى كنت أعتبره ابنى لأنه كان يحترمنى جدا ولا يقدر أن يشرب سيجارة أمامى فى الوقت الذى يشرب سجائر مع والده فكيف أتوقع منه مثل هذه الجريمة ورد فعله. أنه فعلا المستحيل. اشترى البنزين وتسلل ليلا وأولادى يستغرقون فى نوم عميق وألقى بالبنزين وأشعل النار فى الشقة وكان من الممكن أن أكون بينهم ولولا النصيب الذى جعلنى أخرج من البيت.
وقال الأب المكلوم: إنه سمع منذ يومين صوت لص على الباب وتأكد ابنى من ذلك، كما سمع ابنى الأصغر صوت شخص يصعد على السلم ليلا وحامت الشكوك حول ابن شقيقى منذ أسبوع حيث إنه حضر قبل الحادث للشقة عدة مرات ولكنه لم ينفذ الجريمة ونفذها بعد ذلك.
وعلمت من ابن شقيقتى أن المتهم أجرى اتصالا بأحد أقاربنا وسأله عن سماعه شيئا وأغلق هاتفه المحمول.
وقال إنه لم ير شقيقه أمين والد المتهم منذ الحادث وانقطعت الاتصالات بينه وبين أسرته ويصعب أن تمتد أواصل الرحمة بينهما لأنه سوف يتذكر الجريمة رغم أن شقيقى ليس له ذنب فى الجريمة ولكن القلوب أغلقت أمام تلك الجرائم البشعة التى دمرت العائلة وجعلتها بين فريقين وكل ذلك بسبب تهور شاب وقيامه بارتكاب مثل هذه الجريمة ولا يمكن أن أنساها نهائيا رغم أننى أردت خيرا بابن شقيقى وشقيقتى الذى طلب منى حل المشكلة لابنه من أجل أن ينتبه إلى عمله فى سوق الويلية بالعباسية حيث إنه كان يخشى العمل خوفا من أقارب زوجه ابنه والانتقام منه.
أما زوجة المتهم فقالت فى اتصال هاتفى ل«الشروق» تزوجت ابن خالى وكانت زيجة كلها مشاكل منذ الخطوبة إلى الخلع سأعيش طوال العمر مدينه لخالى جمال بعمرى لقتل أولاده وزوجته على يد زوجى بسببى وأتمنى الموت اليوم قبل غدا الموت لأن «الجوازة» كانت شؤم على العائلة وأتمنى أن أربى ابنى الصغير بعيدا عن هذه المشكلات والأحقاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.