صورة شهيرة.. التقطت فى أعقاب فوز الأمريكى باراك أوباما برئاسة بلاده، ولكن ليست فى خطاب حاشد أو فى لقاء له بالبيت الأبيض مع مستشاريه، أو غيرها من المشاهد الرسمية لرئيس جديد تكتظ أجندته بالأعمال، ولكنها صورة أقرب لحالة سينمائية حالمة، ظهر فيه أوباما وهو يراقص زوجته السمراء ميشيل التى كانت ترتدى عندها فستانا أبيض لا يضاهى لونه المشرق سوى ابتساماتهما العريضة التى أبهرت عدسات المصورين، وهى أول رقصة لهما فى البيت الأبيض. هذه الصورة اختارها القائمون على مجلة «إيسنس» Essence الأمريكية الشهيرة لتكون غلاف كتابها الذى أصدرته وأطلقت عليه «عائلة أوباما» The Obamas، وقدمت الكتاب باعتباره «بورتريها» للأسرة الأولى الأمريكيةالجديدة. تعتبر مجلة «إيسنس» من أبرز المجلات الأمريكية المهتمة بشكل خاص بالمشاهير السود، الذين طالما ظهروا على أغلفتها مثل أوبرا وينفرى وجانيت جاكسون وناعومى كامبل. وهذه المرة أصدرت كتابا خاصا جمع أبرز الصور الفوتوغرافية التى التقطت للرئيس أوباما وعائلته فى مناسبات عدة منذ إعلان ترشيح الحزب الديموقراطى له لخوض انتخابات الرئاسة فى فبراير 2007 وحتى فوزه بها فى نوفمبر 2008 الذى قاده إلى البيت الأبيض، وشهدت هذه الفترة على مدارها محطات انتخابية صاخبة سجلتها الكاميرات. واقتنى القائمون على المجلة الشهيرة ما اعتبرتها صورا نادرة تجسد أغلبها لحظة إعلان فوز أوباما بالرئاسة، والحشود الجماهيرية المبايعة له التى اعتبرها الكتاب فى افتتاحيته «حشودا حطمت الأرقام القياسية»، وكذلك لحظة أداء أوباما للقسم بحضور زوجته وابنتيه ماليا وساشا، وهى اللحظة التى وصفها الكتاب أيضا بواحدة من أقوى اللحظات التى سجلها التاريخ الأمريكى على الإطلاق، واختارها محررو الكتاب لتكون صورة الغلاف الخلفى للكتاب. يأتى هذا الكتاب الذى يقع فى 112 صفحة فى إطار الاحتفاء والولع الشديدين بالظاهرة «الأوبامية» التى على طريقة نجوم السينما ترصد تفاصيل هذا الرئيس وكاريزمته ونظرات معجبيه وهتافاتهم، ورومانسية علاقته بزوجته ميشيل الذى جمع لهما الكتاب مجموعة من الصور أثناء رحلته الانتخابية، منها احتفالهما بجولة ناجحة له فى ولاية فلوريدا، كما احتفى الكتاب بصور السيدة الأولى، المصنفة ضمن أكثر نساء العالم جاذبية، وعرض لها صورا بمفردها أثناء دعمها لحملة زوجها الانتخابية بمصاحبة ابنتيها كجولتها فى ولاية مونتانا. وصورة لها أثناء توقيعها للافتات الدعائية لحملة أوباما فى ولاية أيوا،وصورتها برفقة والدتها ماريان روبينسون أثناء الاحتفال بترشيح الحزب الديموقراطى لأوباما، وصور أخرى تحمل صبغة عائلية حميمة تجمع أفراد عائلة أوباما فى نزهات مختلفة مثل التزلج فى ولاية إنديانا، وارتيادهم للعبة سيارات التصادم المثيرة فى أحد الملاهى. على الرغم من أن المادة الأساسية لهذا الكتاب هى الصور الفوتوغرافية لأوباما وعائلته، فإن المادة التحريرية كان لها نصيب فى هذا الكتاب التى استخدمت للربط بين هذه الصور ومراحل التقاطها المختلفة، وكانت هذه المادة عبارة عن خُطب الرئيس أوباما، منذ بداية ترشيح الحزب الديموقراطى له وحتى الخطاب الذى ألقاه عند فوزه، وكذلك شهادات عدد من الأمريكيين الذين قاموا بتأييده ودوافعهم وراء التصويت له سواء من المشاهير أم من المواطنين العاديين، ومن بينهم شهادة سيدة من ولاية ميسيسبى تدعى تينيشا التى قالت «استيقظت يوم التصويت فى تمام الساعة الخامسة صباحا، وكنت متحمسة جدا، ووقفت فى طابور المصوتين الساعة السادسة والثلث واصطحبت معى والدتى التى تبلغ من العمر 63 عاما لنصوّت لأوباما. وقضينا نحو ساعة فى عملية التصويت، وعندما انتهينا ذهبت أمى لاصطحاب ابن عمتها البالغ من العمر 91 عاما أيضا ليصوت لأوباما، وعندما عادت اصطحبت والدى، 67 عاما، للتصويت لأوباما، وكان هذا اليوم من أكثر الأيام أهمية فى حياتى على الإطلاق».