بينما الخليج العربى، ودول المغرب تضئ سماؤها المهرجانات الغنائية بشكل يبهج الروح على اعتبار أن «المغنى حياة الروح». نحن هنا فى مصر وطن الغناء العربى، وبيت الطرب. نعيش على فتات هذه المهرجانات. الكويت هذه الأيام استضافت مهرجانين الأولى ليالى فبراير والثانى هلا. وأبوظبى تستعد لمهرجان أبوظبى للموسيقى الكلاسيكية فى الفترة من 21 مارس وحتى 2 أبريل. والآن تستضيف مهرجان العين للموسيقى والغناء. فى ليالى، وهلا فبراير شارك نجوم الصف الأول فى العالم العربى من المصريين تامر حسنى ومحمد حماقى وعمرو دياب وشيرين.. ومن لبنان نانسى عجرم وإليسا ونجوى كرم.. ومن الخليج محمد عبده ونوال وأحلام وغيرهم. وفى مهرجان أبوظبى سوف تشارك ماجدة الرومى، ولطيفة ونصير شمة، ومن النجوم العالميين أندريا بوتشيللى، والسوبر برانوبا ولا سانجينيتى والبارتون جيانفر انكو مونتريسور إلى جانب أركسترا مسرح البولشرى. وفى مهرجان العين شاركت آمال ماهر مع سليم سحاب إلى جانب فعاليات أخرى شارك فيها أوركسترا وارسو الفيلهارمونى. وفى المغرب شارك هانى شاكر فى مهرجان يقام بمدينة على حدود موريتانيا وفى قلب الصحراء. ومع دخول الصيف سوف تتحول تونس إلى كتلة مشعة من المهرجانات، ونحن فى مصر لم يعد لدينا ما نطلق عليه مهرجان. حتى مهرجان الموسيقى العربية الذى تنظمه الأوبرا فى نوفمبر من كل عام خرج عن هدفه، وفلسفته غير من ملامحه ليواكب العصر رغم أنه مهتم فى الأساس بالموسيقى العربية. لكن طالما نحن فى مصر فلا تندهش كثيرا. لأن المهرجانات أصبحت عزبا خاصة، وبعيدا عن هذا المهرجان لا توجد مهرجانات أخرى فى مصر. ومقولة إن الخليج لديه الأموال التى تجعله ينظم أى مهرجان، ويستقطب نجوم العالم أصبحت غير مجدية، وغير معبرة عن الواقع لأسباب كثيرة أننا فى مصر ننفق ملايين الجنيهات على مناسبات، وحفلات أضعاف ما ينفقه الخليج على المهرجانات واسألوا الإذاعة والتليفزيون كم ينفقان على الحفلات الرسمية. التى لا تستقطب أحدا. حتى المصريون لا يشاهدونها. واسألوا الأبورا كم ينفق على مهرجان الموسيقى العربية. واسألوا وزارة السياحة: لماذا أغلقت المهرجان الذى كانت تنظمه لأن الملايين كانت نفقا فى الهواء، والحفلات الخاصة، والمكافآت. واسألوا تونس والمغرب الدولتين الفقيرتين: كيف تنظم كل منهما عشرات المهرجانات؟ كل مدينة فى تونس بها مهرجان للأغنية، وللأسف الشديد يشارك فيها نجوم مصريون ومسئولون دون أدنى استفادة من هذه التجارب. الآن نحن أصبحنا نبكى على أطلال الماضى. الكل من حولنا يجرى فى سباق رهيب مع الزمن من أجل أن يصنع مهرجانا يحسب لوطنه. أما المسئولون فى مصر فاكتفوا بالمشاهدة، كل شىء جميل يموت من حولنا. الغناء تلك الثروة القومية التى كنا نمتلكها تم بيعها، كما بعنا عمر أفندى، وشركات الحديد، والشواطئ.