أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، أنّ العلاقة بين البلدان العربية والأرجنتين ودول أمريكا الجنوبية ليست جديدة، وقد واصلت تطورها وتقدمها في مختلف الظروف والأوقات، كما أثبتت في الفترة الأخيرة العصيبة قوتها وآفاق تطورها في المستقبل. وأضاف حنفي، خلال إطلاق الغرفة العربية-الأرجنتينية بقاعة المعارض الدائمة، وهي منصة ويب تفاعلية، اليوم الأحد، أن المنصة تمكن الجانب الأرجنتيني والعربي من عرض منتجاته والترويج لها والاتصال بالمستوردين مباشرة، وذلك برعاية رئيس جمهورية الأرجنتين، وحضور وزير الخارجية الأرجنتينية والسلطات الوطنية والإقليمية، إضافة إلى مشاركة نخبة من الكيانات التمثيلية للإنتاج الأرجنتيني. وأشار حنفي إلى أهمية هذه المنصة الموجهة بشكل أساسي للترويج للتجارة في سوق يضم أكثر من 500 مليون مستهلك يحتاج إلى استيراد وتصدير، ليس فقط المواد الغذائية، ولكن أيضًا المنتجات الصناعية مثل الطبية والتكنولوجية، التركيبات الكهربائية، صناعة المعادن، الآلات الزراعية، صناعة البرمجيات، صناعة الأزياء، إلى جانب باقي القطاعات الصناعية. ولفت حنفي إلى أنّ اتحاد الغرف العربية -الذي يعد الممثل الحقيقي للقطاع الخاص العربي- يساهم بنسبة 75% من الناتج المحلي الإجمالي العربي، كما يوظف 75% من اليد العاملة، وينضوي تحت لوائه 22 اتحادا من الغرف العربية، إلى جانب 16 غرفة عربية أجنبية مشتركة من بينها الغرفة العربية الأرجنتينية، التي لعبت -ولا تزال- دورا حيويا جدا في تعزيز التعاون والمصالح المشتركة واستكشاف آفاق التعاون في المستقبل بما يتماشى مع التطلعات الطموحة لكلا الجانبين. وأكّد أنّه على الرغم من الانعكاسات السلبية التي خلفها انتشار فيروس "كوفيد-19"، لا تزال التجارة بين الأرجنتين وبعض الدول العربية تسجل نموًا وأظهرت مرونة وحيوية، ورأى أنّ الظروف الراهنة تحتّم تعميق التعاون والمضي قدما ببناء التشابكات الصناعية المستدامة وتعزيز سلاسل الإمداد من خلال التركيز على التعاون في المجالات التي تتيحها الثورة الصناعية الرابعة. واعتبر أنّ "التحدي اليوم لا يقتصر على إقامة المشروعات الإنتاجية، بل إنتاج منتجات وخدمات عالية الجودة ترتبط بالقدرة على الإبداع والابتكار والريادة والحلول التي تواكب التحديات الجديدة"، لافتا إلى أنّه "نحتاج إلى استثمار ما يوفره التعاون العربي-الأرجنتيني في إطار الثورة الصناعية الرابعة ومكوناتها الرقمية من البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبلوكتشينو الطباعة الثلاثية الأبعاد، والتي تنطوي على إمكانيات اقتصادية هائلة، بالإضافة إلى التقنيات الأخرى مثلالنانو وتقنيات الطاقة المتجددة". وشدد على أن جائحة كورونا فرضت واقعا جديدا، ينبغي التعاطي معه عبر تغيير نمط التعاون الاقتصادي التقليدي القائم على الاستيراد والتصدير، ليتعداه الى بناء شراكة استراتيجية، ومن هذا المنطلق من المهم التعاون لتوظيف هذه الطاقات في مجالات التجارة الإلكترونية وقطاعات الاستثمار والطاقة التقليدية والمتجددة والعلوم والتكنولوجيا والصناعة والصحة والسياحة والتنمية الريفية والزراعة التكنولوجية، إلى جانب تعزيز الاستثمار في مشاريع التعاون التجاري ولا سيّما الخدمات اللوجستية والبحرية، والتكنولوجيا المالية، والبحث والتطوير. واعتبر أنّ التعاون القائم بين البلدان العربية ودول أمريكا الجنوبية، ولا سيما الأرجنتين، لا ينسجم مع القدرات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الهائلة لدى الطرفين، لافتا إلى أنّه لا يزال هناك مجالات وفيرة لتوسيع وتعميق التعاون عن طريق الربط البحري واللوجستي، داعيا إلى تهيئة بيئة محفزة لاستقطاب الاستثمارات بالمنطقة العربية ومنطقة أمريكا الجنوبية عن طريق إجراءات سريعة وتطبيق آليات ومبادرات مثل نظام النافذة الواحدة لكل الإجراءات أو اعتماد وكلاء اقتصاديين مرخصين، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات اعتراف متبادل بالإجراءات المعتمدة من كل دولة لتسهيل وتسريع التجارة البينية.