أبلغ الرئيس محمود عباس منظمة التحرير الفلسطينية يوم الخميس أنه لا ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية مطلع العام القادم ، وهو قرار عزاه مسؤول فلسطيني إلى "احباطه" من تعثر عملية السلام وتراجع دور الراعي الأمريكي. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه للصحفيين أن الرئيس عباس "عبر عن رغبته بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة أثناء اجتماع للجنة التنفيذية التي عبرت عن رفضها لهذه الرغبة". وأضاف عبد ربه أن اللجنة التنفيذية "أكدت تمسكها بالرئيس عباس لتحمل المسؤولية في الفترة القادمة وكمرشح لفصائل منظمة التحرير للانتخابات الرئاسية". ويرأس عباس السلطة الفلسطينية منذ يناير 2005 بعد انتخابه لخلافة مؤسسها ياسر عرفات ، وهو ايضا رئيس اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير. وكان عباس قد أعلن عن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الأراضي الفلسطينية في 24 يناير. وقبل ساعات من الإعلان عن هذا القرار ، أكد نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها عباس أن هذا الأخير "أثار إمكانية عدم ترشيح نفسه لفترة رئاسية مقبلة ، وهذا سببه الإحباط الشديد الذي يشعر به من العالم كله عربا وعجما". وأضاف شعث للصحفيين "لكن حركة فتح بكافة كوادرها ومؤسساتها تقف وراء الرئيس عباس لترشيح نفسه لفترة رئاسية مقبلة". وأشار شعث -الذي يشغل منصب المفوض العام للعلاقات الخارجية في فتح- إلى أن سبب الإحباط الذي يشعر به عباس يعود إلى التزامه خلال السنوات الماضية ببنود خارطة الطريق ، وهي خطة سلام دولية تهدف إلى قيام دولة فلسطينية ، في الوقت الذي لم يحصل على نتيجة من خلال المفاوضات مع اسرائيل. وقال شعث "الرئيس عباس ردد أكثر من مرة بأنه لا يريد ترشيح نفسه نتيجة لشعوره بالإحباط الكبير من الموقف الأمريكي تجاه عملية السلام ". وارتفعت حدة خيبة الأمل الفلسطينية من موقف الإدارة الأمريكية، عقب التصريحات التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم السبت في القدس حينما أيدت العرض الإسرائيلي لتجميد الاستيطان جزئيا ، واصفة إياه "بالخطوة غير مسبوقة". وتشعر السلطة الفلسطينية بأن الإدارة الأمريكية لا تمارس ضغوطا كافية على الدولة العبرية كتلك التي تمارسها على السلطة الفلسطينية لتنفيذ ما جاء في خارطة الطريق. وقال شعث" الأمريكيون تخلو عن التزاماتهم". وأضاف " تفاءلنا خيرا ، وكذلك العرب في تصريحات اوباما بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ، خاصة فيما أشار إليه بأن حل الصراع الفلسطيني الإسرئيلي قد يفتح الباب لتحسين العلاقة الأمريكية مع العالمين العربي والإسلامي". وقال " لكن بشكل عام نحن الآن في مازق سياسي ، سببه أن الأمريكيين قاموا بتراجع رئيسي فيما يتعلق بموضوع استئناف عملية السلام". وأشار شعث إلى وجود عدد من الدول العربية ، لا زالت تراهن على موقف اوباما في الضغط على إسرائيل لإلزامها بتنفيذ ما جاء في خارطة الطريقة. وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح جددت مساء يوم الاربعاء دعمها لترشح عباس للانتخابات الرئاسية بعد أن أبلغها خلال اجتماع عن عدم رغبته في ذلك. وقال عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد أن اللجنة "أكدت مجددا ثقتها بالرئيس عباس (...) ومع كل التقدير لرغبة الرئيس الشخصية بعدم الترشح فهو الذي يحظى بثقة أبناء الشعب الفلسطيني وحركة فتح لقيادة المرحلة القادمة". وأكد مسؤول شارك في الاجتماع أن عباس كرر أمام الحاضرين عدم رغبته في الترشح لولاية ثانية "لعدم وجود تقدم في المسيرة السلمية". من ناحية أخرى قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخميس أنها "غير معنية" بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن نيته عدم الترشح للانتخابات الرئاسية ، معتبرة هذه التصريحات "رسالة عتب من عباس لأصدقائه الأمريكان والإسرائيليين". وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس "تلويح أبو مازن بعدم رغبته الترشح لولاية رئاسية جديدة هو شأن فتحاوي داخلي لا يعنينا في حركة حماس". وتابع "نحن في الحركة نعتبر هذه الخطوة رسالة عتب من عباس لأصدقائه الأمريكان والإسرائيليين بعدما تنكروا له وحولوه إلى مجرد أداة". وأضاف أبو زهري "الأولى به العودة إلى الشعب الفلسطيني ومصارحته بعدم جدوى خيار التسوية وإعادة الإعتبار لمشروع المقاومة ووقف الاعتقالات السياسية". ويواجه عباس إضافة إلى تعثر العملية السلمية معضلة الانقسام الفلسطيني منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة منتصف العام 2007 ، وترفض حماس بشكل قاطع إجراء الانتخابات التي دعا إليها عباس دون توافق معها.