على مدى أربعة أيام متتالية، استضافت ساقية الصاوى حفلات مهرجان القاهرة الدولى الأول لموسيقى الجاز، والذى يعد تظاهرة موسيقية عالمية اجتمعت فيها فرق موسيقية مصرية، فضلا عن مشاركة موسيقيين يمثلون العديد من البلدان والثقافات، عبروا عن رؤى مختلفة للموسيقى التى بدأت بذرتها الأولى مع صرخات «عبيد أفريقيا» خلال رحلة اقتيادهم لخدمة الرجل الأبيض. الفنان يحيى خليل الذى ساهم على مدى 20 عاما فى ازدهار فن الجاز، أعرب عن سعادته بتكريمه من قبل المهرجان، وقال: منذ أربعينيات هذا القرن وتحديدا فى أفلام منولوجات إسماعيل ياسين كان يتقبل المجتمع المصرى مثل هذه المزيكا فلماذا لا نهتم بها الآن حتى لا يقول البعض إن هذا المجتمع لا يهتم بمثل هذه النوعية. وأشار إلى أنه لا ينسى أبدا المرأة المحجبة التى خرجت من حفلته وهى دامعة العينين وقالت له..أشعر كأنها غسلت روحى. وأضاف: موسيقى الجاز موجودة منذ 100عام وحققت فى الخمسين سنة الأخيرة ما لم يحققة أى نوع من أنواع الموسيقى، والتطور فى هذا الفن مفتوح جدا وسحر هذه الموسيقى له تأثير عظيم، وكشف عن إعداده حاليا لإقامة مهرجان لموسيقى الجاز يحمل اسمه. من جانبه، يرى عمرو صلاح مدير فرقة «افتكاسات» المصرية المشاركة بالمهرجان، أن موسيقى الجاز التى عبرت من أمريكا مع هجرة العبيد إلى ساحل البحر المتوسط إلى مصر، ليست موسيقى بقدر ما هى فكر وفلسفة تعبر عن تكسير القيود وفى ذلك تتجلى خصوصيتها. وأضاف أن بعض الدول العربية سبقت مصر فى إعداد مهرجانات للجاز، ولكن هذا المهرجان يتميز بأنه يضم7 فرق مصرية مشتركة بالمهرجان، عكس المهرجانات العربية اكتفت باستضافة الفرق الأجنبية. ويختلف الفنان فتحى سلامة مع الجميع قائلا: لا يوجد لدينا لاعبو جاز ولكنها مجرد محاولات للعب الجاز.. فمن غير المعقول أن يرتدى رجلا «جلابية» ويضع قبعة الكاوبوى على رأسه ثم نقدم «أغنيات خايبة يتقبلها ناس أخيب» ونسمى هذا موسيقى جاز. واعتبر سلامة المهرجان محاولة جيدة جدا ويجب فى هذا المشوار التحلى بالصبر وطول البال. وعلق توماس موتر قائد الفريق الألمانى «مون بيز» الملقب ب«فريق الأحلام» على المهرجان قائلا: لم أعزف من قبل أمام جمهور عربى، ولكننى سمعت عن مدى تذوق الشباب المصرى للموسيقى خصوصا الجاز، فمعظم حفلاتى السابقة تركزت فى أوروبا وأمريكا وبعض الدول الآسيوية. وأضاف: الحدث يكتسب أهميته من منظور آخر وهو أن هذا أول مهرجان دولى لموسيقى الجاز فى مصر، وهذا يعنى بناء جسر جديد للتواصل بين الغرب والشرق، مشيرا إلى أنه يرى أن الموسيقى تمثل طاقة ضخمة للتواصل بين الشعوب خصوصا فى تلك الفترة الشائكة من التاريخ الممتلئ بالاحتقانات بين بعض الدول. وعن مستقبل ذلك النوع من الموسيقى فى مصر، قال إن إقامة مهرجان لها يوضح مدى إقبال الجمهور على ذلك النوع وهذا يعنى أن تطورها يسير فى اتجاه إيجابى جدا، فلو لم تكن مؤثرة فى الجمهور ما أقاموا لها مهرجانا ودعوا فرقا وعازفين من بلاد متعددة. ورفض توماس اعتبار موسيقى «الجاز» للنخبة فقط، وقال: أعتقد أن أى فرد حول العالم يتأثر بالموسيقى إما سلبا أو إيجابا وهذا لا يخضع لأى انطباعات فكرية أو مادية ،بل يخضع فقط لمدى تقبل روحه ومدى تعايشه مع الموسيقى.