على ما يبدو أن مباراة مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم والمقرر إقامتها مساء 14 نوفمبر المقبل، لم تلق بظلالها على المستوى الرياضى فقط، بل امتد الأمر إلى الوسط الفنى خاصة الغنائى منه. فقد أعلن المطرب المصرى الكبير محمد منير أنه سوف يغنى فى الحفل الذى يجمعه بالمطرب الجزائرى الشاب خالد مساء 12 نوفمبر المقبل حاملا العلم الجزائرى مع المصرى، وكان هذا وراء ارتفاع اسهمه بشكل كبير بين الجماهير الجزائرية، والإعلام الجزائرى الذى اعتبره مطرب مصر الأول، وقالوا إن هذا الفنان الكبير أعطى درسا لهواة التعصب فى مصر والجزائر، الذين يحاولون الصيد فى الماء العكر. وقالت إحدى الصحف الجزائرية إن ما فعله منير يؤكد أنه فنان يقدر ويحترم معنى الأخوة العربية، وأشارت الجريدة إلى أن منير قد يتعرض لحملات مضادة من الإعلام المصرى خاصة المتعصب منه، وشددت على أن منير انتصر لأواصر الأخوة العربية، ونبذ كل ما من شأنه أن يصعد من نار الفتنة. وتوقع الإعلام الجزائرى أن يشهد الحفل إقبالا جماهيريا كبيرا خاصة أن الطرف الثانى فى الحفل هو الشاب خالد الذى يحظى بجماهيرية كبيرة فى مصر، وسبق أن قدم دويتو مع النجم المصرى عمرو دياب. كما أن منير له تجارب عديدة مع نجوم الموسيقى الجزائرية منهم حميد بارودى الذى قدم أعمالا كثيرة كملحن وموزع موسيقى، واشترك فى توزيع الألبوم قبل الأخير للملك. كما أن منير غنى باللهجة الجزائرية قبل 10 سنوات أغنية حكمة الأقدار. كما أنه شارك فى حفلات بالعاصمة الجزائرية وقت أن كان الإرهاب يضرب العديد من المدن الجزائرية وهذا يؤكد على حرصه على التواجد فى المدن العربية دون خوف من أى حوادث إرهابية. ارتفاع أسهم منير لها جذور كما قلنا. إلى جانب أنه يقدم نوعا من الموسيقى التى يتجاوب معها الشعب العربى بأكمله خاصة الجزائرى باعتباره يطلع دائما على الفنون الغربية خاصة الموسيقى. واستطاع منير تكوين قاعدة جماهيرية هناك ربما هى التى جعلته يحظى بهذا التأييد خاصة عندما أعلن عن مبادرته لنبذ التعصب، والتى وجدت صدى كبيرا لأنه فنان كبير حارب كثيرا بأعماله الغنائية من أجل الوطن العربى، وقضاياه. أما الشاب خالد وأسباب شعبيته الكبيرة فى مصر فتعود جذورها إلى عشق هذا الفنان للغناء المصرى وحرصه على أداء الكثير من الأغانى المصرية فى قلب أوروبا، وهو الأمر الذى يعكس احترامه للفن المصرى، وتأثره به، ولو أنه اختار مدرسة غنائية خاصة به، لكن حب الغناء المصرى يكمن لديه فى الجذور كما قال فى العديد من اللقاءات الصحفية والتليفزيونية. وعلى مستوى التاريخ فالجماهير العربية لن تنسى الدويتو الفنى، والعائلى الذى جمع بين الراحل الكبير بليغ حمدى، والمطربة القديرة وردة الجزائرية اللذين استطاعا أن يصنعا تاريخا مشتركا للأغنية المصرية والجزائرية.. بليغ الذى أخذ بيد وردة وارتفع بها إلى القمة، ووردة التى أخذت ألحان بليغ، وحلقت بها فى السماء. واستطاع الثنائى أن يكون إحدى قصص الحب التى لايزال الوسط الغنائى يتحدث عنها. إذا فهناك سمات مشتركة بين الشعبين، وهناك تزاوج غنائى عبر الكثير من المحطات.