أعلنت شركة "جلينكور" البريطانية-السويسرية للتعدين اليوم الخميس، أن الجيش في جمهورية الكونغو الديمقراطية نشر قوات عند منجم للنحاس تديره الشركة لمنع أعمال التعدين غير القانونية هناك. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب مقتل أكثر من 40 من عمال المناجم غير القانونيين الشهر الماضي في حادث بالمنجم الذي يعود لشركة "كاموتو كوبر"، التابعة ل "جلينكور"، والذي يقع في إقليم "لوالابا" في جنوب شرق البلاد. وقالت الشركة في بيان: "تؤكد جلينكور أن القوات المسلحة موجودة في المنطقة المحيطة بعمليات شركة كاموتو كوبر... وسبق هذا وجود متزايد لعمال مناجم غير قانونيين محترفين". ونظم حوالي ألف عامل احتجاجًا على نشر القوات، في مدينة "كولويزي" القريبة صباح اليوم الخميس، وتعرض متجر في المنطقة لعملية نهب، بحسب ما ذكره ممثل لإحدى المنظمات المدنية. وجرى نشر قوات من الجيش عند منجم "تينكي فونجوروم ماينينج" (تي اف ام) المملوك للصين في المنطقة، وهو أحد أكبر مناجم تعديد النحاس والكوبالت في الكونغو. وقال الميجور جنرال فيلمون ياف، القائد العسكري للمنطقة، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "جرت عمليات الجيش بمقتضى تعليمات من رئيس الجمهورية (فليكس تشيسكيدى)، وبالتشاور مع سلطات الإقليم." وأكد وزير الداخلية باسيلي أولونجو ل "د.ب.أ" الأمر الصادر "بإجلاء" عمال المناجم غير الشرعيين. يشار إلى أن الكونغو تمتلك مخزونا وفيرا من النحاس والذهب والألماس، بالإضافة إلى الكوبالت و الكولتان، وهو معدن مطلوب بصورة كبيرة حيث يستخدم في تصنيع الهواتف المحمولة. وقال ريتشارد مويج، حاكم إقليم "لوالابا" للوكالة الألمانية: "على عمال الحفر هؤلاء مغادرة هذه الأماكن، لأنهم يعرقلون عمل المستثمرين الأجانب الذين نحن بحاجة إليهم، ولا يصب عملهم في صالح الدولة." وقالت "جلينكور" إنها "أعربت للقوات المسلحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية عن توقعاتها بأن تمارس ضبط النفس وأن تتصرف وفقا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان." ولكن جاستون كالينجا، ممثل منظمة مدنية في "لوالابا"، أعرب عن مخاوفه من إرسال قوات الجيش إلى المنطقة. وقال كالينجا ل "د.ب.أ": "طرد العمال كان وحشيا... الجنود مدججون بالسلاح، ولا يعرفون التسامح. هناك كثير من العنف والإصابات."