قام مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية بإدخال مجموعة جديدة من النقوش ضمن مشروع المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط، حيث تم توثيق مجموعة نفيسة من النقوش بخطوط اللغة العربية، من أهمها نقوش مسجد محمد على بالقلعة، والنقوش الكتابية الأثرية بسبيل أم عباس، والتى تنشر لأول مرة بواسطة المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط. وقال خالد عزب، مدير مركز الخطوط بالمكتبة: إن مسجد محمد على بالقلعة يزخر بكم هائل من الكتابات تتناسب وحجم المسجد الذى يعد من أهم مساجد مدينة القاهرة ويعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر، وأضاف أنه يمكن للباحثين عبر المكتبة الرقمية الاطلاع على أكثر من 40 صورة بدقة عالية تحمل نقوش المسجد الأثرية والتى دوُنت بخط «النستعليق» باللغة العربية والفارسية، وقد ظهر هذا الخط فى إيران فى القرنين الثامن والتاسع الهجريين على يدى «مير على التبريزى» بدمج خطى النسخ والتعليق، ومن هنا جاءت تسميته نسخ التعليق أو النستعليق، ثم ساهم خطاطون آخرون فى تطويره، من بينهم «مير عماد حسنى قزوينى» و«ميرزا غلام رضا أصفهانى» الذى طوعه لآلات الطباعة، بما ساهم فى نشره. وأشار عزب إلى انفراد مركز الخطوط بنشر النقوش الكتابية الأثرية بسبيل أم عباس، وهو من أهم الأسبلة التى تعود لعصر الدولة العثمانية بالقاهرة، ويحتوى على ما يزيد على 60 نقشا أثريا تمت إضافتها للمكتبة الرقمية بصور ذات جودة عالية جدًا. وأنشئ السبيل عام 1867م بأمر من «زبيدة قادن» والده عباس باشا، ومازال قائما حتى الآن. وأكد عزب أن مشروع المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط يعد سجلا رقميا للكتابات الواردة على العمائر والتحف الأثرية عبر العصور، وقال إن هذه النقوش تُعرض للمُستخدِم فى صورة رقمية تتضمن وصفا موجزا وصورا فوتوغرافية لها، بالإضافة إلى ترجمة تلك النقوش من لغتها الأصلية إلى اللغتين العربية والإنجليزية؛ ومن ثم نشرها عبر موقع مركز الخطوط على شبكة المعلومات الدولية. تجدر الإشارة إلى أن المكتبة الرقمية تضم حاليا 2500 نقش، بعد أن ضمت فى مرحلتها الأولى 1500 نقش ينتمى إلى مجموعة من اللغات وهى: اللغة المصرية القديمة، واللغة العربية، واللغة الفارسية، واللغة التركية، بالإضافة إلى مجموعة من الخطوط الأخرى المتنوعة، وتحتوى كل لغة من تلك اللغات على مجموعة من الخطوط. ويهدف المشروع إلى إتاحة دراسة النقوش والخطوط والكتابات فى العالم عبر العصور، منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحالى، فى جميع أنحاء العالم بنهج ورؤية جديدين من خلال إنشاء مكتبة رقمية متكاملة للنقوش الأثرية المختلفة من أجل الحفاظ على التراث الحضارى والتاريخى للآثار، وإتاحة وتوثيق النقوش الكتابية الأثرية المختلفة عبر العصور داخل مصر وخارجها للعلماء والباحثين.