صاحب خبرات عسكرية كبيرة، شخصية معتدلة لا ينتمي للتيار الإسلامي، غير ملاحق من المحكمة الجنائية الدولية، تولى مهمة إبلاغ الرئيس السوداني عمر البشير بقرار عزله، إنه عبدالفتاح البرهان الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي في السودان. وينحدر البرهان، 60 عاما، من منطقة قندتو غرب مدينة شندي بالولاية الشمالية، تخرج من الكلية الحربية الدفعة ال31، وعمل مع قوات حرس الحدود لفترة طويلة ثم ملحقا عسكريا في الصين، وتدرج في المناصب القيادية حيث تولى قيادة قوات حرس الحدود، ثم نائبا لرئيس أركان عمليات القوات البرية، التي تولى رئاستها لاحقا، وبعدها تولى منصب المفتش العام للجيش ليصبح ثالث أكبر قائد في القوات المسلحة. ويتمتع البرهان بخبرات عسكرية كبيرة حيث خاض عمليات كثيرة، حين كان ضابطا في سلاح المشاة، فضلا عن معارك عسكرية أيام حرب الجنوب، قبيل انفصال جنوب السودان في 2011. وتولى البرهان الإشراف على القوات السودانية المشاركة في عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، وذلك بالتنسيق مع قوات الدعم السريع. وبحسب تقارير إعلامية سودانية عاش البرهان أكثر حياته مؤخرا متنقلا ما بين اليمن والإمارات، كما تجمعه صلات وثيقة بكبار القادة العسكريين في الخليج، وفقا لوكالة رويترز. ولمع نجم البرهان مع القرارات التي أصدرها الرئيس المعزول، بإجراء تعديلات في قيادة الجيش عقب تصاعد الاحتجاجات الشعبية في فبراير الماضي، حيث عين البشير، برهان مفتشا عاما للقوات المسلحة، بعد ترقيته من رتبه فريق ركن إلى فريق أول. وظهر البرهان في ميدان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش، وانتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتحدث إلى رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق، إبراهيم الشيخ (معارض)، الذي كان يهتف مع المعتصمين بسقوط النظام. وبحسب صحيفة "الانتباهة" السودانية، تولى البرهان برفقة الفريق أول عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية في المجلس العسكري الانتقالي، ولواء آخر في الجيش، مهمة إبلاغ البشير بقرار عزله. وكانت التكهنات تشير إلى أن البرهان سيلقي بيان عزل البشير، بعد وصوله إلى مقر الإذاعة والتليفزيون صباح الخميس الماضي، لكن ظهر في البيان وزير الدفاع الفريق أول عوض بن عوف، وفقا لموقع قناة "الحرة" الأمريكية. وأكثر ما يميز البرهان إنه غير مطلوب على ذمة أي قضايا من قبل المحكمة الجنائية الدولية، كبقية رجال البشير، كما أن ليس له ارتباط بأي تنظيم سياسي، فهو شخصية معتدلة ولا ينتمي للتيار الإسلامي، ما يجعله رجل التوازنات، فاختياره رئيسا للمجلس الانتقالي جاء بعد احتجاجات واسعة ضد رئاسة بن عوف دفعته للاستقالة عقب 24 ساعة فقط من توليه المهمة.