عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 14-6-2024 في الصاغة والملاذ الآمن عالميًا    سقطة جديدة لبايدن، ميلوني تمسك بيد الرئيس "الضال" وتعيده لقمة السبع (فيديو)    حدث ليلا.. حرائق لا تنطفئ في إسرائيل وأنباء عن اغتيال شخصية مهمة من حزب الله    عاجل.. مصطفى فتحي يكشف سبب بكائه في مباراة بيراميدز وسموحة.. ليس بسبب المنتخب    اختلفت لغاتهم وتعددت جنسياتهم، انطلاق مناسك الحج بالطواف حول الكعبة بمكة (فيديو)    تجاوزت 10 ملايين في يومين.. تركي آل الشيخ يحتفل بتصدر «ولاد رزق 3» شباك التذاكر (تفاصيل)    عزيز الشافعي يحتفل بتصدر أغنية الطعامة التريند    أدعية يوم التروية.. اللهم إني اسألك الهدى والتقى والعفاف    تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية    صلاح عبد الله: أحمد آدم كان يريد أن يصبح مطرباً    عيد الأضحى 2024| ما حكم التبرع بثمن الأضحية للمريض المحتاج    مساهمو تسلا يقرون حزمة تعويضات لإيلون ماسك بقيمة 56 مليار دولار    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات خلال عيد الأضحى    حزب الله يبث لقطات من استهدافه مصنع بلاسان للصناعات العسكرية شمال إسرائيل    ترامب: علاقاتى مع بوتين كانت جيدة    تنسيق مدارس البترول 2024 بعد مرحلة الإعدادية (الشروط والأماكن)    هاني شنودة يُعلق على أزمة صفع عمرو دياب لمعجب.. ماذا قال؟    طاقم حكام مباراة الزمالك أمام سيراميكا كليوبترا في الدوري    إنبي: نحقق مكاسب مالية كبيرة من بيع اللاعبين.. وسنصعد ناشئين جدد هذا الموسم    القيادة المركزية الأمريكية: إصابة عامل مدني في هجوم للحوثيين على سفينة شحن    باستعلام وتنزيل PDF.. اعرف نتائج الثالث المتوسط 2024    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    باسل عادل: لم أدع إلى 25 يناير على الرغم من مشاركتي بها    سبب ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مسبوق.. القبة الحرارية (فيديو)    «زد يسهل طريق الاحتراف».. ميسي: «رحلت عن الأهلي لعدم المشاركة»    حزب الله يحول شمال إسرائيل إلى جحيم ب150 صاروخا.. ماذا حدث؟ (فيديو)    مودرن فيوتشر يكشف حقيقة انتقال جوناثان نجويم للأهلي    سموحة يرد على أنباء التعاقد مع ثنائي الأهلي    سموحة يعلن موافقته على تطبيق نظام الدوري البلجيكي في مصر    هشام قاسم و«المصري اليوم»    ننشر صور الأشقاء ضحايا حادث صحراوي المنيا    تحرير 14 محضر مخالفة فى حملة للمرور على محلات الجزارة بالقصاصين بالإسماعيلية    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 14 يونيو: انتبه لخطواتك    ضبط مريض نفسى يتعدى على المارة ببنى سويف    الحركة الوطنية يفتتح ثلاث مقرات جديدة في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري    أهم الأعمال التي يقوم بها الحاج في يوم التروية    عيد الأضحى 2024| هل على الحاج أضحية غير التي يذبحها في الحج؟    إصابة 11 شخصا بعقر كلب ضال بمطروح    صحة دمياط: تكثيف المرور على وحدات ومراكز طب الأسرة استعدادا لعيد الأضحى    أماكن ذبح الأضاحي مجانا بمحافظة الإسماعيلية في عيد الأضحى 2024    يورو 2024| أصغر اللاعبين سنًا في بطولة الأمم الأوروبية.. «يامال» 16 عامًا يتصدر الترتيب    بايدن يحدد العائق الأكبر أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار في غزة    مستقبلي كان هيضيع واتفضحت في الجرايد، علي الحجار يروي أسوأ أزمة واجهها بسبب سميحة أيوب (فيديو)    تحرك نووي أمريكي خلف الأسطول الروسي.. هل تقع الكارثة؟    حبس المتهم بحيازة جرانوف و6 بنادق في نصر النوبة بأسوان 4 أيام    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة.. ومفاجآت المجموعة الاقتصادية    جامعة الدلتا تشارك في ورشة عمل حول مناهضة العنف ضد المرأة    5 أعمال للفوز بالمغفرة يوم عرفة.. تعرف عليها    بعد استشهاد العالم "ناصر صابر" .. ناعون: لا رحمة أو مروءة بإبقائه مشلولا بسجنه وإهماله طبيا    بشرة خير.. تفاصيل الطرح الجديد لوحدات الإسكان الاجتماعي    رئيس "مكافحة المنشطات": لا أجد مشكلة في انتقادات بيراميدز.. وعينة رمضان صبحي غير نمطية    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية بالأسواق الجمعة 14 يونيو 2024    عماد الدين حسين: قانون التصالح بمخالفات البناء مثال على ضرورة وجود معارضة مدنية    وكيل صحة الإسماعيلية تهنئ العاملين بديوان عام المديرية بحلول عيد الأضحى المبارك    دواء جديد لإعادة نمو الأسنان تلقائيًا.. ما موعد طرحه في الأسواق؟ (فيديو)    نقيب "أطباء القاهرة" تحذر أولياء الأمور من إدمان أولادهم للمخدرات الرقمية    بعد ارتفاعه في 8 بنوك .. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 14 يونيو قبل إجازة العيد    محمد صلاح العزب عن أزمة مسلسله الجديد: قصة سفاح التجمع ليست ملكا لأحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوكيل الأدبى الشهير أندرو وايلى: أعتبر نفسى محظوظًا لأن أكون خادمًا للكُتاب فى وكالتى
نشر في الشروق الجديد يوم 16 - 10 - 2009

أندرو وايلى هو أحد أبرز الوكلاء الأدبيين المعروفين على مستوى العالم، فهو يمثل من خلال وكالته التى تحمل اسمه 700 كاتب بارز من بينهم سياسيون معروفون كالملك عبدالله الثانى ملك الأردن، ووزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى أنان، وعدد كبير من الأدباء المرموقين مثل الأمريكى فيليب روث، والإسبانى لويس بورخيس، والإيطالى إيطالو كالفينو، والأديب المصرى علاء الأسوانى الذى لا يخفى وايلى لحظة واحدة مدى ولعه واهتمامه بأعماله الأدبية التى قادته قراءتها فى الولايات المتحدة إلى زيارة مصر للقاء الأسوانى قبل نحو عام من الآن لإقناعه بتمثيله من خلال وكالته،وقبل أيام أنهى أندرو وايلى زيارته الثانية إلى مصر التى استمرت يومين ليطير بعدها للمشاركة فى معرض فرانكفورت الدولى للكتاب.
كان الإعداد للقاء شخصية بقامة أندرو وايلى مثيرا، فمنافسوه يطلقون عليه «الوحش» لتميز مهاراته وجرأة خطواته فى عالم الوكالات الأدبية، إلا أن اللقاء معه كان أكثر إثارة، حيث لم تخفت على مداره حماسته الشديدة وهو يعدد طرح أفكاره ومشروعاته فى سبيل تنمية وإثراء أعمال وكالته الأدبية، وعلى الرغم من جدية طرحه الشديدة إلا أن حديثه لم يخل من روح ساخرة وناقدة ،وأحيانا حادة النقد، علاوة على إعلائه الواضح من شأن الذائقة الأدبية فى الحكم على تميز الكاتب واستبعاده التام لمعيار الرواج التجارى للعمل الأدبى.
وما يلى هو نص ما دار فى حوار «الشروق» مع هذا الوكيل الأدبى البارز.
ما تقييمك لزيارتك لمصر عشية مشاركتك فى معرض فرانكفورت الدولى للكتاب؟
جئت إلى مصر فى المرة الأولى قبل نحو عام للقاء الكاتب علاء الأسوانى، بعد إعجاب واهتمام شديدين بأعماله الأدبية، وتحوّل هذا الاهتمام إلى رغبة حقيقية فى التعرف على هذا الكاتب العربى المؤثر، ولذلك جئت إلى مصر للقائه، على الرغم من أن الوصول إليه آنذاك كان صعبا، وكان برفقتى مديرة مكتبنا فى لندن سارة شالفاند، وأذكر عندها أننا التقينا حوالى الساعة الثامنة مساء واتفقنا على تناول العشاء بعد انتهائنا من الحديث، ولكن ما حدث أن الحديث المتواصل امتد بنا إلى حوالى الساعة الحادية عشرة ليلا، وقررنا عندها ألا نقطع هذا الحديث الجذاب لتناول العشاء، وبالفعل استمر الحديث حتى منتصف الليل واتفقنا على أن تمثله وكالتى، وقال لى علاء الأسوانى وقتها: إننى إذا كنت سأظل فى مصر لليوم التالى فهو يريد أن يعرفنى على صديق له يرى أننى يجب أن ألتقى به، وبالفعل فى اليوم التالى عرفنى على السيد إبراهيم المعلم ،وتناولت العشاء معه ومع ولده وعلاء الأسوانى ،وكانت هذه واحدة من أكثر الليالى متعة وتشويقا التى قضيتها فى حياتى، وتعرفت على الدور المؤثر الذى يقوم به إبراهيم المعلم فى مجال النشر وكنت بالفعل متحمسا لما سمعته، حتى إننى قمت على الفور بالتحدث هاتفيا إلى صديقة لى وهى مارجريت سكاردينو رئيسة مجموعة بيسرون، التى تضم فينانشيال تايمز والإيكونوميست وكتب بينجوين، وقلت لها إننى أجلس مع رجل يجب أن تتعرف عليه، وتوطدت معرفتى بإبراهيم المعلم منذ هذا الوقت، والتقيت به بعدها فى إحدى المرات فى نيويورك، وما زلنا نحاول معا فتح مزيد من سبل الحوار، وأنا أسعى أن أقوم بمد جسور للتعاون ودمج جهود هذا الرجل كناشر للكتب، ولصحيفة جديدة الآن، وبين ناشرين آخرين متميزين على مستوى العالم، فأنا أؤمن أننا لو أقمنا حوارا بين 20 مليون شخص ذكى على مستوى العالم ستحل الكثير من المشكلات فى العالم، فهناك حقا مشكلة فى الحوار والمعرفة، وها أنا الآن فى مصر مرة أخرى، التقيت خلالها السيدة جيهان السادات على مدى يومين، وتحدثنا عن تأسيس مشروع جديد يهدف إلى جمع أكبر عدد من الأوراق الدبلوماسية على مستوى العالم بطريقة رقمية، فأريد على سبيل المثال جمع أوراق الرئيس الراحل أنور السادات، وأوراق السياسى الأمريكى هنرى كيسنجر، ووزير الخارجية المخضرم فى زمن الاتحاد السوفييتى أندرى جريميكو ،وهى جميعا تمثل مادة لتأسيس مكتبة رقمية مفتوحة يمكن للجميع على مستوى العالم الاطلاع عليها ،الأمر الذى سيجعل من السهل فهم تاريخ الدبلوماسية فى العالم، وما الذى كان يجرى فى الكواليس ولم يتم روايته لاسيما الجهود الدبلوماسية المبذولة التى كانت تتم لتعزيز عملية السلام ،وأعتقد ان هذا أمر مشوق حقا.
وما الذى دفعك للتفكير فى هذا المشروع؟
جاءتنى فكرة هذه المبادرة منذ عام تقريبا، بعد أن اطلعت على عدد من الأوراق الدبلوماسية وقررت أن أسعى وراء جمع مزيد من تلك الأوراق والمشروعات الدبلوماسية والمخابراتية، خاصة أن المادة التى جمعتها بالفعل أدهشتنى ولم أكن أدرك ما بها من تفاصيل حول تاريخ الصراع فى الشرق الأوسط، وظللت أقول لنفسى إننى لو كنت أعرف أكثر لكان فهمى لوضع الصراع أفضل، فالأمر بالنسبة لى أصبح أشبه بالمعلومات التى لا يعرفها غير مائة عضو فى وكالة الاستخبارات الأمريكية فى فيرجينا، ولا يعرفها حتى قاطنو هارفرد، ففكرت أن العالم يجب ان يطّلع على هذه المادة التى يعتقد أنها مخفية وهذا غير صحيح، فالأمر كله أنها لم يتم نشرها وتداولها وتوزيعها، فتاريخ الصراع فى الشرق الأوسط ليس معروفا، وما أحاول عمله هو ان أقوم بتوزيع هذه المعلومات التى سيتيحها المتبرعون بأرشيفاتهم للمشروع، فكلما زادت معرفتنا قلت مخاوفنا، وكلما فهمنا أكثر كلما زادت قدرتنا على فهم بعضنا بصورة أكبر.
ولماذا فضلت تنفيذ هذا المشروع العملاق فى شكل رقمى؟
يمكننى القول إن مذكرات كيسنجر على سبيل المثال تبلغ مئات الآلاف من الأوراق التى يمكن أن تملأ غرف كاملة، وبالتالى فمن الصعب جدا نشرها من خلال كتب، أما إذا تم جمعها ونشرها بطريقة رقمية سيكون الأمر أسهل، خاصة ما يتعلق بالبحث، وإذا تصورنا أن جانبا من مكتبة الكونجرس سيتم ضمها للمشروع فسيكون سهلا لأى مواطن أمريكى البحث داخلها، وكذلك إذا ضممنا أوراق السادات فسيكون سهلا لأى مواطن مصرى البحث فيها عما يود معرفته، وذلك كله بضغطة زر للبحث، وما سنقوم بعمله هو أننا سنمد هذه الأوراق لمشروع تابع لمنظمة «اليونيسيف» التى ستتمكن من ترجمة هذه الأوراق جميعا إلى سبع لغات، بما فيها اللغة العربية والصينية والفرنسية والألمانية، ولذلك فجميع هذه المواد ستكون متاحة لملايين الأشخاص، فآلية البحث ستجذب القراء ،فماذا يعنى نشر 4 آلاف مجلد حول المفاوضات بين العرب وإسرائيل؟، أظن أن أحدا لن يستطيع مطالعتها جميعا، فقراءة الصحيفة اليومية أصبح أمرا مرهقا ومملا للكثيرين، أما البحث عن معلومات بعينها داخل الأرشيف الذى تتيحه المكتبة الرقمية سجعل المعرفة متاحة أكبر وأكثر سهولة ومتعة.
هل سيدعم مشروعك رعاة آخرون إلى جانب منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة؟
كل هذه التفاصيل لاتزال فى البداية، لقد جئت هنا إلى مصر للحديث إلى السيدة جيهان السادات، وسؤالها عما اذا كانت توافق على أن تمدنا بأوراق الرئيس الراحل أنور السادات لضمها لهذا المشروع وهو ما وافقت عليه، فالوقت أمامنا لا يزال مبكرا ولكننى متحمس جدا ،وسأذهب فى خطوة لاحقة إلى كل من بكين وموسكو ،فأنا أريد أن أبدأ هذا المشروع بالحصول على أرشيف كل من كيسنجر والسادات والسفير السوفييتى الشهير أناتولى دوبرينين، والأمر سيتطلب عملا شاقا.
ألا تعتبر أن الدخول فى هذا المشروع يمثل مغامرة، خاصة أنه مختلف عن مجال عملك الرئيسى كوكيل أدبى؟
«ضاحكا»..سألنى كيسنجر كيف سأحصل على أجرى نظير هذا المشروع؟، فقلت له طالما أنك ستتبرع بأوراقك للمشروع فلن تتلقى أجرا عليها، وطالما أننى أحصل على نسبة ٪15 مما ستحصل عليه، فهذا يعنى أننى لن أحصل على أى شىء طالما أنك متبرع، فهذا المشروع أقوم به لأننى بالفعل متحمس له، وأعتقد أنه يمكن أن يصدر عنه مجموعة من الكتب، وكنت أفكر فى ذلك الأمر أثناء لقائى بالسيدة جيهان السادات، فأتصور أنه يمكن إصدار كتاب جديد يتم انتقاؤه من بين الأوراق الخاصة بالسادات، وربما يتم ترجمته للغات السبع، وسيكون عندها عنوانا للجمهور لما يمكن أن يطالعوه بشكل أكبر على موقع المكتبة الالكترونى على الانترنت، فتخيلى مثلا ما الذى يمكن أن تحمله أوراق أندريه جريميكو؟، وكلما استطعنا ضم مزيد من أوراق الدبلوماسية على مستوى العالم ستزيد بالتالى معدلات الدخول على الموقع عالميا، وبالتالى سيكون من الأسهل أن يتعرف الناس على أبعاد الصراع فى الشرق الأوسط الذى لن يتم إلا بقراءة أرشيف الدبلوماسية العالمى، وهذا الأمر بالفعل ليس فى صلب عملى الرئيسى حتى إن زوجتى ترى أننى أضيّع وقتى فى هذه الأمور ،«ضحك وتابع»، أنا أمزح ولكنه جهد دبلوماسى أكثر منه جهد فى مجال النشر.
هل جاء اهتمامك بأدب علاء الأسوانى بسبب وصوله لقوائم أفضل مبيعات الكتب خارج مصر؟
- أحيانا نتداول فى الوكالة طرفة مفادها أنه لو وصل أحد عملائنا إلى قائمة أفضل المبيعات سوف أعتزل، فهذا الأمر لا يعنينى أبدا، وما أهتم به حقا هو العمل الجيد وقيمته الأدبية، وعلاء الأسوانى أديب متميز، نجح فى بلده أولا فأصبح أدبه ملحوظا، وانتقل هذا النجاح إلى الخارج، وفى البداية قرأت له «عمارة يعقوبيان» ولم تكن وقتها من أفضل الروايات مبيعا فى الولايات المتحدة، وأذكر أننى قرأتها وأعجبتنى بشدة، ثم شاهدت الفيلم المأخوذ عن الرواية وأعجبنى أيضا، ومر الوقت حتى صدرت له رواية « شيكاجو» وكنت أقول فى نفسى عند قراءتها «يا إلهى إنها شديدة التشويق»، وما أعجبنى بشدة هو أننى للمرة الأولى أتابع ما الذى يعنيه أن يترك مصرى بلده ويهبط إلى شيكاغو، ليراها بمنظور مختلف للغاية، وهو ما فعله علاء الأسوانى بأسلوب شديد الجمال، حتى إننى بدأت أن أفكر بالتوازى كيف يمكن أن يكون الأمر عندما يعيش أمريكى فى القاهرة مثلا؟، وأتذكر أننى قرأت هذه الرواية فى يوم سبت ولم أدع أحد من أفراد عائلتى يقتحم قراءتى فى هذا اليوم، وما إن فرغت منها حتى تحدثت إلى مديرة وكالتنا فى لندن سارة شالفاند، وقلت لها إننى انتهيت من قراءة رواية وأريد أن نقوم بتمثيل صاحبها، وتحدثت بعدها إلى ناشرته فى نيويورك لأحصل على رقم علاء الأسوانى ،وساومتنى للحصول عليها فى البداية وبعدما حصلت عليها ظللت أحاول الاتصال به ولم أستطع الوصول إليه، حتى أرسلت إليه عبر البريد الالكترونى طلبى فى لقائه حتى تمكنت فى النهاية من هذا الأمر.
ما هى مشروعاتك الجديدة معه؟
يكتب علاء الأسوانى الآن رواية جديدة، ومن المفترض أن يقوم بالانتهاء من كتابتها العام المقبل، وخلال هذه الزيارة إلى مصر تحدثنا إننا يمكننا ترجمة حوالى 30 صفحة منها إذا انتهى من كتابتها فى سبتمبر المقبل، فأنا أرجو تقديم روايته الجديدة خلال حفل عشاء يتحدث به الأسوانى فى معرض فرانكفورت للكتاب العام المقبل بعد أن يتم دعوة كبار الناشرين فى العالم لحضوره، وسيكون هذا الحدث مثل حديث كيسنجر هذا العام بمعرض فرانكفورت عن الصين.
ألم تطّلع على مزيد من الأعمال الأدبية فى العالم العربى؟
قمت بالاطلاع على أعمال آخرين، ولكننى شعرت عند قراءتى لأعمال علاء الأسوانى أننا يمكن أن نعمل سويا ،بل وأن هناك حوارات يمكن أن تدور بيننا، وسبق أن شعرت بذلك عند قراءتى لأدب بورخيس ،وكالفينو ،وتم ترشيح الشاعر السورى أدونيس من قبل لتمثله وكالتى،ولكننى شعرت أن الحوار بيننا لن يكون فعالا،فأنا مفتون بأدب علاء الأسوانى حتى إننا عندما التقينا للمرة الأولى نسينا أن نتناول العشاء..
كيف تدير وكالتك الأدبية التى تضم 700 كاتب من جميع أنحاء العالم؟
عملى لا يهدف فقط إلى تقديم علاء الأسوانى خارج مصر بمعزل عن ال 700 عميل الذين أمثلهم من خلال شبكة تعمل جميعها فى النهاية لخدمة كل منهم، فأنا على سبيل المثال عندما ألتقى إبراهيم المعلم لا أقول له إن لدى 700 عميل أريدك أن تنشر أعمالهم جميعا، ولكننى أرشح له عددا من الذين أتصور أنهم سيكونون ملائمين له، فأرسلت له مثلا كتابين لديفيد إيجرز، الذى نمثله، وهما «زيتون» الذى يتناول قصة رجل سورى واجه إعصار كاترينا و«ما هو ماذا؟» الذى يتحدث عن اللاجئين السودانيين ،وإيجرز من الكتاب الأمريكيين الذين يتمتعون بكاريزما عالية، ومع ذلك ما كان من الممكن أن تنشر أعماله هنا فى مصر، بدون وجود علاء الأسوانى ضمن كتاب الوكالة الذى كان سببا فى معرفتى بالناشر إبراهيم المعلم، فهذه شبكة أفخر بها، وبمرور الوقت تزيد مدخلات هذه المنظومة لتعمل لصالح جميع أفرادها، فحواراتى مع إبراهيم المعلم قادتنا إلى التوصل إلى مشروعات جديدة معا، منها نشره لكتاب الملك عبدالله ملك الأردن، وكتاب لكوفى أنان،الذين تمثلهما وكالتى، ومثال آخر لهذا معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام، الذى اختار الصين لتكون ضيفة شرفه ،ففكرت مليّا فيما يمكن أن تقدمه وكالتى من أنشطة خلاله، وفكرت أن أنسب شخص يمكن أن يتحدث عن الصين هو كيسنجر، وبالفعل التقيت به فى مكتبه ،وقلت له إننى أعتقد أنه قد حان الوقت لأن يكتب كتابا جديدا عن الصين، وقال لى إنه سيفكر فى هذا الأمر، فقلت له إن الصين ستكون ضيفة شرف معرض فرانكفورت وإننى أفكر فى تنظيم عشاء بهذه المناسبة له يشارك فيه كبار الناشرين فى العالم مثل إبراهيم المعلم ورئيس دار بينجوين للنشر، وفى الوقت نفسه ستكون هذه مناسبة للتعرف على الثقافات المختلفة للناشرين والمشاركين خلال هذا اللقاء، فمن ضمن الموضوعات الشيقة التى تشغلنى كثيرا هى الحروف الصينية والمصرية القديمة، وأتساءل دائما لماذا احتفظت الحروف الصينية بشكلها المميز، فيما اختفت الحروف الهيروغليفية، وأظن أن الثقافة المصرية تأثرت بشدة بالغزو على مدار الزمن ففقدت الكثير من مقوماتها، وأظن أن الحديث سيكون شيقا فى حال مشاركة العديد من الأطراف مثل كيسنجر الذى تحدث إلىّ كثيرا فى هذا الموضوع وصديقى الباحث فى الدراسات الصينية بجامعة ييل الأمريكية جوناثون سبنسر الذى لديه مؤلفات قيمة فى هذا الصدد، فأنا أريد أن أفتح حوارا حول مصر والصين وما الذى يمكن أن يحدث عندما تختفى المعالم الثقافية وتطمس ملامحها.
هل مسألة ترجمة أعمال كتابك إلى اللغات الأجنبية من المهام التى تشغلك كوكيل أدبى؟
نعم بالطبع، فعندما انتهى ديفيد ايجرز من روايته الأخيرة «زيتون» قال لى إنه يتمنى أن تترجم إلى العربية، وقلت له عندها إننى أظن أن ذلك ممكن حقا، وبعد عدة أشهر من هذا الحديث تلقينا موافقة إبراهيم المعلم على نشره باللغة العربية، وأذكر أننى تلقيت عروضا من ثلاثة ناشرين صينيين لنشر أعمال الكاتب الراحل لويس بورخيس الذى تمثله وكالتى منذ نحو ستة أشهر، وقيمة كل عرض لا تقل عن 200 ألف دولار وهذا كان غير مسبوق، فقبل عشر سنوات كانت قيمة نشر كتب بورخيس نحو ألف دولار إذا وجدت ناشرين، أما الآن فهناك إدراك لمدى جمال وقيمة أعمال هذا الرجل وترجمته للصينية، وهذا ما يجعلنى أقول «يا إلهى هناك حقا صناعة نشر».
أثير قبل ذلك عزمك على تمثيل الكاتبين الكبيرين جابريل جارسيا ماركيز وإيزابيل إللندى، فما حقيقة هذا الأمر؟
- نحن لا نمثلهما، و ما حدث أننى سبق وتحدثت إلى وكيلتهما الأدبية كارمن بالسيلز، التى أعرفها جيدا وسبق أن عرضت عليها أن أشترى وكالتها وتحدثنا فى ذلك الأمر على مدار 14 شهرا، ولم نصل إلى اتفاق، وتدخل بيننا وسطاء فى هذا الأمر، أما الشىء الوحيد الذى توصلنا اليه هو أننا أصبحنا نمثل الكاتب التشيلى المرموق روبرتو بولونيو، الذى هو على مدار العام والنصف الأخيرين، صانع للكثير من النجاحات لوكالتنا، وأنا أعتقد أن ماركيز كاتب عظيم، ولكن بولونيو كاتب من جيل أحدث وروايته «2666» مدهشة حقا، أبدع خلالها شكلا جديدا لم ينتجه ماركيز، وسنمثل روايته « المفتش الحقيقى هو القارئ» فى معرض فرانكفورت هذا العام، و هى الرواية التى كتبها فى نفس مرحلة «2666» تقريبا التى نحاول التحضير لعمل عرض مسرحى لها، والتحضير لفيلم سينمائى مأخوذ عن روايته «المخبرون الوحشيون»، كما ندرس سيناريوهين سينمائيين لرواية «2666»، وسأحاول أن أتحدث مع الناشر إبراهيم المعلم عن نشر أعمال بولونيو إلى العربية، فهو كاتب شديد التميز ولد فى تشيلى وتوفى فى إسبانيا.
ما حقيقة أنك لا توقَع عقود اتفاق مع عملائك؟
هذا صحيح، فعندما أسست هذه الوكالة كنت أعرف أن الوكلاء الأدبيين يوقعون عقودا مع كتابهم، وكنت أعرف لماذا يحدث ذلك من وجهة نظرهم، أولا ليضمن الوكلاء أنهم سيتقاضون أجورهم من جهة، وأن الكاتب لن يترك وكالته ليذهب لأحد منافسيه، ولكننى أعتقد أن هذا غير سليم لأنه ليس أمرا جيدا بالنسبة للكاتب، كما أننى لو ألزمت كاتبا بالبقاء معى لمدة معينة وهو غير مرتاح لهذا الالتزام، فسيشهر بى فى كل مكان ويعلن رغبته فى فسخ علاقته بوكالتى، وأنا أفضل أن أمثل أشخاصا يقولون عنى كلاما إيجابيا وجيدا، فذلك سيجعلنى أعمل بشكل أكثر جدية، وأنا أتصور أن علاقتى بعملائى تشبه علاقة رجل ذهب إلى صاحب حديقة جميلة وطلب منه ان يعطيه فرصة العناية وتنسيق حديقته بشرط إذا لم يوفق فى ذلك أن يطرده من العمل، فأنا أفضل أن أكون خادما للكتاب فى وكالتى، والبعض لا يريحه التعامل من منطلق الخادم هذا ولكنه مناسب لى، وأنا أعتبر نفسى محظوظا وسعيدا بأن أكون خادما يتاح له قراءة أعمال هذا العدد الكبير من الكتاب المتميزين.
سبق أن سخرت مما وصفته بضعف صناعة الكتب فى العالم، وقلت إن ميزانية صناعة مسح الأحذية ربما تكون أكبر منها؟
«ضاحكا» لم أكن أقصد فى ذلك أية إساءة لمسح الأحذية.. كنت أقصد أن مخصصات صناعة الكتب لا تزال ضئيلة، فهى حسب تقديرى أقل من 30 مليار دولار فى الولايات المتحدة، فرأسمال هذه الصناعة قليل،وهامشها منخفض جدا، على الرغم من أن العاملين فى هذه الصناعة يعملون بدأب شديد ومع ذلك يحصلون على أموال ضعيفة، وربما يكون هناك من يحققون أموالا كثيرة من هذه الصناعة ولكنها لايمكن مقارنتها بأموال البنوك والتصنيع والموضة، فأنا أعتقد أن صناعة الكتب تجارة جميلة تحتاج إلى من يحبها بالفعل ولا مجال للباحثين عن الكسب المالى فقط للعمل بها، فبالنسبة لى فإن نشر أعمال مثل أعمال دانييل ستيل أو دان براون جنون وكابوس حقيقى.
ولكن دان براون استطاع بروايته الأخيرة «الرمز المفقود» تحطيم أرقام المبيعات على مدار تاريخ النشر، فلماذا تصف نشر أعماله بالجنون؟
لأن الناشر إذا كان يريد مالا وفيرا فمن الأفضل أن يعمل فى مجال البنوك أو البترول.
ولكن بيع مليون نسخة من الرواية فى أسبوع واحد يعكس اهتماما جماهيريا بها؟
بالنسبة لى فإننى لو شعرت برغبة فى الصباح فى قراءة عمل أدبى، فإن هذا الصباح سيتحول إلى جحيم إذا كان هذا العمل لدان براون.
هل ستفكر فى تمثيل الألمانية هرتا مولر ضمن كتابك بعد حصولها على جائزة نوبل رغم عدم شهرتها؟
أعتقد أننى سأهتم بهذا الأمر، فأنا لم أقرأ شيئا من أعمالها ولكننى قرأت تقريرا شيقا عنها فى صحيفة «هيرالد تريبيون»، و أرجو أن يكون اختيارها لهذه الجائزة لأسباب تتعلق بتميز أدبها وليس لأسباب سياسية، لأننى كثيرا ما أعتقد أن نوبل جائزة تمنح لأغراض سياسية.
وهل ترى فى هذا السياق أن فوز أوباما كان لأسباب سياسية؟
دار حديث بينى وبين السيدة جيهان السادات حول ما اذا كان فوز أوباما سيساعد أم سيضر عملية السلام فى الشرق الأوسط، وأظن أن مشكلة أوباما انه فى الولايات المتحدة هناك اعتقاد بين المحافظين أن من يحصل على نوبل هم من جناح اليسار الأغبياء، لذلك فأظن أن منح نوبل لأوباما لن يساعده فى الولايات المتحدة، وإن كان من الممكن أن تساعده هذه الجائزة فى الخارج، ولكننى أعجبتنى الطريقة التى أهدى بها الجائزة لعملية السلام وأعتقد أن هذا كان دبلوماسيا منه، وهذا ما أعجبنى فى أوباما، فلعقود طويلة ظل الرؤساء الأمريكيون يتحدثون بخطاب شديد الغرور باعتبار أمريكا من القوة بحيث لا تحتاج أن تمد جسور خطاب مع أحد، ولكن هذا الرئيس هو الأول منذ فترة يفهم فى دبلوماسية الخطاب، ويقدم أمريكا باعتبارها دولة ضمن مجتمع دولى أكبر، ومع ذلك فهو لا يحكم لجنة نوبل التى منحته الجائزة، وحصوله عليها أدهش الجميع بما فيها هو نفسه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.