قال أعضاء بمجلس النواب اللبناني عن "تيار المستقبل" إن عودة النازحين السوريين المتواجدين داخل الأراضي اللبنانية، يمثل أمرا ضروريا ومطلبا لجميع اللبنانيين، غير أن هناك خلافا بين الفرقاء السياسيين حول الطرق التي يجب اتباعها لتأمين تلك العودة. وقال النائب عن تيار المستقبل وليد البعريني، في تصريح عقب زيارته ونائبي التيار طارق المرعبي ومحمد سليمان عن محافظة عكار (شمالي البلاد) لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بدار الفتوى، إن رئيس الوزراء سعد الحريري، الذي يرأس وفد لبنان المشارك في مؤتمر بروكسل (3) حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة ويركز على مسألة النزوح السوري، يعبر عن موقف لبنان في شأن هذه القضية، مطالبا جميع القوى السياسية بالامتثال لكل ما يصدر عن الإجماع اللبناني والدولي في هذا الإطار. وأكد أن النازحين السوريين داخل لبنان، هم في ظل الإقامة القسرية المؤقتة، وينتظرون عودتهم إلى بلادهم آمنين دون إلحاق أي ضرر بهم. من ناحية أخرى، قال النائب البعريني إن المصالحة التي جرت بين الحريري واللواء أشرف ريفي (وزير العدل الأسبق وأحد الرموز السياسية بمدينة طرابلس شمالي لبنان) برعاية من رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، انعكست ارتياحا كبيرا لدى الطائفة السُنّية "التي ينبغي أن يكون أبناؤها يدا واحدة، وهذا يستوجب أن يكون الجميع حول رئاسة الحكومة". وشدد على أن الحريري حريص على الوحدة الوطنية والإسلامية "ونحن معه في معركة مكافحة الفساد التي ينبغي أن تعالج بشفافية مطلقة بعيدة عن المزايدات والمناكفات السياسية أو الانتقامية من أية شخصية". يشار إلى أن الوفد اللبناني الرسمي المشارك في مؤتمر بروكسل 3 الذي انطلقت أعماله اليوم بمشاركة من 85 دولة ومنظمة دولية، يضم إلى جانب الحريري، وزير التربية أكرم شهيب ووزير الشئون الاجتماعية ريشار قيومجيان، فيما لم يوجه الجانب الأوروبي الداعي لانعقاد المؤتمر الدعوة لوزيري الصحة وشئون النازحين، خلافا لما كان قد جرى خلال مؤتمر بروكسل 2. وأثار هذا الأمر أزمة في الآونة الأخيرة، حيث أبدى وزير الدولة لشئون النازحين صالح الغريب، امتعاضه من عدم المشاركة كونه الوزير المعني بملف النزوح السوري، في حين أكدت مصادر سياسية أن الدعوة للمشاركة وجهت من الجانب الداعي لانعقاد المؤتمر وأن الحريري لم يستبعد مشاركة أي وزير ضمن الوفد اللبناني الرسمي. كما فسرت مصادر سياسية عدم مشاركة الوزير الغريب، ووزير الصحة جميل جبق، بأنه يمثل رسالة من المجتمع الدولي تعبر عن عدم القبول بالاستراتيجية التي يدعو إليها الأول بضرورة العودة الفورية للنازحين إلى سوريا من خلال التعاون مع الدولة السورية، حيث يرغب المجتمع الدولي في التريث لإتمام هذا الأمر لحين التأكد من توافر المقومات المعيشية لهذه العودة للنازحين وأنها ستتم بشكل آمن لهم، فيما فُسر استبعاد الوزير جبق نظرا لكونه يمثل (حزب الله) في الحكومة.