قالت أسرة المواطن صلاح محمد عرفات إن مباحث أمن الدولة ترفض عودة عائلها من إسرائيل بعد أن حصل على الجنسية الإسرائيلية. وأضافت الأسرة أن السفارة المصرية فى تل أبيب رفضت للمرة الأربعين إعطاءه تأشيرة بدخول مصر. وقال صلاح عرفات الذى يحمل الجنسية الإسرائيلية فى اتصال هاتفى ل«الشروق» إنه ولد فى مدينة العريش عام 1955، وعندما احتلت إسرائيل سيناء فى عام 1967 كان عمره 12عاما، وتوفى والده فى عام 69، وكان يعول إخوته الصغار. وأضاف قائلا «أتعبنى ضيق ذات اليد وقلة فرص العمل بالعريش، وقد تقدمت للعمل فى البلدية كجامع قمامة فى الشوارع لكنهم رفضونى». وواصل قائلا:إن مجموعة من شباب البلدة نصحوه بالعمل معهم فى مدينة الرملة فى فلسطينالمحتلة، وبالفعل التحق بالعمل فى مجال تصنيع السخانات الشمسية، وكان معظم شباب العريش يذهب للعمل فى إسرائيل فى ذلك الوقت. يستطرد صلاح: تزوجت من فتاة عربية مسلمة تنتمى لعرب48، المعروفين ب«عرب إسرائيل»، وعقب انتصار مصر فى حرب 1973 وحتى عملية السلام ورجوع طابا كانت المنافذ مغلقة أمامنا. ويكمل: أكرمنى الله، واستطعت العودة إلى العريش مع عودة طابا فى عام 1982وظللت مقيما فى المدينة حتى عام 1992، حيث أنجبت خلالها أولادى، واشتغلت بمهنتى تصنيع السخانات الشمسية وأنشأت مصنعا بالعريش. يؤكد صلاح أنه فى يوم 31 مارس 1990، استدعاه جهاز أمن الدولة بالعريش، وقام بترحيله من العريش دون إبداء أسباب، وعدت للعيش فى مدينة الرملة فى فلسطينالمحتلة حتى عام 2004، الذى قمت فيه بزيارة العريش لمدة أسبوع وهى المرة الوحيدة التى استطعت فيها دخول مصر منذ ترحيلى وحتى الآن. ويوضح صلاح خلال هذه الزيارة أرسل لى جهاز أمن الدولة برسالة مكتوب فيها «فوت علينا قبل مغادرة العريش» لكنى لم أستطع حيث إننى غادرت العريش على عجل لعلمى بمرض نجلى، وتعبه الشديد. ويؤكد صلاح أنه منذ عام 2004 وهو يرغب فى العودة للعيش فى مصر، لكن السلطات المصرية ترفض، حيث توجهت أكثر من مرة إلى السفارة المصرية فى تل أبيب، وكل مرة يقابلونى بالرفض دون إبداء الأسباب، وأرسلت استغاثات عديدة للمسئولين ولا أحد يجيب. ويؤكد صلاح أنه وأسرته المكونة من زوجته وأولاده الخمسة الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية يتوقون للعودة إلى مصر والعيش فيها. ويعانى صلاح من متاعب صحية كبيرة بحسب قوله، ويود العودة إلى مصر للعلاج وقضاء آخر أيامه وسط أهله. وتقول شقيقته صالحة التى تعيش فى العريش «أخى مريض صحيا ونفسنا يرجع بلده، لكن أمن الدولة يرفض ولا نعرف لماذا؟، وأنا ذهبت لكل المسئولين ولا أحد يسمع أو يهتم، ذهبت لأمن الدولة فى العريش والجوازات ولوزارة الداخلية». وتضيف «لم نجد أى اهتمام بمأساتنا لكننا قوبلنا بالإهانة، حيث اتهمنا ضابط فى مجمع التحرير بالخيانة، رغم أننا مواطنون مثله، واتهامنا هكذا وصمة عار،لا نقبلها». وحصلت «الشروق» على نسخة من خطاب الأخت لوزير الداخلية حبيب العادلى أرفقت به تقارير وشهادات طبية تؤكد مرضه وجاء فيه: لى أخ يدعى صلاح محمد على حمدى عرفات، وكان ذا أخلاق، ولكن أبناء عمومته جبناء ظالمون حاقدون عليه لحسن أخلاقه، فأدخلوه فى مشكلات كثيرة، ما اضطره للذهاب إلى فلسطين بل إسرائيل، وظل هناك وتزوج وأنجب أولادا وبنات، وكان يزور مصر كل سنة أو سنتين لزيارتى وزيارة أهله حتى أصيب بالعديد من الأمراض، ويرغب فى قضاء آخر أيامه فى مصر ، بينما أرجع اللواء فؤاد علام وكيل مباحث جهاز أمن الدولة السابق رفض السفارة المصرية الموافقة على عودة صلاح لمصر، إلى أنه من المحتمل أن يكون صلاح لم يبد استعداده للحفاظ على الجنسية المصرية وقت حصوله على الجنسية الاسرائيلية، لأن القانون ينص على أنه إذا تجنس مصرى بجنسية أجنبية فعليه أن يخطر السلطات المصرية برغبته فى الحفاظ على جنسيته المصرية فى خلال سنة من تاريخ حصوله على الجنسية الأجنبية، وإن لم يفعل فيصبح أجنبيا. وأضاف علام: أما مسألة حصوله كإسرائيلى على تأشيرة لدخول مصر، لابد أن يكون هناك دوافع أمنية تضع اسمه على قوائم الممنوعين من دخول البلاد.
