المطرب وائل جسار أحد المطربين الذين تولوا الدفاع عن الغناء الجاد باختياراته التى تجعل كل ألبوم من ألبوماته علامة واضحة فى سوق الكاسيت، رصيده الفنى وصل إلى 11 ألبوما، نجح خلالها فى رسم ملامح لون خاص به وطريقة أداء يميزها الشجن المغلف بالرومانسية. وائل جسار يعيش أجواء نجاح آخر ألبوماته «توعدنى ليه».. التقيناه وكان لنا معه هذا الحوار. ما الجديد الذى حرصت على تقديمه فى ألبوم «توعدنى ليه»؟ الجديد أننى قدمت ألوانًا غنائية غير معتاد عليها مثل أغنية «بان عليك» فهى بعيدة فى شكلها وتوزيعها عن باقى أغانى الألبوم وأغنية «غريبة الناس» تجدها مختلفة عن كل ما يغنى الآن وأعتقد أن أهم ما قدمته فى هذا الألبوم هو التأكيد على أفكارى الغنائية التى قدمتها فى ألبوماتى الأخيرة. البعض يرى أن ألبوماتك الأخيرة متشابهة؟ لا يزعجنى هذا الأمر لأنه يصب فى مصلحة الفكرة التى أسعى إليها وهى أن أصنع هوية خاصة بوائل جسار وبالفعل نجحت فى عمل هوية لأغنياتى بعد مرحلة من الاختيارات والاختبارات حتى وصلت إلى اللون الخاص الذى يعجب الناس. هل تضع ضمن معايير اختياراتك ذوق الناس؟ نعم أختار ما يعجب الناس حتى ولو كان ضد رغبتى لأننى أفكر فى الناس وهمومهم أكثر مما أفكر فى نفسى ولذلك تجد أن اللون الغنائى الذى أقدمه قريب منهم. البعض يسجل ما يقرب 20 أغنية وفى النهاية يفاضل بينها.، هل أنت من هذه النوعية؟ أولا أنا من نوعية المطربين الذين يسجلون ما يغنون أى إننى لم أسجل سوى 12 أغنية وهى ما طرحتها فى الألبوم. ولماذا تصر على اللون الحزين؟ لا أنكر أن الشجن طاغ على معظم أغنياتى ولكننى أرفض أن أصنف على أننى مطرب الحزن والشجن، أو أن يقال عنى المطرب الحزين فأنا مطرب كل الألوان وما أقصده بلونى الخاص، هو اللون الذى يجمع بين اللحن الطربى والكلمة الجديدة. هل إصرارك على ترسيخ هذا اللون سبب تعاملك مع مجموعة محددة من الملحنين والشعراء؟ لم أقصد أن أتعاون مع مجموعة محددة ولكنه الانسجام الذى حدث بينى وبين مجموعة الملحنين والشعراء الذين أتعاون معهم وعلى رأسهم الملحن وليد سعد والشاعر نبيل خلف وبصراحة هذان الشخصان بالتحديد يحبانى بشكل شخصى، ويخافان على عملى ويتفهمان ما أفكر فيه ولذلك سيتم التعاون بيننا فى الألبوم القادم الذى بدأت التحضير له، وسيتضمن دويتو مع الفنان هانى شاكر. تقول الألبوم القادم رغم أنك معروف بالكسل الفنى؟ كنت كسولًا وأعترف بذلك ولكننى قررت التخلص من هذا الكسل وسأحضر للقاهرة نهاية شهر مارس للبدء فى تسجيل أغنيات الألبوم الجديد بمنتهى النشاط. ما الذى كان يدفعك للغياب كل فترة؟ نوعية الأغانى التى أقدمها نوعية ثقيلة بمعنى أنها أغانى تحتاج إلى مجهود وإلى وقت فى تحضيرها كما تحتاج أيضا لوقت من الجمهور لسماعها وحفظها فكنت أعطى نفسى فترة للتحضير وأعطى الجمهور فترة للاستماع والاستمتاع بالأغانى إلى جانب الأحداث العامة والظروف الخاصة وحالة سوق الكاسيت التى لم تعد تستوعب كل الألبومات التى يتم طرحها. وكيف ترى مستقبل سوق الكاسيت؟ بصراحة المستقبل فى سوق الأغنية مجهول والصناعة فى خطر وهناك أسباب كثيرة ومعروفة لكل المتابعين وعلى رأسها القرصنة وتحميل الأغانى من على شبكة الإنترنت مما يضعف المبيعات ويكبد الشركات خسائر كبيرة. وكيف يتم التغلب على هذه المشكلات؟ حتى الآن لم يتم التغلب عليها والكل يفكر فى الحفلات والتوزيع الإلكترونى فى نغمات المحمول ولكنها سبل غير كافية. هل عانى ألبومك الأخير من هذه المشكلات؟ كل الألبومات تعانى ولكن ألبوماتى لها خاصية أنها لا يمكن الحكم على وضعها فى السوق إلا بعد فترة من طرحها لأنها كما قلت لك ألبومات ثقيلة وتحتاج لوقت حتى تحصل على وضعها الطبيعى فى سوق الكاسيت. ارتبط نجاحك باللهجة المصرية رغم أنك لبنانى كيف تفسر ذلك؟ منذ بدايتى وحتى ألبوم «توعدنى ليه» الذى يعد ألبومى الحادى عشر وأنا أهتم باللون المصرى ومنذ بدايتى وأنا أحب الغناء باللهجة المصرية وهذا لا يقلل من حبى واحترامى للهجتى الأصلية والسبب أننى رأى أننا شعب واحد ودولة واحدة هى دولة اللغة العربية واللهجات أمر ثانوى يجب ألا نتوقف عنده لذلك لدى استعداد أن أقدم أى أغنية جيدة سواء كانت باللبنانى أو المصرى أو فالأغنية الجيدة تفرض نفسها بأى لهجة. ألبومك الأخير تضمن أغانى من أفلام.. لماذا؟ تعارف الوسط الغنائى على أن معظم المطربين لا يضمون لألبوماتهم الأغانى التى يقدمونها فى الأفلام ولكننى قمت بذلك بناء على رغبة الجمهور ووضعت فى الألبوم أغانى فيلمى «الريس عمر حرب» وفيلم «قبلات مسروقة» لأنها حققت نجاحا وانتشارا ووضعها فى الألبوم يعد توثيقا لها وإتاحتها بشكل أكبر للجمهور. هل غناء المسلسلات والأفلام كان يعوض غيابك عن طرح الألبومات؟ أعترف بفضل تترات المسلسلات وخصوصا الدالى وناصر، فيكفى أن تقابل الجمهور كل يوم وما حققته هذه الأغانى من نجاح يمكن أن تراه فى نغمات الموبايل وحفظ الناس للأغانى وطبعا كانت تعوضنى بعض الشىء عن طرح الألبومات ولكنها وحدها لا تكفى. كثيرا ما تقول إنك تغنى خارج السرب فهل ترى نفسك منفردا فى اتجاه معين؟ إن لم أكن منفردا فمعى مطرب أو اثنان ممن يهتمون بالغناء والفن الحقيقى النظيف. والباقى أين تراهم؟ بصراحة أرى أننا وصلنا لمهزلة فنية فى عالم الغناء وأن تجارة الجسد أصبحت طاغية ومشوهة لصناعة الأغنية وأصبح الغناء متاحا ومباحا وكل من يحب أن يغنى يجد نفسه قد أصبح مطربا فى ليلة وضحاها وهذا أخطر ما فى هذه المهزلة أن الغناء أصبح مستباحا لكل من يرغب ولديه القدرة على شراء أغنية ولابد أن تأخذ القنوات الشرعية والمؤسسات المسئولة خطوات تجاه هذه المسألة. من تقصد بالجهات المسئولة؟ نقابة الموسيقيين مثلا لابد أن تمنع أى شخص من الغناء دون أن يكون عضوا أو حاصلا على تصريح ولا تعطى العضوية والتصاريح إلا لأصحاب المواهب الحقيقية ومن لا يلتزم يخضع للمساءلة القانونية فبالفعل لابد من مساءلة أصحاب الأصوات الرديئة والأجساد العارية قانونا لأنهم لا يسيئون للغناء الآن فقط بل يشوهون التراث الفنى الذى صنعه الكبار. ولكن هذه مسئولية المطربين فالعملة الجيدة تطرد العملة الرديئة؟ فى الوسط الغنائى العكس هو الصحيح فالعملة الرديئة هى التى تطرد العملة الجيدة والذين يحصلون على الاهتمام وينفق عليهم ببذخ هم الدخلاء الذين لا يستحقون الاهتمام. رغم نجاح ألبوماتك فى تحقيق مبيعات جيدة فإنها بعيدة عن الكيانات الإنتاجية.. لماذا؟ لا يهمنى حجم الشركات التى أتعامل معها ولكن يهمنى الطريقة التى تتعامل بها مع فنى، ومدى تقديرها لما أقدمه، وهذا وجدته مع الشركات التى تعاونت معها بداية من ميوزك ماستر ثم ريلاكس ثم ارت لاين وكذلك شركة ارابيك ميوزيك والمنتج محمد ياسين الذى يتضح نجاحه من اختياراته للمطربين الذين يتعاون معهم أمثال الحجار ومدحت صالح وشكل أهداف الشركة ونوعية الفن الذى يقدمه. ولكنك دخلت فى مفاوضات مع شركة روتانا؟ لم تكن مفاوضات بل بالفعل كان هناك مشروع للعمل مع روتانا ولكن هناك أشخاصا داخل روتانا لا يرغبون فى أن انضم للشركة وأنا لا أسعى لأحد ولا أجيد طرق الأبواب من يرد فنى فليسع إليه. هل فعلا كنت من بين المرشحين للميوزيك أوورد؟ لا أعرف اسأل مسئولى هذه الجائزة. ولكنك أطلقت تصريحات نارية فى فترة الإعلان عن الجائزة؟ أود أن أؤكد أن كل من حصل على هذه الجائزة فهو جدير بها ولكننا يجب ألا نغفل أنه أصبح معروفا أن هناك حسابات ومحسوبيات تحكم الحصول على الجائزة وبشكل عام لا تشغلنى الجوائز ولا يهمنى سوى حب الناس.