أقامت وزارة الأوقاف عددًا من الأمسيات الدينية، مساء أمس الأحد ضمن حملتها الكبرى تحت عنوان "مكارم الأخلاق"، والتي شارك فيها شباب الأئمة الجدد؛ تجديدا للدماء، وللاستفادة من حماستهم في الدعوة، خاصة لما يتميزون به من وسطية الفكر والحماسة والتميز العلمي، وهم جيل أفرزته الوزارة في الفترة الأخيرة ضمن خطتها لتجديد الخطاب الديني. وقد شملت الأمسيات فى جميع الادارات الفرعية منها إدرة المنتزه وكان على رأسها الشيخ عبدالسلام رزق، مدير الإدارة، والشيخ أحمد عاشور، مدير إدراة العامرية ثان، والشيخ محمد عبدالعزيز عوض، مدير إدارة الرمل، وعدد من الأئمة. جاء في الأمسيات أن من فضائل مكارم الاخلاق تعظيم الإسلام لحُسن الخُلق: لم يعُدِ الإسلام الخلق سلوكًا مجرَّدًا، بل عده عبادةً يؤجر عليها الإنسان، ومجالاً للتنافس بين العباد؛ فقد جعله النبيُّ صلى الله عليه وسلم أساسَ الخيريَّة والتفاضل يوم القيامة، فقال: «إن أحبَّكم إليَّ، وأقربَكم مني في الآخرة مجلسًا، أحاسنُكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرة أسوَؤُكم أخلاقًا، الثَّرثارون المُتفَيْهِقون المُتشدِّقون» (السلسلة الصحيحة: 2/379). وكذلك جعَل أجر حُسن الخُلق ثقيلاً في الميزان، بل لا شيء أثقلُ منه، فقال: «ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق» (صحيح أبي داوود: 4799). وجعَل كذلك أجرَ حُسن الخُلق كأجرِ العبادات الأساسية، مِن صيام وقيام، فقال: «إن المؤمنَ لَيُدركُ بحُسن خلقه درجةَ الصائمِ القائم» (صحيح الترغيب: 2643)، بل بلَغ من تعظيم الشارع لحُسن الخُلق أنْ جعَله وسيلة من وسائل دخول الحنة؛ فقد سُئل صلى الله عليه وسلم عن أكثرِ ما يُدخِل الناسَ الجنَّةَ؟ فقال: «تقوى اللهِ وحُسن الخُلق» (صحيح الترمذي)، وفي حديث آخرَ ضمِن لصاحب الخُلق دخولَ الجنة، بل أعلى درجاتها، فقال: «أنا زعيمٌ ببيت في ربَضِ أطراف الجنَّةِ لِمَن ترَك المِراءَ وإن كان محقًّا، وببيتٍ في وسَط الجنة لِمَن ترَك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنَّة لمن حسُن خلُقه» (صحيح أبي داوود).