حذرت دراسة صادرة عن لجنة تابعة للكونجرس الأمريكي، من أن الولاياتالمتحدة قد تخسر أي حروب قادمة ضد الصينوروسيا، بسبب تراجع قدرتها العسكرية بدرجة كبيرة، وتعرضها -الولاياتالمتحدة- بشكل خاص لخطر الانكماش إذا أجبر جيشها على القتال على جبهتين أو أكثر في وقت واحد. لجنة استراتيجية الدفاع الوطني المكونة من كبار المسؤولين الجمهوريين والديمقراطيين السابقين الذين اختارهم الكونجرس، والتي أشرفت على تقييم استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2018 التي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتهت إلى طلب إعادة تشكيل الجيش الأمريكي على نطاق واسع للتنافس مع بكين وموسكو. وفقًا لتقرير أصدرته اللجنة التي شكلها الكونجرس لتقييم الاستراتيجية الدفاعية لإدارة ترامب، فأن هناك تآكلا في القوة العسكرية الأمريكية، وأن الصينوروسيا تسعيان إلى الهيمنة في مناطقهما والقدرة على إبراز القوة العسكرية على مستوى العالم، في الوقت الذي تسعى فيه حكوماتها -الاستبدادية- إلى بناء قوات دفاعية موجهة بشكل مباشر إلى الولاياتالمتحدة، وفقا للتقرير. اللجنة حذرت، من أن واشنطن لا تتحرك بالسرعة الكافية أو تستثمر بما فيه الكفاية ل"رؤية موضع التنفيذ"، مما قد يؤدي إلى المزيد من تآكل الهيمنة العسكرية الأمريكية وما يستتبعه من تهدد الأمن القومي. ووفقا لموقع "واشنطن بوست"، فقد حذرت اللجنة المكونة من 12 شخصًا بعد مراجعة وثائق سرية من احتمال نشوب صراع عسكري بين القوي الثلاثة (أمريكا، روسيا، لصين)، وذلك بسبب تحول التوازن العسكري بشكل سلبي بالنسبة للولايات المتحدة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. وقالت اللجنة، إن الجيش الأمريكي سيعاني من خسائر كبيرة غير مقبولة وفقدان الأصول الرأسمالية الرئيسية في صراعه القادم، وذلك بسبب فشله - الجيش الأمريكي- الذي كان يتمتع بهيمنة لا ينازعه فيها أحد منذ عقود، في الحصول على الموارد والابتكار وتحديد الأولويات التي يحتاج إليها قادته للتفوق على الصينوروسيا. وفي الدراسة التي تضم 32 توصية، حثت اللجنة، البنتاجون، على أن يكشف بشكل أوضح كيف يعتزم هزيمة منافسي القوى الكبرى سواء في المنافسة أو الحرب؟. ولمواجهة روسياوالصين، قالت اللجنة إنه يتعين على القوات البحرية توسيع أسطولها من الغواصات، ويجب على القوات الجوية تقديم المزيد من منصات الاستطلاع والمقاتلات والقاذفات طويلة المدى، ويجب على الجيش متابعة المزيد من الصواريخ المدرعة طويلة المدى والدفاع الجوي والقوات اللوجيستية. كاثلين إتش هيكس، مستشار سابق في البنتاجون خلال إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، قالت: إن "هناك خوف قوى من الشعور بالرضا عن الذات، لأن الناس أصبحوا معتادون على أن الولاياتالمتحدة قادرة على تحقق ما تريده في العالم، حتى على المستوى العسكري". أما إيريك إيدلمان، وهو مسؤول كبير في البنتاجون خلال إدارة بوش، والذي شارك في رئاسة اللجنة مع الأدميرال المتقاعد جاري روجهيد، فأكد أن التقرير يوضح نتائج سنوات من التحذيرات المتجاهلة حول تآكل القوة العسكرية الأمريكية، الصينوروسيا تعلمتا مما حققته الولاياتالمتحدة من نجاحات، في حين كانت الولاياتالمتحدة منهمكة في خوض نوع آخر من الحروب، كانت بكين وموسكو يستعدان للحرب. وأوصت اللجنة، الكونجرس برفع سقف الميزانية المخصصة للإنفاق الدفاعي في العامين المقبلين، وضمان قدرة "وزارة الدفاع" على هزيمة الخصم من القوى الكبرى في الوقت الذي تردع فيه أعداء آخرين في آن واحد، لأنه وعلى الرغم من أن ميزانية الدفاع الأمريكية البالغة 716 مليار دولار هذا العام، تبلغ أربعة أضعاف حجم الصين، وأكثر من عشرة أضعاف ميزانية روسيا، فإنها غير كافية لتحقيق الأهداف الواردة في استراتيجية الدفاع الوطني الطموحة، لأن الجهود المبذولة لإعادة تشكيل المؤسسة الدفاعية الأمريكية لمواجهة التهديدات الحالية، تعاني من نقص في الموارد.