ترامب يخير طهران بين تغيير نهجها أو مواجهة تدهور اقتصادها.. وخامنئى: هزمناكم بثورتنا على مدى 40 عامًا وضع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس الأول، إيران أمام خيار ما بين تغيير نهجها أو مواجهة تدهور اقتصادها، وذلك قبل يومين من بدء تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على طهران. وقال ترامب فى بيان، أمس الأول، إن «الهدف هو إرغام النظام على القيام بخيار واضح: إما أن يتخلى عن سلوكه المدمر، أو يواصل على طريق الكارثة الاقتصادية». وأكد ترامب، فى تجمع انتخابى، أن طهران ستسعى فى نهاية المطاف إلى التفاوض على اتفاقية جديدة من شأنها أن تسمح للدولة أن «تزدهر»، واصفا الاتفاق النووى الذى وقع عام 2015 وانسحب منه قبل 6 أشهر، بأنه «كارثى»، مضيفا: «سيكون لدينا أشد عقوبات على الاطلاق على هذا النظام الإيرانى الوحشى»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف: «وفى مرحلة ما سيصبحون أذكياء جدا وسيعودون ويتفاوضون على اتفاقية حقيقية ونزيهة تسمح لهم بالازدهار. نريدهم أن يزدهروا». بدوره، وصف مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، فى مقابلة مع تليفزيون «ذا هيل» الأمريكى، العقوبات التى ستفرض على إيران بأنها ستكون أقسى عقوبات واجهتها البلاد على الإطلاق. وعبر بنس عن أمله فى تواصل العمل مع حلفاء واشنطن فى المنطقة، واستمرار تأكيد أن «أنشطة إيران الخبيثة فى المنطقة والعالم لن يتم التسامح معها بعد الآن»، وتابع: «نأمل أن نرى التغير فى سلوك إيران». وأوضح وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو أن فرض تلك المجموعة من العقوبات يهدف إلى «حرمان النظام الإيرانى من العائدات التى يستخدمها فى نشر الموت والدمار حول العالم». وتستهدف الدفعة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران والتى تدخل حيز التنفيذ غدا الاثنين، عمليات الشحن وبناء السفن والتمويل والطاقة، كما سيتم وضع أسماء أكثر من 700 فرد وكيان وسفن وطائرات على قائمة العقوبات، بما فى ذلك البنوك الكبرى ومصدرى النفط وشركات الشحن. وكانت واشنطن أعلنت استثناء 8 دول بشكل مؤقت من حظر شراء النفط الإيرانى. وعلى مدى اليومين الماضيين، نشر الحساب الرسمى لوزارة الخارجية الأمريكية على موقع «تويتر»، 12 شرطا وضعتها الولاياتالمتحدةلإيران إذا أرادت عدم تطبيق العقوبات، ومن أبرزها الكشف للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التفاصيل العسكرية السابقة لبرنامجها النووى والسماح لمفتشى الوكالة بالوصول غير المشروط لجميع المواقع النووية، وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وعدم إنتاج البلوتونيوم وإغلاق مفاعل المياه الثقيل «آراك». وكذلك إنهاء نشر الصواريخ الباليستية والصواريخ القادرة على حمل رءوس نووية، وإنهاء دعم الجماعات الإرهابية فى الشرق الأوسط، وسحب جميع القوات الإيرانية من سوريا. فى غضون ذلك، أعرب الاتحاد الأوروبى، وألمانيا وبريطانيا وفرنسا فى بيان مشترك عن «الحزن العميق»، إزاء قرار الولاياتالمتحدة إعادة فرض عقوبات على إيران. وقال البيان: «نشعر بالحزن العميق إزاء قرار الولاياتالمتحدة إعادة فرض عقوبات على إيران»، مؤكدا أن الاتفاق النووى يحظى بأهمية بالغة لأمن أوروبا والمنطقة والعالم بأسره. وشدد البيان على أن الاتفاق النووى استطاع أن يحقق الأهداف المرجوة منه، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت فى تقاريرها ال12 وفاء إيران بجميع التزاماتها. وأشار إلى أن «الدول الأطراف (فى الاتفاق) ستحمى الجهات الفاعلة الاقتصادية الأوروبية التى تمارس التجارة القانونية مع إيران، وفقا لقوانين الاتحاد الأوروبى»، مؤكدا أيضا الالتزام بالحفاظ على القنوات المالية مع إيران واستمرارها فى تصدير النفط والغاز. ولفت إلى تسارع وتيرة الجهود فى الأسابيع الأخيرة لوضع آلية تجارية خاصة للقضاء على العقوبات الأمريكية، فضلا عن إتاحة الفرصة للشركات الأوروبية لممارسة التجارة مع إيران. فى طهران، أشار المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى إلى إن الولاياتالمتحدة فشلت فى إعادة فرض هيمنتها على إيران منذ الثورة الإيرانية التى أطاحت بالشاه المدعوم من واشنطن عام 1979، بحسب وكالة «رويترز». ونسب التلفزيون إلى خامنئى قوله خلال اجتماع مع آلاف الطلاب «هدف أمريكا هو إعادة تأسيس الهيمنة التى كانت تفرضها (قبل 1979) لكنها فشلت. أمريكا هُزمت من قبل الجمهورية الإسلامية طيلة الأربعين عاما الماضية»، مضيفا أن «قوة أمريكا تتراجع وتهبط، وأن رئيس الولاياتالمتحدة الجديد(ترامب) جاء وقضي علي كرامة أمريكا والديمقراطية الليبرالية». كما أدانت الخارجية الإيرانية فى بيان لها، أمس، فرض العقوبات مجددا على إيران، ووصفت هذا الأمر بأنه انحدارا أخلاقيا وسياسيا كبيرا للنظام الحاكم فى الولاياتالمتحدة، وذكرت أنها لن تسمح لنظام ترامب بتحقيق غاياته التى وصفتها بغير الشرعية. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى إن واشنطن تهدف من ذلك لشن حرب نفسية واسعة ضد الشعب الإيرانى، معتبرا أن وضع الخارجية الأمريكية موعد إعادة فرض العقوبات على موقعها الإلكترونى هو أشبه بالسخرية والعمل الصبيانى.