علمت «الشروق» أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس لم يبد حماسا لمقترحات عربية بعقد اجتماع عربى طارئ سواء وزاريا أو على مستوى القمة للتداول بشأن المواجهات التى شهدها المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية. وقال مصدر فلسطينى إن عباس لا يريد أن يواجه وفد فلسطين فى أى اجتماع عربى بانتقادات حول القرار الأخير، الذى اتخذته السلطة الفلسطينية بإرجاء مناقشة مجلس حقوق الإنسان لتقرير حقوقى دولى يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب يصل بعضها إلى جرائم ضد الإنسانية خلال حربها الأخيرة على غزة. وكانت فصائل فلسطينية مختلفة، ومن ضمنها حركتا حماس وفتح، قد أعلنت معارضة قرار إرجاء مناقشة تقرير ريتشارد جولدستون إلى مارس من العام المقبل. وقدم وزير الاقتصاد الفلسطينى باسم خورى استقالته من حكومة سلام فياض للاعتراض على دور السلطة فى قرار التأجيل. كما أبدت الجامعة العربية وسوريا الأسف لهذا القرار، بينما أجلت سوريا زيارة كان من المقرر أن يقوم بها عباس إلى دمشق بدعوى انشغال الرئيس الفلسطينىبشار الأسد فى لقاء مرتقب مع العاهل السعودى عبدالله. ورفضت مصادر دبلوماسية عربية فى جنيف قول عباس إن قرار الإرجاء جاء بالتشاور مع الدول العربية، وقال مصدر إن «بعض وليس كل» العواصم أيدت عباس وشجعته. وإزاء الضغوط الداخلية، قرر عباس «تشكيل لجنة تحقيق وطنية لبحث ملابسات وظروف» الإرجاء، التى تؤكد المصادر أنها كانت بتعليمات عباس. ولم يفلح هذا القرار فى احتواء غضب الفلسطينيين، وخرجت مظاهرات أمس فى رام الله، مقر عباس، ضد الرئيس الفلسطينى للتنديد بقرار الإرجاء. كما علمت «الشروق» أن مظاهرة حاشدة يجرى الترتيب لها فى غزة للتنديد بقرار عباس. وطالب محمود الزهار قيادى حماس فى غزة بإسقاط «الجنسية معنويا» عن الرئيس الفلسطينى، كما شكك إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة فى غزة فى فرص نجاح المصالحة الفلسطينية من جراء قرار عباس. من ناحية كشف وزير خارجية إسرائيل الأسبق شلومو بن عامى عن تمسك إسرائيل بالسلاح النووى حتى بعد تحقيق السلام فى الشرق الأوسط. وقال بن عامى فى الورقة التى قدمها إلى مؤتمر نزع السلاح النووى فى القاهرة الأسبوع الماضى، وانفردت «الشروق» بالحصول على نسخة منها إن إسرائيل يمكن أن تكشف الغموض، الذى يحيط ببرنامجها النووى والانضمام إلى ترتيبات أمنية إقليمية بعد تحقيق السلام الإقليمى الشامل فى المنطقة.