«الخط الساخن خلانى أشوف حاجات فى مجتمعنا ما كنتش أتخيل إنها موجودة»، د.محمد عبدالله طبيب نساء وتوليد يعمل بالجمعية المصرية لصحة الأسرة ويرى أن لدى الشباب الأولاد والبنات مشكلات كثيرة لا يستطيع التعبير عنها فيلجأ إلى ممارسة عادات سيئة تؤثر سلبيا على صحته. الخط الساخن 25282555 الخاص بجمعية صحة الأسرة بدأ قبل 5 سنوات فى استقبال الاستشارات الطبية فى كل التخصصات. «نهتم بالصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية للمريض» كما قال د. ممدوح وهبة رئيس الجمعية، ويوجد بالجمعية تسعة أطباء على مدار 12 ساعة بداية من العاشرة صباحا، كما أنهم حصلوا على دورات فى الصحة الإنجابية والمشكلات الزوجية حتى يتواصلوا مع المتصلين. د. محمد اكتشف من خلال المكالمات التى تتلقاها الأعداد الكبيرة من الشباب، خاصة الأولاد، الذين يمارسون العلاقات الشاذة. «مجتمعنا مش راضى يعترف بوجودهم، زى النعامة اللى بتخبى رأسها فى الرملة»، وهو يرى إنه بالكلام معهم يمكن إقناعهم بالتخلى عن هذه الممارسات، «دول مش مرضى، لكن عندهم سلوك خاطئ لازم نصححه». هذا السلوك يبدأ منذ الصغر وتختلف أسبابه من الولد إلى البنت، كما يشرحها د.محمد «التوحد مع الجنس الآخر» أهم أسبابه لدى الأولاد، فعندما يغيب الأب ويعيش الطفل مع أمه لفترات كبيرة يقلدها فى كل شىء ويتجسد فى شخصيتها «ممكن يلبس هدومها أو يتكلم زيها وينسى إنه ولد» ويصبح لديه رغبة فى سن المراهقة فى الارتباط بمن هم من جنسه. أما البنت المثلية فإن السبب الرئيسى غالبا ما يكون «تعرضها للاغتصاب فى سن صغيرة»، ولا يبدأ الشخص فى الإحساس بمشكلته غالبا إلا حينما يوضع تحت ضغط ممن حوله. «لما الشاب يبقى عنده 30 سنة ولسه ما تجوزش، أهله يقلقوا ويبدأوا يضغطوا عليه علشان يتجوز». تتذكر د.هدى رضوان المتخصصة فى العلاقات الزوجية قصة إحدى الفتيات التى اتصلت بها طالبة منها المساعدة فى الإقلاع عن ممارسة العادة السرية. «كانت خايفة لما سمعت إن ممارسة هذه العادة تصيب بالعمى، ومع إن الكلام ده مش صحيح لكن هذا السلوك له أضرار أخرى كبيرة على الأولاد والبنات». وأهم هذه الأضرار كما تقول د.هدى «لما الشخص يعتاد على الممارسة ممكن يستحسن الموضوع، وده هيؤثر على حياته الزوجية بعد ذلك ويجعله يرفض الشريك الآخر». ومع استمرار المكالمات اكتشفت الطبيبة أن الفتاة مصابة بالاكتئاب الذى أدى بها إلى هذا السلوك، فبعد وفاة والدها اضطرت الأم للعمل فى البيوت لكى تصرف على ابنتها «البنت حست بالخجل» ومنعها ذلك من الاختلاط بالناس فجلست طوال الوقت بالبيت «لما الفراغ يزيد، تكثر الأفعال الخاطئة». بعد عام ونصف العام من الحديث تليفونيا مع د.هدى «كانت بتكلمنى ثلاث أو أربع مرات فى اليوم» أقنعتها بالعودة إلى الكلية وإلى أصدقائها مرة أخرى «هى بس كانت عاوزة حد يفهمها»، تبتسم وتقول «دلوقتى هى بتشتغل بجانب الدراسة علشان ما تضيعش وقت». أرادت الفتاة الالتقاء بدكتورة هدى، لكن الطبيبة الشابة رفضت ذلك «إحنا مش بنعمل صداقات مع المتصلين، وممنوع المريض ييجى مقر الجمعية، علشان نفضل محافظين على السرية فى علاقتنا بهم»، وفى حال احتاج المريض أن يفحصه الطبيب «نحوله إلى مراكز وزارة الصحة». وهى ترى أن السبب وراء تفضيل الشاب للحديث مع الطبيب عبر التليفون عن الحديث مع أهله «مفيش تواصل بين الأهل والأبناء، والأب والأم مش قادرين يتفاهموا مع أولادهم». ويضمن الخط الساخن الخصوصية للمرضى «مش بنسأل المريض عن اسمه أو عنوانه» كما قال د. سامى المشرف على الخط، ولا يطلب من المريض إلا سنه والمحافظة التى يتكلم منها «علشان الإحصائيات الخاصة بوزارة الصحة»، كما أن المريض مخير بين الحديث مع طبيبة أو طبيب، وأكثر الفئات العمرية المتصلة هم الشباب من سن الخامسة عشر وحتى الخامسة والعشرين. 60% من المتصلين هم من البنات، وتكون أغلب الأسئلة عن السمنة والريجيم وعمليات التجميل، «الأولاد أسئلتهم غريبة» هكذا قال د.سامى، حيث تدور عن العلاقات قبل الزواج وعمليات الترقيع. «شبابنا مهووس بالأمور دى، ودائما يسألوا أعرف منين إن البنت كويسة ولا عاملة ترقيع»، وعلى الرغم من اقتناع د.سامى إن الجيل الجديد يمتلك قدرا أكبر من المعلومات «بس كثير منها غلط، لأن الشاب بيسأل أصحابه أو يقرأ كتب رخيصة تقول له معلومات مش صحيحة»، ويعتب د.ممدوح على المناهج التعليمية التى لا تشرح للمراهقين طبيعة أجسامهم والعلاقة بين الجنسين. حتى الصفحات القليلة بمادة العلوم بالصف الثالث الإعدادى «المدرس مش بيشرحهم، ويقول للأولاد اقروهم فى البيت» مما دفع الجمعية للتعاون مع وزارة التربية والتعليم لعمل ندوات هذا العام بالمدارس الثانوية «علشان نعرف المراهقين بيفكروا فى إيه، وعاوزين يعرفوا إيه».