البداية كانت مشروع تخرج تقدم به طالب بكلية الهندسة لإعادة تدوير بقايا زيت الطعام المحروق وتحويله إلى وقود حيوي بديل للسولار وإنتاج المادة الخام للجلسرين، لاقت الفكرة نجاحا كبيرا فاستجاب الآلاف من المواطنين لدعوتهم. "رواء عبدالله" المتحدث الإعلامي باسم مبادرة "جرين بان" المسؤولة عن المشروع أوضحت في تصريحها الخاص للشروق أن طرق التخلص من زيت الطعام المحروق العادية لها أضرار عديدة مضيفة "التخلص من الزيوت عن طريق الصرف الصحي يجعل عملية فصل المياة وإعادة استخدامها في الري عملية صعبة ومكلفة". رغم أن زيت المنازل المحروق يعد مصدرا للطاقة مهدر في مصر وهو ما دفع المهندس "نور العسال" لاختراع جهاز كمشروع تخرجه بالكلية يعمل على إعادة تدوير الزيت و اعتباره مصدر بديل للطاقة وسرعان ما حول الفكرة مع شركائه لشركة مساهمة مصرية في عام 2014.ووفرت لعملائها في المنازل عبوة كبيرة و "قمع" لجمع الزيت وتخزينه حتى يصل إليهم المندوب ليستلمها مقابل زجاجة من "الصابون السائل". لاقت الفكرة فى البداية استغراب الكثيرين خاصة وان ثقافة إعادة التدوير وفصل المخلفات من المنبع لاتزال غريبة عن مجتمعنا وهو ما تؤكده "فتحية جمال" من السيدة زينب إحدى عميلات "جرين بان" منذ عام بمجرد معرفتها بالفكرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تحمست كثيرا وتواصلت معهم مؤكدة أنها لطالما عانت من مشاكل كثيرة بسبب طرق التخلص من الزيت التقليدية فإما إلقائه في "حوض" المطبخ مسببة انسداده أو التخلص منه في سلة القمامة ما يؤدي في كثير من الأحيان لتلوث المنزل و سلم البناية أضافت "لم أكن أعلم من قبل عن إمكانية إعادة تدوير زيت الطعام المستخدم إلا تنقية البعض له من رواسب الطعام وإعادة استخدامه مرة أخرى وهو ما أرفضه تماما من جانبها كانت تستحرم "إيمان يوسف" التخلص من الزيت في الحوض أو حمام مادام في ناس تستفيد ايه المشكلة اساعدهم خاصة أن الطرق التقليدية ترهقني في التنظيف". وإلقاء الناس للزيوت في مواسير الصرف الصحي يتسبب في مشاكل كثيرة وهو ده دافعي الأساسي للمشاركة خاصة أنني استخدم "قلاية" تحتاج لكمية ضخمة من الزيت. ونجح أصحاب المبادرة فى الحصول على التصاريح اللازمة للعمل داخل مصر وتسجيل براءة اختراع في إحدى الدول الاجنبية إلا أن المؤسسين لايزال أمامهم رحلة طويلة لتسجيل للحصول على براءة اختراع تضمن حقوقهم الملكية بسبب طول الاجراءات . بالإضافة لصعوبة إيجاد مندوبين دائمين وشركات شحن كما أن زيادة أسعار البنزين زادت من تكلفة النقل بصورة كبيرة وهو ما اثر عليهم وبالرغم من حصولهم على تصريح من وزارة البيئة. ويحظى السوق الأجنبي بالنصيب الاكبر من إنتاج الشركة من الوقود الحيوي وذلك يرجع لاعتماد السوق المصري بشكل أكبر على السولار بالرغم من انه أقل ضررا على البيئة