فى الوقت الذى يتصاعد فيه الجدل حول تراكم القمامة فى شوارع القاهرة بشكل لافت.. وجه الدكتور محمد صلاح الدين، نائب مدير «مستشفى الشعب لعلاج الحيوانات» تحذيرا مفاده أن القمامة المتراكمة فى شوارع القاهرة تؤدى إلى تكاثر الحيوانات بسرعة، وتجعلها عرضة للإصابة ب«السعار»، فى معرض حديثه عن اليوم العالمى لداء الكلب، الذى يحتفل به العالم يوم 28 سبتمبر من كل عام. وأضاف الخبير البيطرى أن مشكلة القمامة التى تعانى منها المدن والقرى المصرية «تمثل بيئة خصبة لإصابة الحيوانات بداء «السعار»، وهو ما يترتب عليه تكاثر حالات الوفيات البشرية التى يتعرض أصحابها لعقر (عض) أى من هذه الحيوانات». وطالب الدكتور صلاح الدين الحكومة بتجميع الكلاب الضالة، وعزلها وحقنها كما تفعل الدول الغربية مؤكدا أنه «لا يوجد فى أى دولة أوروبية كلبا أو قطة بدون صاحب». ولفت إلى أن «السعار» هو مرض فيروسى حيوانى المنشأ يصيب الحيوانات الداجنة والبرية وينتقل من الحيوانات إلى البشر من خلال اتصال وثيق عن طريق العض أو الخدش. وأشار إلى أن هذا الفيروس «يحطم الخلايا العصبية فى المخ والنخاع الشوكى، فيفقد المصاب به السيطرة على نفسه ويجعله كالمجنون». وأكد على أن الكلاب المسعورة هى أهم ناقل لهذا المرض إلى جانب بعض الحيوانات الأخرى مثل الخفافيش والثعالب البرية والذئاب». مضيفا أنه إذا عض كلب مسعور إنسانا فسيشعر بالحمى والصداع والإرهاق ثم بعد ذلك يتطور إلى التأثير على الجهاز التنفسى، ويؤثر على الجهاز العصبى وبعدها يحدث شلل تام لجسم المصاب وتحدث الوفاة خلال سبعة أيام من المرض. وتشير تقارير «التحالف من أجل مكافحة داء الكلب» ومنظمة الصحة العالمية لعام 2008 إلى أن داء الكلب يودى بحياة نحو 55 ألف حالة وفاة سنويا، أى ما يناهز حالة وفاة واحدة فى كل 10 دقائق، وأن حوالى 95% من الوفيات البشرية تحدث فى آسيا وأفريقيا، ومعظم الوفيات البشرية بين 30% إلى 60% من ضحايا عضات الكلاب هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما، وأن أكثر من 3 مليارات نسمة أى نحو نصف سكان العالم يعيشون فى البلدان أو الأقاليم حيث داء الكلب لا يزال موجودا.