افترش العشرات من أولياء الأمور، المرافقين لأبنائهم من طلاب الثانوية العامة، الأرض في انتظار خروج أبنائهم من لجان الامتحانات بمدرسة جمال عبد الناصر بحي الدقي، للاطمئنان عليهم تارة وتهدئة أنفسهم الممتلئة بمشاعر القلق والتوتر تارة أخرى. لم تفارق أيدى بعض أولياء الأمور المصحف والسبحة، كما لم يفارق ألسنتهم الدعاء والآيات القرآنية، في أثناء انتظار أبنائهم أمام اللجان، بل وظهرت في عيون بعضهم الدموع من شدة الخوف والقلق، ما جعل البعض يقف لأكثر من ساعة كاملة أمام بوابات المدرسة لتتابع أنظاره اللجان من الخارج لعله يطمئن قلبه بأي حديث عن سهولة الامتحان أو ماشابه. وانشغل البعض الآخر بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة «صفحات الغش» التي انتشرت خلال السنوات الماضية، للتأكد من حقيقة تسريب الامتحانات من عدمها، بينما أخذت الأمور الحياتية وقصص الكفاح خلال سنوات الدراسة والاستذكار لأبنائهم جزءا من حديث أولياء الأمور، في محاولة للتغلب على مشاعر القلق لديهم. «بحضر الامتحانات مع أولادي كلهم بقالي 6 سنوات عشان أقلل من توترهم»، هكذا أجابت شيرين أحمد، صاحبة ال40 عاما وإحدى أولياء الأمور، على سبب حضورها إلى لجان الامتحانات مع نجلتها مريم، طالبة بشعبة علمي علوم، لافتة إلى أنها طيلة أشهر الدراسة كانت تقدم الدعم الكامل لابنتها وتقضي ساعة الاستذكار بجانبها، متمنية أن تحصل ابنتها على مجموع 99%، وتلتحق بكلية الطب. وتمنى رضا مختار، أحد أولياء الأمور، أن يخلو الامتحان من أي تعقيد، ومرعاة شعور الطلاب، وعدم التلاعب بمستقبلهم، مستكملا: «البيت كله أيام امتحانات الثانوية العامة بيبقى معسكر مغلق». وقالت رضوى أمين، إحدى أولياء الأمور، إن امتحانات الثانوية العامة تعد التجربة الآولى لها، موضحة أنها حرصت على التواجد مع ابنتها في أولى أيام الامتحانات لدعمها وإعطاءها الثقة، لافتة إلى أن الشهور القليلة قبل الامتحانات شهدت معاناة شديدة من كافة أفراد الأسرة، مطالبة بضرورة تفهم ظروف الطلاب وأولياء الأمور.