اقتحامات للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمى.. اقتلاع وإحراق مزروعات فى الضفة الغربيةالمحتلة.. ذبح بعض رءوس الماشية.. اعتداءات على مواطنين فلسطينيين.. إلقاء الحجارة على منازل الفلسطينيين. تلك بعض ملامح الحرب التى أعلنها المستوطنون على الفلسطينيين فيما بات يُعرف فى وسائل الإعلام الإسرائيلية ب«جيش المستوطنين»، والذى يبلغ قوامه نحو 500 ألف مستوطن يهودى فى الضفة والقدس. وتتكثف هجمات المستوطنين كلما تزايدت الضغوط الأمريكية على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامن نتنياهو لوقف الاستيطان فى الضفة المحتلة، تمهيدا لاستئناف عملية السلام مع الفلسطينيين. ويرغب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى وقف تام للأنشطة الاستيطانية فى الضفة، بما فيها القدسالشرقية، إلا أن نتنياهو يعرض تجميدا مؤقتا للاستيطان لا تصل مدته إلى عام، مع استثناء القدس من هذا التجميد، واستكمال بناء نحو 2500 وحدة استيطانية قيد الإنشاء، وهو ما يرفضه البيت الأبيض حتى الآن. وتطالب خطة «خارطة الطريق»، التى طرحتها اللجنة الرباعية الدولية (الولاياتالمتحدة، الاتحاد الأوروبى، روسيا والأمم المتحدة) عام 2003، إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية، تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وخلال اجتماع مع قادة المستوطنين أواخر الشهر الماضى، شدد رئيس الوزراء على أن «الاستيطان يهم الحكومة، وهى معنية بدعمه، لكن يجب أن نعمل بعقلانية». وبالرغم من محاولات نتنياهو طمأنة المستوطنين فإن عمدة مستوطنة «يتسهار» فى الضفة، نتيفو كاتز، توعد بالتصدى لأى قرار بتجميد الاستيطان، قائلا: «لن نتوقف عن البناء لأن هذه أرضنا، ولن نسأل الأسرة الدولية ماذا يتعين علينا فعله؟». و«يتسهار» الواقعة شمال الضفة قرب مدينة نبالس، هى معقل اليهود المتشددين، وتعتبر المستوطنة الأكثر تطرفا فى الضفة، وغالبا ما تنطلق منها هجمات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين. ولمواجهة هجمات «جيش المستوطنين»، أعلنت قيادة المنطقة الوسطى فى جيش الاحتلال الإسرائيلى تشكيل فرقة عسكرية للردع السريع. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الأسبوع الماضى عن أحد الضباط فى قيادة المنطقة الوسطى قوله: «ما من شك بأن مستوى العنف قد ارتفع خلال الأسابيع الماضية»، مضيفا أن «الفكرة من وراء تشكيل هذه الفرقة هى منع الاحتكاك والعنف بين المستوطنين والجيش والفلسطينيين». وقالت الصحيفة إن المستوطنين تخطوا الخطوط الحمراء خلال الأسابيع الأخيرة بالاعتداء على أملاك الفلسطينيين واقتلاع المزروعات، وكذلك الاعتداء على الجيش الإسرائيلى، مشيرا إلى إلقاء مستوطنين متطرفين قنابل حارقة على القوات الإسرائيلية قرب البؤرة الاستيطانية «هفات جلعاد» الأسبوع الماضى. وهى الظاهرة التى خشى الجيش الإسرائيلى من تحولها إلى «هجمات إرهابية»، بحسب قول أحد الضباط ل«جيروزاليم بوست». وبحسب إحصاءات حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان لعام 2008 فإن نحو 280.800 مستوطن يهودى يعيشون فى 121 مستوطنة فى الضفة، فيما عدا القدسالشرقية. ولم يكن ثمة أى مستوطن فى الضفة عند احتلالها فى حرب يونيو 1967، وبعد سبعة أشهر من حرب الأيام الستة أنشأت إسرائيل أول مستوطنة فى الضفة، وهى كفار اتيزون. فيما يعيش أكثر من 150 ألف مستوطن يهودى فى 15 مستوطنة بالقدسالشرقية، ومن هذه المستوطنات: تلبيوت الشرقية، جيلو، جبل أبوغنيم، جعبات همتوس، جعبات همفتار، التلة الفرنسية، معلوت دفنا، نفى يعقوب، الحى اليهودى، بسكات زئيف، لامات أشكول، رامات شلومو، راموت، سنهدريا. ويمثل الفلسطينيون 58% من سكان المدينة، ويعيشون على 13% فقط من مساحتها، بحسب تقرير حديث لوزارة الخارجية الفلسطينية بعنوان «ملف خاص عن القدسالشرقية».