اختتمت فاعليات المنتدي الدولي الذي عقد علي مدار يومين بالشارقة، مساء أمس، بعد أن جمع حوالي 3000 من الخبراء الإقليميين والعالميين، الذين شاركوا في مجموعة من النقاشات التفاعلية، وتناولوا التحول المتسارع لدور المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة في العصر الرقمي الجديد. ونظم المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته السابعة، جلسة حوارية بعنوان "شباب المستقبل، بناء مهارات شابة للألفية الرقمية"، شارك فيها كل من: غافين أندرسون، مدير المجلس الثقافي البريطاني في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومارتن روسكي مدير أول للسياسة العامة والعلاقات الحكومية في غوغل الشرق الأوسط. وناقشت الجلسة الفجوة الرقمية ونقص المهارات بين الشباب من خريجي الجامعات، التي تشكل شروطاً أساسية لنجاحهم المهني في المستقبل، خاصة مع التطورات المستمرة في سوق العمل العالمي، بسبب تحول معظم القطاعات الاقتصادية إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، وما نتج عنه من ولادة وظائف وتخصصات جديدة لم تأخذها الحكومات وأنظمة التدريس في الحسبان. ولفت المشاركون في الجلسة إلى أن الحكومات وأنظمة التعليم لا تستطيع اللحاق بسرعة تطور التقنية، لا سيما أن الفجوة الرقمية تزداد عمقاً بسبب عدم اتصال نصف سكان العالم تقريباً بالإنترنت، وهو ما يحرمهم من التواصل والاسهام في حل مشاكل العالم. وقال غافين آندرسون: "كشفت دراسة أجريناها في منطقة الشرق الأوسط أن الأنظمة التربوية محافظة جداً، وأنها تتبع أساليب تدريس تقليدية، لا تتناسب مع متطلبات سوق العمل الحالية، التي تحتاج إلى تخصصات جديدة تشترط توافر عدة مهارات أساسية لدى الخريجين". وأشار إلى أن تطوير مهارات الطلبة وقدرتهم على حل المشاكل والعمل الجماعي والتفكير الإبداعي وغيرها من المعارف الأساسية إلى جانب اللغة الإنجليزية، شكلت عناصر أساسية لدى الشركات الباحثة عن كفاءات جديدة، حيث قال: "90% من المدراء المستطلعة آراؤهم أكدوا حاجتهم لموظفين بمهارات أساسية تشمل اللغة والتواصل والتفكير النقدي والمعرفة التقنية". وأوضح آندرسون أن التلقين لم يعد هو الأسلوب الأنجح للتدريس، إذ أنه أسلوب يليق بالآلات التي تستطيع تكرار الأوامر بشكل تلقائي دون أي جهد ابداعي يذكر، لافتاً إلى أن مصدر قلقه يأتي من حقيقة أن نصف سكان العالم غير متصلون بالإنترنت، وهو أمر مرعب يجعل المستقبل غامضا بسبب هذه الهوة الرقمية. ووجه دعوة إلى الحكومات وشركات القطاع الخاص للعمل على ردم هوة غياب الإنترنت عن نصف سكان العالم، من أجل إشراكهم في بناء الغد، والمساهمة في حل مشاكل الغذاء والمياه والطاقة وغيرها، مؤكداً أن هذا النمو والتغيير لن يتحقق بدون تواصلهم عبر الإنترنت. وفي سياق مختلف، شارك 100 شاب إماراتي من طلبة المدارس والجامعات، وذوي الإعاقة، وموظفي الجهات الحكومية ورجال الأعمال الشباب، في جلسات عصف ذهني، ضمن فعاليات النسخة السابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي. وشهد المنتدى الذي أقيم في مركز إكسبو الشارقة يومي الأربعاء والخميس، انطلاق الدورة الأولى لملتقى شباب الشارقة، الذي ينظمه مجلس الشارقة للشباب، تحت شعار "نتواصل معاً لنصنع المستقبل"، بهدف تمكين الشباب من تبادل الأفكار والرؤى الجديدة في ثمانية مجالات مختلفة، هي: الإعلام، والابتكار، وريادة الأعمال، والاستدامة، والصحة والرياضة، والتعليم والعمل، والفنون والثقافة، والقيم والمبادئ. وانقسم المشاركون الشباب إلى ثماني مجموعات، ترأس كل واحد منها، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في إحدى الجهات الحكومية بالشارقة، للإشراف عليهم أثناء جلسات العصف الذهني الرامية للخروج بأفكار وحلول مبتكرة لمواجهة التحديات في المجالات المختلفة. واستمرت جلسات العصف الذهني لمدة أربع ساعات يومياً، وأقيمت على مدى يومي المنتدى. وضمت قائمة كبار المسؤولين التنفيذيين، الذين ترأسوا مجموعات الشباب كلاً من؛ الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة (جلسة القيم والمبادئ)، والشيخة نوار القاسمي، مدير التطوير في مؤسسة الشارقة للفنون (جلسة الفنون والثقافة)، وسعادة طارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة (جلسة الإعلام)، وأحمد القصير، المدير التنفيذي للعمليات في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير - شروق (جلسة الابتكار). وجاء اختيار المشاركين ال100 من بين 400 شاب من مختلف الأعمار والتخصصات، لحضور ملتقى شباب الشارقة، الذي تم الإعلان عنه قبل أسبوعين، بهدف ضمان تمثيل جميع أفراد المجتمع وشرائحه في المنتدى. وجمع المنتدى في اليوم الأول عدداً من شباب الشارقة لمناقشة أبرز التحديات التي تواجههم، وإيجاد حلول مبتكرة للتغلب على هذه التحديات، فيما جمع المنتدى في يومه الثاني عدداً من المشاركين الشباب مع نخبة من صناع القرار والخبراء الذين تناولوا مخرجات اليوم الأول، وأرشدوا الشباب إلى كيفية تعزيز المفاهيم، وتنفيذ أفكارهم على أرض الواقع. ومن المقرر أن يُعدّ مجلس الشارقة للشباب، الجهة المنظمة لملتقى شباب الشارقة، تقريراً موجزاً لأبرز التوصيات التي خلصت إليها جلسات العصف الذهني، وأن يقدمه إلى صناع القرار في حكومة الشارقة، للاستفادة منها في تسهيل دمج الشباب بالحياة العامة، وتعزيز البيئة الداعمة، وتمكينهم من المساهمة في تحقيق الأجندة الوطنية.