أكد مركز غير حكومى يتابع عن كثب أزمة انتشار مرض التيفود فى محافظة القليوبية أن عدد الإصابات المؤكدة بالمرض يصل لنحو 300 إصابة مؤكدة ظهرت فى قرى «الكوم الأحمر» و«طحانوب» و«عزبة اليمن» و«تل بنى تميم»، بخلاف 400 إصابة ظهرت قبل ثلاثة أشهر فى قرية البرادعة. وفى المقابل نفى الدكتور ممدوح خلاف وكيل وزارة الصحة بالقليوبية وجود حالات إصابة بالتيفود داخل مستشفيات المحافظة، وأن عدد الحالات لم يتجاوز العشر على مدى 70 يوما، وتماثلت كلها للشفاء، قائلا إن الأمر لا يمثل وباء، ونفى وجود إصابات جماعية بالمرض. مؤكدا أنه لا يوجد مسئول واحد يسمح له ضميره بضخ مياه غير صالحة للشرب فى شبكات المياه. ومن جانبه، قال المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية إنه لا يوجد وجه للتشابه بين ما حدث فى «بنى تميم» وفى البرادعة، مشيرا إلى إعلان المحافظة عن جميع الحقائق بشفافية تامة وأن نتائج تحاليل عينات مياه الشرب الواردة من المعامل المركزية لوزارة الصحة أكدت سلامة المياه فى خزان القرية وجميع المبانى الحكومية. قال محمود فؤاد المدير التنفيذى للمركز المصرى لحماية ودعم صناعة الدواء، إن الأهالى أصبحوا أكثر حرصا على أنفسهم بعد ظهور المرض فى قرية «البرادعة»، «وعند تعرض أى منهم لارتفاع فى الحرارة يتوجه لمعمل تحاليل خاص للاطمئنان على نفسه، وكانت النتيجة أن التحاليل أثبتت إصابة 300 مواطن بالتيفود، وفى مرحلة متأخرة»، على حد تعبيره. وأشار فؤاد إلى أن آخر هذه الحالات كانت لثلاث سيدات يقمن فى «عزبة اليمن» التابعة لمركز شبين القناطر، وهن: فاطمة أحمد عرفة (38 سنة) وبديعة على سليمان (42) وإيمان جاد الله (56 سنة)، وتم التأكد من إصابتهن بالمرض أمس، ومحجوزات بمستشفى شبين القناطر الآن. يأتى هذا التضارب فى المعلومات فى الوقت الذى شن فيه عدد من المسئولين فى مدينة شبين القناطر، هجوما على الإخوان المسلمين، وأكدوا أنهم وراء إثارة تلك الشائعات بالقرية وإثارة ذعر الأهالى لأغراض سياسية تتعلق بالانتخابات البرلمانية المقبلة. وأشاروا إلى أن الدكتور صلاح غنيم (نسبوه للإخوان) مكتشف العديد من الحالات، الذى تم إغلاق عيادته، هو من يقف وراء ترويج شائعة انتشار التيفود بالقرية، وأنه ادعى إصابته بالمرض، ثم ثبت أنه كاذب، وغير مصاب. كما اتهم مدير المركز المعنى بمتابعة قضايا الصحة والدواء وزارة الصحة بملاحقة معامل التحاليل التى كشفت النقاب عن إصابة المواطنين فى القليوبية بالتيفود فى شبين القناطر، وعلى إثرها أغلق عدد من هذه المعامل أهمها «سفنكس لاب» ومعمل الدكتور ياسر طه، ومعمل الدكتور عادل شعلان، وكانت حجة الوزارة فى قرارات الغلق بعض المخالفات فى هذه المعامل. وقال المركز إن مديرية الصحة بالقليوبية حولت طبيب الوحدة الصحية فى قرية «تل بنى تميم للتحقيق» بعد إعلانه عن الإصابات المؤكدة بالتيفود فى القرية، بتهمة «إفشاء أسرار المرضى»، والقائم بالتحقيق وحدة الطب الوقائى بالمديرية. وأشار فؤاد إلى أن عددا من المنظمات الحقوقية وأعضاء مجلس الشعب يجهزون لوقفة احتجاجية يوم 3 أكتوبر المقبل أمام المحافظة، تتلوها وقفات أخرى أمام مجلس الشعب ونقابة الصحفيين، للتنديد بما قال إنه «إهمال من جانب المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية فى الحفاظ على صحة المواطنين، بعدم اهتمامه بمياه الشرب فى المحافظة».