• موافي: السبب وراء كتابة حكاية فخراني كان البحث عن غياب المحبة.. وقصدت من شخصية المهدي تجسيد الشخصية المصرية • أكتب منذ المرحلة الإعدادية.. وعملي في ال«BBC» أكسبني الخبرة.. وتفرغت في السنوات الأخيرة للكتابة فقط • موافي: كتبت حكاية فخراني بمحبة وكنت أغسل فيها قلبي كشف الكاتب والإعلامي محمد موافي عن كواليس كتابة روايته الجديدة «حكاية فخراني»، الصادرة عن دار الشروق، قائلًا: "من هو المهدي بطل الرواية؟ هو رجل من عصر محمد علي، فر من التجنيد الذي فرضه الباشا على المصريين في الصعيد لاعتقده كالأغلبية وقتذاك بأن الجندية مذلة، وأنها السبب وراء مذبحة قُتل خلالها 4000 شخص من أبناء الصعيد، فلجأ كغيره إلى الحيلة، ودق الصليب وهو المسلم، ثم صعد هاربًا إلى الجبل، وهناك يلتقى بالراهب الذي يمنحه عبائته، فيعتقد الجميع بسبب هيئته هذه أنه رجل دين مسيحي، قبل أن يتغير مسار حياته مرة أخرى، بعد أن يبدء بممارسة مهنته في «رص الفخار»، فيشاهده التاجر ويعجب بصنعته ويبشره بالعمل معه، ليرد المهدي قائلًا: «اللهم صلِّ على محمد»، فيندهش التاجر ليصيح بعد ذلك في رفاقه: «لقد اهتدى صاحبكم»، هذا الصاحب الذي سيعرف فيما بعد في حواري مصر العتيقة ب«المهدي»". وأضاف «موافي» خلال اللقاء الذي شهدته مكتبة «أ»، مساء الأربعاء، لمناقشة وتوقيع رواية «حكاية فخراني»، بفرع المكتبة بكفر عبده في الإسكندرية، بحضور مجموعة من الكُتاب والإعلاميين والمثقفين والشخصيات العامة، وأدارها الكاتب سامح عبدالله، قائلًا: حكاية فخراني يحكيها شاب اسمه زين العابدين، وهو حفيد المهدي الأكبر، وضع قيد الإقامة الجبرية في مستشفى الأمراض العقلية، بعد الفترة السياسية الخاصة بمعاهدة كامب ديفيد، ليخرج من تجربة سجنه هذه شخص آخر قد أبدله دين الحب، ليصل لنا حكاية جده المهدي الأكبر، مع ابن عربي، منذ أن التقي بمخطوطة الفتوحات المكية، ليسرد لنا الحكاية بين ثنايا صفحات الرواية. وكشف «موافي» عن أسباب كتابته لرواية «حكاية فخراني»، قائلًا: "كان دافعي الأكبر سببه البحث عن غياب المحبة بشكلها العام، فكتبتها بمحبة وكنت أغسل فيها قلبي، وقصدت من شخصية المهدي تجسيد المحبة والشخصية المصرية". وعن سؤال حول النشأة والثقافة الشخصية والتي كان لها التأثير لخروج «حكاية فخراني» على هذا القدر من اللغة والثقافة قال «موافي»: "أمارس الكتابة منذ المرحلة الإعدادية، لكني اكتسبت الخبرة من خلال عملى في شبكة ال«BBC»، وبالرغم من هذا لم أكتب بشكل احترافي إلا بعد حصولي على إجازة تفرغ للكتابة، فأنا من الأشخاص المؤمنين بمبدأ «صاحب البالين كداب». ومن جانبه، قال الكاتب سامح عبدالله: "«حكاية فخراني» رواية مليئة بالإسقطات، وتتطلب من الإنسان أن يستحضر فيها نفسه، ثم يتركها بين يدي الرواية والراوي". وحكاية فخراني هي رواية تتتبع وقائع سيرة آل المهدي، ومؤسسها الجد الأكبر المعلم المهدي الفخراني، حيث يخوض حفيدە «زين العابدين» رحلة مثيرة في أغوار نفسه لتدوين سيرة جدە الأكبر، منذ خروجه من أسيوط في زمان غابر، فيقع بين يديه مخطوط عجيب عنوانه «سماع المعلم لروح يتكلم»، يطلع الراوي على المخطوط دقيق الخط بديع النقش، ليفاجأ بحضور الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، وسيرته المدونة وارتحالاته بين الأمكنة، بكامل حمولاته الإنسانية والروحانية، وتجليات تجربته الصوفية، وفيوضات فتوحاته المكية، فهي رواية تستجلي أسرار الضعف الإنساني، مكتوبة بفنية عالية، تسكن قلب قارئها، وتطوف بعقله أشباح التاريخ وخيالات الجغرافيا وسحائب روحانية صافية، وتتداخل فيها خطوط السرد بين «حكاية فخراني وسيرة ابن عربي، ومن حكاية تتوالد حكايات، ومن سيرة تتناسل سيرة وهكذا. وقد حرص عدد من المثقفين والإعلاميين على الحضور من بينهم، الكاتب الصحفي طارق إسماعيل، والإعلامية الليبية أميرة سليمان، والشاعر بهي الدين موافي، والأستاذ أسامة هيكل، وصبري طه أحد أبطال حرب أكتوبر ومحمود موافي مدير عام بالتربية والتعليم.