اعتبرت مجلة «فوربس» الأمريكية، أن قطر تحاول التمسك بشريان حياة يمده إليها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مشيرة إلى أن ذلك الانطباع بدا واضحا فى تصريحات أدلى بها وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى أخيرا أكد خلالها أنه يشعر برغبة كبيرة لدى الرئيس الأمريكى لإنهاء الأزمة القطرية. ورأت المجلة فى تقرير لها أمس، أن تصريحات وزير الخارجية القطرى تمثل ما وصفته ب«التفكير بالتمنى» وهو شكل مفضل من أشكال الدبلوماسية العامة فى الشرق الأوسط، كما أنها تدل على أن الوزير القطرى لا يحترم الرئيس الأمريكى ولا يفهم فلسفته التفاوضية الفريدة. وأوضحت المجلة أن فلسفة ترامب تقضى بترك الخصم يغرق تقريبا ثم يسمح له بطلب النجدة، وبتلك الطريقة يحصل منه على المزيد من التنازلات. وقالت المجلة إنه من المؤكد أن واشنطن بإمكانها انتزاع بعض التنازلات المهمة من قطر ومنها إنهاء تمويل الجماعات الإرهابية، ووقف استخدام قناة الجزيرة التى تديرها الدولة القطرية كبوق للارهابيين وكذلك أيضا إنهاء الدوحة لدعمها المالى لإيران التى تصنع أسلحة نووية وتمول الإرهابيين. وأضافت المجلة أنه إذا انتظر ترامب ببساطة، فسوف يسجل واحدا من أكبر الانتصارات فى الحرب على الإرهاب دون إطلاق رصاصة واحدة، موضحة أن «كل ما يجب أن يفعله ترامب هو تذكير وزير خارجيته ريكس تيلرسون بأنه لا يوجد داع للتعجيل بإنهاء أزمة قطر». لافته إلى أن ذلك الانتظار، يسميه ترامب ب«الصبر الاستراتيجى». وحذرت «فوربس» من أنه إذا ما استسلم الرئيس ترامب الآن إلى «نحيب» قطر، فإنه لن يجنى سوى العودة إلى الوضع السابق، وسوف يبدد واحدة من أكبر الفرص لوقف تمويل الإرهاب منذ هجمات 11 سبتمبر2001. وأشارت المجلة إلى أن الأزمة الحالية تدفع قطر إلى اتخاذ خيار واضح ما بين إيران والإرهابيين أو جيرانها والولايات المتحدة. ورأت «فوربس» أنه مع نفاد الوقت واستمرار تلك المعضلة، تزداد المعارضة بين صفوف المواطنين القطريين العاديين، مشيرة إلى أن «المعارضة تتساءل حاليا: هل يجب علينا إبقاء هؤلاء الحكام الذين يجروننا إلى الخراب؟». واعتبرت المجلة الأمريكية أن تغيير النظام القطرى يبدو اليوم، قرارا خطيرا ومثيرا للانقسام»، إلا أنه مع معاناة الاقتصاد القطرى، قد تتغير هذه المعادلة، لذا يجب على شيوخ قطر أن يختاروا بينما لا يزالون قادرين على ذلك.
