حالة من الغضب، تسيطر على العاملين بالبرنامج الأوربي الناطق باللغات الأجنبية، بعد تسريبات، تؤكد نية رئيس الإذاعة المصرية نادية مبروك إصدار قرار قريبا بدمج البرنامج الأوربي مع البرنامج الثقافي، ليكون 12 ساعة فقط بدلا من 24 ساعة. وقال أحمد الشيمي مذيع بالبرنامج الاوروبي، أنه وزملائه علموا أن هناك قرار يتم التمهيد لإصداره خلال أيام بتقليص ساعات الإرسال في البرنامج الأوربي من 24 ساعة الي 12 ساعة، وإقصاء كل العاملين بالقطعة الانتاجية، ليتم بعد ذلك ضم اليرنامج الأوروبي علي البرنامج الثقافي وإلغاء التردد الأصلي الخاص به، لتنتهي بذلك حياة هذه الاذاعة العريقة التي عاشت منذ عام 1934 حتي الأن. من جانبها قالت نادية مبروك رئيس الإذاعة المصرية، أنه لم يصدر حتى الأن قرارا بدمج البرنامج الأوربي مع البرنامج الثقافي بدليل أنه يذاع على مدار 24 ساعة كما هو، رافضة في الوقت نفسه إعلان أي مبررات أو تفسير لقرار لم يصدر. وأوضحت مبروك في تصريحات ل"الشروق"، أن مثل هذه القرارات لا تصدر بشكل فردي من رئيس الإذاعة، ولكن بعد دراستها من الهيئة الوطنية للإعلام والمجلس الوطني للإعلام، مشددة على أن الهيئة ستتخذ في النهاية القرار الذي يحقق المصلحة، سواء بالإبقاء على البرنامج الأوربي أو بضمه على البرنامج الثقافي. ورغم تحفظها في الرد، اعترفت مبروك، بأن هناك اقتراحا بالفعل، لا يزال قيد الدراسة بتقليل خدمة البرنامج الأوربي، لكن لم يصدر به قرارا حتى الأن، مشيرة إلى أن هناك خلط بين الإذاعات الموجهه للخارج والبرنامج الأوربي الذي يخاطب الجاليات الأجنبية الموجودة في مصر. كان العاملون بالبرنامج الأوربي أصدروا بيانا بعنوان "التطوير الزائف"، ردا على تحركات رئيس الإذاعة المصرية تقليص ساعات عمل البرنامج الأوربي، قالوا فيه "أصدر السيد رئيس الإذاعة قرارا غريبا بالإطاحة بالبرنامج الأوروبي الناطق باللغات الأجنبية الحية بدمجه بالبرنامج الثقافي العربي وتقليص سويعات بث برامجه الى اثنتي عشرة ساعة بعد أن كان يستقل بمحطته التي كانت تعمل ليل نهار بالانجليزية والفرنسية وألمانية والايطالية واليونانية والأرمنية". وأكد البيان؛ "البرنامج الأوروبي لمن لا يعلم يمتد بجذوره إلى عام 1934وهو من أقدم المحطات الإذاعية في مصر ويتسم بطابعه الخاص من حيث تعدد أهدافه واشتماله على كافة ألوان الحياة الثقافية والعلمية والتعليمية والاجتماعية والسياسية. ويلعب البرنامج دورا هاما خطيرا يكاد يفوق بكثير ما تقوم به المحطات الإذاعية الأخرى في بلد كبير كمصر، بلد يتميز فيه مجتمعه بالتعدد الثقافي اللغوي على نطاق واسع. فهو لا يتوجه في خطابه فقط الي الأجانب الذين يقطنون ويعيشون في مصر علي اختلاف جنسياتهم على اعتبار أن مصر بلد سياحي من الطراز الأول وإنما يتولى مسئولين أعظم في ترجمة ونقل الثقافة والحضارة المصرية والفكر السياسي للدولة لكافة المفكرين والدبلوماسيين والمثقفين الناطقين باللغات الحية. ولعل هذا ما جعله مرتبطا ارتباطا وثيقا بالأمن القومي المصري. ولا عجب في أن يكون الإعلاميون الذين حملوا أمانة ومسئولية العمل في البرنامج الأوروبي من أئمة العمل الإعلامي الرفيع مثل الأستاذ جاك العيسى الذي كان ينقل في برامجه الى المستمعين أفضل التحليلات السياسية وأعمقها للسفراء والوفود الأجنبية، والإعلامية الكبيرة عصمت رأفت والأستاذ نيقولا بركات الذي استمتع ببرامجه الفنية صفوة المجتمع المصري. وكان البرنامج الأوروبي من اسبق المحطات الإذاعية في نقل أقوال ومقالات الصحف الأجنبية وأخبار وبرقيات الوكالات الأجنبية التي تتعلق بما يجري في مصر الى المستمعين لكافة أطيافهم. وحينما تنعقد المؤتمرات الدولية لتنشيط السياحة والاقتصاد والاستثمار في مصر لم يكن هناك أفضل من إعلاميي البرنامج الاوروبي لتغطية مثل هذه الأحداث بفضل ثقافتهم الأجنبية وإجادتهم التامة للغات الأجنبية لدرجة أن جل أقرانهم من المحطات الأخري قد اعتادوا اللجوء إليهم في معرفة ما يدور في مثل هذه المؤتمرات الهامة أو ما تنشره الوكالات الأجنبية. وقد استن البرنامج الأوروبي لنفسه قاعدة لا يحيد عنها: أن يكون العاملون فيه من أفضل العناصر الإعلامية وأكفأها ثقافة وإطلاعا وإجادة تامة للغات الأجنبية. ولا عجب إن شاهدنا القنوات التليفزيونية وهي تتخاطف إعلامييها من بين فريق العمل بالبرنامج الاوروبي وكانوا من صفوة الإعلام المصري بلا أدنى ريب. أمثال علي جوهر وطاهر خليفة رحمهما الله ورؤوف حافظ وهالة حشيش وأسامة كمال الذي يحرص المشاهدون على متابعة برامجه ويستمعون لمحادثاته مع ضيوفه الأجانب وهو يتحدث بالانجليزية الرشيقة التي يفتقدها أقرانه من القنوات العربية الأخرى فتراهم يتلعثمون ويتبلبلون تارة وقد يستعينون بمترجمين من وراء ستار تارة أخرى. أكثر من ذلك كان اتحاد الإذاعة والتليفزيون يحرص دوما على الاستعانة بفريق إعلاميي البرنامج الأوروبي في تدريب الإعلاميين الأفارقة داخل أروقة المركز الإعلامي الأفريقي وكانوا خير من يمثلون الإعلام الإذاعي". . وختم العاملون بالبرنامج الأوربي بيانهم قائلين: "بدلا من العمل على رفع وتيرة العمل الإعلامي بالبرنامج الأوروبي وإثرائه والاستفادة من خيرة إعلامييه اذا بالسيدة رئيسة الإذاعة تقرر بلا نقض ولا استئناف نحره علي مذبح "التطوير".