قال وكيل مشيخة الأزهر عباس شومان، إن الدين الإسلامي دين سلام، ورسالته رسالة رحمة للعالم أجمع، متابعا: «الأصل في ديننا التعايش والتعارف والتواصل مع المنتمين لديننا ومع غيرهم من مختلف الديانات والثقافات». وأضاف «شومان»، خلال المؤتمر الدولى الذى نظمته رابطة العالم الإسلامي، الأحد، والذى جاء بعنوان «التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامى» فى نيويورك: «يمنعنا ديننا من رفض الآخر أو التعرض لدينه بما يكره، بل يشترط لإسلام المرء أن يؤمن بجميع الرسل والأنبياء السابقين وبرسالاتهم السماوية التي هي والإسلام من معين واحد». وتابع: «إذا كان التعايش السلمي والتواصل الحضاري مع الآخر المختلف دينًا وثقافة وعِرقًا هو سمة من سمات شرعنا الحنيف؛ فإن تعامل الآخر مع المسلمين ينبغي أن يكون كذلك، وعلينا أن نقنع مَن خلفنا من المسلمين وغيرهم بالبرهان العملي أن التواصل من أجل عالم أفضل بعيدًا عن التجاذبات السياسية، وذلك من خلال تبنى العالم وخاصة الدول النافذة مواقف جادة وواضحة ذات معايير ثابتة تجاه القضايا العالقة التي تعكر صفو الأمن في مناطق الصراع بالعالم وخاصة في عالمنا العربي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية». وأكمل: «لا يخفى على أحد ما يتعرض له مسلمو الروهينجا في ميانمار ولم نسمع عنه حتى بين الحيوانات في الغابات، ويجب علينا وعلى أحرار العالم تبني موقف قوي من حكومة ميانمار لإجبارها على وقف بطشها واضطهادها لهؤلاء المستضعفين، وأن نعمل على عودتهم إلى ديارهم آمنين لا إلى مخيمات تسهل مهمة الإجهاز عليهم مجتمعين». وأوضح «علينا أن نعلن عزم العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة العمل معًا من أجل محاربة الفقر والجهل والمرض وتحسين أحوال وحياة البشر دون تمييز على أساس دين أو عِرق أو لون، وأن نسعى جاهدين لنشر ثقافة السلام، وإعلاء قيمة الحوار الحضاري والتعايش المشترك، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، والتصدي الحقيقي له بكل الوسائل الفكرية والاقتصادية والأمنية والعسكرية حتى استئصاله».