فى مؤشر لزيادة حدة التوتر حول برنامجها النووى والصاروخى، أطلقت كوريا الشمالية، أمس، صاروخا باليستيا «لم يتم تحديد نوعه» فوق أجواء اليابان قبل أن يسقط فى المحيط الهادئ، فى خطوة وصفها رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى بأنها «مثيرة للغضب»، وتطلبت اعلان مجلس الأمن الدولى عن عقد اجتماع طارئ بطلب من واشنطن وطوكيو لبحث الأمر. وجاء اطلاق الصاروخ بعد أقل من أسبوع على إقرار مجلس الأمن الدولى مجموعة ثامنة من العقوبات ضد بيونج يانج سعيا لحملها على التخلى عن برامجها النووية العسكرية. وقالت قيادة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية: «أطلقت كوريا الشمالية صاروخا لم يتم تحديد نوعه شرقا من بيونج يانج »، مضيفة أن كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة تحللان معلومات إضافية وأن الصاروخ قطع مسافة تصل إلى نحو 3700 كيلومتر وسجل أعلى ارتفاع عند 770 كيلومترا، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. من جانبه، قال رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى للصحفيين إن اليابان «لا يمكن أن تتسامح إطلاقا مع عمل مثير للغضب مثل هذا»، موضحا أن «المجتمع الدولى يجب أن يتكاتف ويبعث برسالة واضحة ضد أعمال كوريا الشمالية الاستفزازية الخطيرة التى تهدد السلام العالمى». فيما قال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدى سوجا، خلال مؤتمر صحفى، إن صاروخا باليستيا تم إطلاقه الساعة 06:57 من صباح اليوم بالتوقيت المحلى بالقرب من بيونج يانج وحلق فوق جزيرة «هوكايدو» شمالى اليابان قبل أن يسقط فى المحيط الهادئ، موضحا أن «الأعمال الاستفزازية المتكررة من كوريا الشمالية غير مقبولة على الإطلاق». فى غضون ذلك، أعلنت القيادة الأمريكية فى المحيط الهادئ أن الصاروخ الذى أطلقته كوريا الشمالية ربما يكون «صاروخا باليستيا متوسط المدى». وذكر بيان للقيادة الأمريكية أن الصاروخ «لا يشكل تهديدا لأمريكا الشمالية أو جزيرة جوام». وفى واشنطن، ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، فى بيان، أن رئيس الأركان الأمريكى جون كيلى أطلع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على إطلاق الصاروخ. فيما انتقد وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون «الاستفزازات المستمرة» التى تقوم بها كوريا الشمالية، قائلا إن هذا يمثل «المرة الثانية التى يتعرض فيها شعب اليابان، حليف الولاياتالمتحدة، للتهديد المباشر فى الأسابيع الأخيرة»، مضيفا أن هذه الاستفزازات «تعمق العزلة الدبلوماسية والاقتصادية لكوريا الشمالية». ودعا تيلرسون الصين وروسيا إلى «اتخاذ إجراءات مباشرة» ضد كوريا الشمالية، موضحا أن «الصين تمد كوريا الشمالية بغالبية نفطها. وروسيا هى الموظف الأكبر للعمالة الكورية الشمالية». من جهته، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (الناتو) ينس ستولتنبرج إلى «رد فعل عالمى» ضد بيونج يانج. وكتب على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ هو انتهاك جديد متهور لقرارات الأممالمتحدة (ويشكل) تهديدا كبيرا للسلم والأمن الدوليين يستوجب ردا عالميا». وكانت كوريا الشمالية أطلقت الشهر الماضى صاروخا باليستيا (سادس تجربه نووية) قصير المدى من طراز (هواسونج 12) فوق اليابان. وأعلنت حكومة بيونج يانج أنها أجرت تجربة على قنبلة هيدروجينية فى الثالث من سبتمبر الحالى، فيما فرض مجلس الأمن الدولى عقوبات جديدة عليها أخيرا على خلفية برنامج أسلحتها النووية والصواريخ الباليستية. إلى ذلك، عقد مجلس الأمن الدولى، و«الشروق» ماثلة للطبع، اجتماع طارئ لبحث تداعيات اطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستى فوق اليابان.