- تهدف للجمع بين التعليم والبحث العلمي واستغلال المعرفة.. ودورها إنتاج قيمة مضافة للاقتصاد - التدريس يقوم على التخصصات البينية.. وإنتاج موظفين وعلماء ورواد أعمال قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة الجديد، إن "الجامعة لا بد أن يكون دورها التعليمي الحالي هو خدمة الأهداف القومية والوطنية، ولذلك يتحتم الدخول بها إلى عصر (جامعة الجيل الثالث)". وأضاف الخشتفي تصريحات ل«الشروق»، اليوم الأربعاء، أن (جامعة الجيل الأول) تهدف فقط إلى التعليم ودورها هو الدفاع عن الحقيقة، والتدريس فيها بدون تخصصات دقيقة، وتنتج موظفين، والتوجه فيها محلي، وتتكون من كليات، والإدارة فيها تقوم على عمليات إدارية بسيطة. وتابع: "أما (جامعة الجيل الثاني) فتهدف إلى التعليم مع البحث العلمي، ودورها هو اكتشاف الطبيعة، والتدريس فيها وفق التخصصات الدقيقة، وتنتج موظفين وعلماء، والتوجه فيها إقليمي، وتتكون من كليات، والإدارة فيها بيروقراطية". واستكمل: "بينما (جامعة الجيل الثالث) تهدف إلى الجمع بين التعليم والبحث العلمي واستغلال المعرفة؛ ودورها هو إنتاج قيمة مُضافة للاقتصاد، والتدريس فيها يقوم على التخصصات البينية، وتنمية فكر ريادة الأعمال وإدارة المشروعات والبرامج التدريبية للإعداد لسوق العمل، والتدريب على المشروعات الإنتاجية الصغيرة، وتنتج موظفين وعلماء ورواد أعمال، والتوجه فيها عالمي، وتتكون من كليات ومعاهد بحثية، والإدارة فيها تقوم على حوكمة الإدارة الأكاديمية والأخلاق العالمية وأخلاقيات الأعمال". وأوضح الخشت أنه "لا يمكن تحقيق هذا فقط بتطوير النظم التعليمية والبحثية فقط، بل لا بد من النظر إلى التعليم والبحث العلمي كقاطرتين لتحقيق الأمن القومي بمفهومه التنموي الشامل، وباعتباره تنمية علمية وعسكرية واقتصادية واجتماعية، تنمية للموارد والقوى المختلفة، وتنمية للدولة والمجتمع والثقافة، وتنمية للعلاقات الخارجية والسياسة الداخلية". وأضاف: "هنا يبرز الدور الريادي والمسئولية القومية لجامعة القاهرة؛ لأن مفهوم الأمن القومي لم يعد مقصورًا على حماية الأرض من التهديدات الخارجية، فمع تطور مفهوم قدرة الدولة اتسع مفهوم الأمن القومي ليشمل القدرة الشاملة للدولة والمؤثرة على حماية معتقداتها وقيمها وأراضيها ومصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية من التهديدات الخارجية والداخلية، بل يمكن القول إن الأمن القومي تجاوز مفهوم الحماية بمعناها الواسع، إلى مفهوم التنمية الشاملة وبناء الدولة المصرية القوية". وقال إنه "لا بد أن تكون النّظرة المستقبليّة هي الحاكمة لمسيرة التعليم في جامعة القاهرة، فالتحدي القومي أصبح هو بناء إنسان مصري جديد وكوادر وطنية فنية مدربة لتحقيق التنمية وتأسيس دولة حديثة، بواسطة استحداث مناهج جديدة قائمة على أسس النمو في تصميم المشاريع البحثية، والتميز في أداء الباحثين والطلاب، والتطور في النظام الإداري، والبحث في قضايا الدولة، وتشخيص الاحتياجات"، مضيفا: "أصبحت سمة العلم الجديدة هي (التطبيق) أو بلغة الاقتصاد (العائد الفوري)". وأكد الخشت أن "الأهم من هذا كله هو تغيير طريقة التفكير عند الطالب، وبناء شخصية مسئولة واعية؛ من أجل نهضة حقيقية، فمؤسسات التعليم، من الحضانة إلى الجامعة، ليست مجرد مؤسسات لنقل المعارف إلى أبنائنا، بل مؤسسات وطنية نهضوية يقع العبء الأكبر عليها في بناء شخصية المواطن بوصفه جوهر الدولة، وأساس الأمن القومي، لا بوصفه إرهابيا يكفر كل من حوله ويستحل دمه". وأشار إلى أن "الجامعة تأمل إلى الوصول إلى درجة النموذج المثالي للمؤسسات العاملة في استغلال المعرفة وإنتاج قيمة مُضافة للاقتصاد وتقديم الاستشارات الاستراتيجية والتوسع في العمل المجتمعي والشراكة مع المؤسسات الاقتصادية والإنتاجية والمجتمعية ذات التوجهات الوطنية".