قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر تواجه تحديات اقتصادية كبيرة تراكمت على مدار عقود مضت، وباتت مواجهتها واجبة لا تحتمل تأخير أو تسويف. وأضاف «السيسي»، خلال كلمته في الجلسة الختامية لمؤتمر الشباب الرابع بالإسكندرية، الثلاثاء، أنه تولى المسؤولية والدولة تعاني من أزمة اقتصادية حادة، تمثلت في انخفاض حاد في الاحتياطات الجنبية من العملات الجنبية، وعجز ضخم في الميزانية العامة، وارتفاع مؤشرات ميزان العجز التجاري، والدين العام والتضخم، إلى أرقام سلبية غير مسبوقة، موضحًا أن ذلك تزامن مع تراجع في الإيرادات العامة للدولة من عوائد السياحة والإنتاج. وتابع: «لذا فقد كان واجب علي أن أضع ملف الإصلاح الاقتصادي على أولويات أجندة العمل الوطني، وفي مقدمة اهتماماتي، وقد تمكنت الدولة بمؤسساتها وخبرائها من وضع استراتيجية ورؤية متطورة لإصلاح الاقتصاد». وأكد أن قراره كان نابعًا من المسؤولية الوطنية، بالعمل وفقًا لهذه الرؤية، ومواجهة المشكلة بشكل متكامل وشامل، مهما كلف ذلك من تضحيات، مضفًا: «وهنا أؤكد لكم أنني لن أخلف عهدي معكم على الصدق في القول والشجاعة في المواجهة، غير عابئ بغير اعتبار إلا أعتبار واحد، هو أن أقوم بما يمليه علي ضميري». وأوضح أنه حينما قرر اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الصعبة، كان القرار مرتكزًا على يقين راسخ في وعي وإدراك وصبر الشعب المصري العظيم، بالإضافة إلى ثقته منه في منهجية التخطيط لهذه القرارات، والتي ستؤدي إلى نتائج إيجابية حقيقية. وأشار إلى بدء ظهور شواهد ونتائج إيجابية للقرارات الاقتصادية، مثل تضاعف الاحتياط النقدي من العملات الأجنبية إلى ما يقارب الضعفين في أقل من 3 سنوات، وحقق الميزان الكلي للمدفوعات فائضًا قيمته 7 مليارات دولار خلال النصف الأول من العام المالي الحالي، كما انخفضت معدلات البطالة مقابل ارتفاع في معدلات النمو. وأشار إلى تكليفه للحكومة وأجهزة الدولة باتخاذ حزمة من إجراءات الحماية الاجتماعية، حرصًا منه على تخفيف آثار الإصلاح الاقتصادي على المواطن المصري، موضحًا أنه سيتم تطوير هذه الإجراءات بشكل مستمر وتوسيع نطاق الفئات المستفيدة منها. وتابع: «لا أبحث عن مجد شخصي، أو بطولا زائفة، إنما أبحث عن مستقبل لهذا الوطن وإرضاء ضميري بقول الحقيقة وفعل الحق، فهذا الوطن يستحق أن نضحي من أجله ونتجرد من الأهواء ونحن نسعى لإعادة بنائه، ولذا اتوجه بكل التحية والاعتزاز لهذا الشعب العظيم، الذي أكد أن عبقريته ووعيه لا يتأثرا بمن يحاولون النيل منه ومن مقدراته».
