• السينما تعنى المغامرة.. وجرأة الموضوعات أساس لتقديم سينما جديدة • لا نقدم فيلم «الكرنك».. ورشدى أباظة فى عملى يمثل رمزا للقوة المسيطرة • البداية كانت «ما لا تعرفه عن بهية».. واخترت «الأصليين» من بين 24 اسمًا يعتبر الروائى والسيناريست أحمد مراد أن موعد عرض فيلمه «الأصليين» هو الأكثر ملاءمة له، وفى الوقت نفسه يعبر عن سعادته بردود الأفعال الجيدة التى أثارها فيلمه، والذى جاء مختلفا عن كل الأفلام المعروضة فى الموسم، ويؤكد رضاه بما يحققه من إيرادات، مشيرا إلى أن فيلمه ما زال مستمرا فى حصد الإيرادات بشكل شبه ثابت، حسب ترتيب الإيرادات اليومية للأفلام، التى يحتل فيها مكانا متميزا. مراد يشدد على أن الفيلم يعبر عن حياتنا التى نعيشها، وأن المشاهد سيخرج من دار العرض مهموما به، ومحاولا فك دلالات رموزه.. وعن تفاصيل «الأصليين» وما يحيط به، وارتباطه وتعاونه المستمر مع المخرج مروان حامد، يدور الحوار مع أحمد مراد، الذى نسرده فى السطور التالية: • اسم «الاصليين» غامض ومبهم ويعتبره البعض غريبا بالنسبة للسينما المصرية.. فمن كان هو صاحب الاسم وما هى دلالته؟ كتبت الفيلم فى 2014 وعندما كتبته كان اسمه «ما لا تعرفه عن بهية»، وهو متسق مع اختيارى لأسماء رواياتى.. فانا لا احب ان اقدم اسما يكشف مغزى الموضوع من اوله، وعندما فكرت انا والمخرج مروان حامد وجدنا ان اسم بهية قد يكون غامضا بالنسبة للأجيال الحالية، وكتبنا 24 اسما للفيلم حتى استقررنا على اسمه النهائى «الاصليين»، وكان اقتراحى ووافق عليه مروان. ونحن دوما فى حالة نقاش ولا يهم من اقترح او من اختار فنحن فريق عمل واحد، وانا اخترته لعدة اسباب اولها انه يحقق لى حالة الغموض التى احبها، وسيجذب الجمهور لمعرفة من نقصد بالاصليين، فالجمهور يدخل الفيلم وهو لا يعرف ما هو مقبل عليه، ولا يوجد تعريف لكلمة اصلى فكلنا ندعى حب الوطن. • لماذا اخترت كروائى ان تتوجه هذه المرة إلى السينما مباشرة؟ عندما كتبت الفيلم كنت أبحث عن لحظة للخروج من نجاح الفيل الأزرق، فأنا دوما أهرب من التصنيف، وعندما كنت اكتبه كانت فى رأسى فكرتان اختار من بينهما واحدة لأكتبها كرواية، والثانية لتحويلها لفيلم سينمائى مباشرة، هما الاصليين و1919.. وانتصر الاصليين لكتابة سيناريو السينما لأنه سريع ويتغير كل يوم وشعرت اننى لو كتبته رواية فستنقصه دوما السرعة. بينما منحتنى رواية 1919 لغة أدبية عالية، ومن هنا قررت كتابة الاصليين كسيناريو وانتهيت منه فى شهر ونصف.. واثناء التصوير وصلنا للنسخة التاسعة وهو لا يعنى كتابته من جديد فالفارق بين النسخة الثامنة والتاسعة مشهد واحد.. وانا اتواجد دوما فى التصوير واعمل مع الجميع لمصلحة العمل. • الفيلم ينتمى لتيمة المراقبين وهوس وجود قوة عليا تتحكم.. ففى الأربعينيات «عالم رائع جديد» و«مزرعة الحيوانات» وهو نوع صعب جدا فى كتابته.. ألم تخش من تقديم هذا فى اول سيناريو مكتوب للسينما لك؟ الناس احبت اعمالى لوجود مغامرة جديدة فى كل عمل، وانا سعيد وفخور بالفيلم، فهو تجربة شيقة جدا، وفيها مغامرة، ولم اكن لأسامح نفسى او يسامحنى الناس لأننى اخرج عن قواعد الكتابة السينمائية التى ادرسها، فكيف سنقدم سينما جديدة ان لم نغامر، ومن وجهة نظرى لأنه ينبغى ان اقدم شيئاجديدا أسعد به واشعر اننى اضفت لأعمالى عملا أفخر به. • «بهية» عند يوسف شاهين وأحمد فؤاد نجم هى «مصر»، فكيف تراها انت فى فيلمك؟ «بهية» بالنسبة لى ليست مصر، ولم تكن مصر، فهى بالنسبة لى تاريخنا المشوه بسبب قلة قراءة الناس للتاريخ وهى تمثل نقصا كبيرا منا تجاه تاريخنا. • اسماء الشخصيات مثل رشدى اباظة هل هو اختيار يشير لفكرة ان حياتنا عبارة عن فيلم سينما ام ماذا؟ كل شخصية تستمد شيئا من اسمها فاسمى مراد مثلا فى شخصيات رشدى اباظة هو رجل محب للنساء ونصاب وشرير فهو مراد فى الزوجة رقم 13 واعمال كثيرة لرشدى اباظة كلك رشدى اباظة هو رجل مهيمن ومسيطر ولا يوجد من يستطيع ان يكره رشدى اباظة وهو شخص لا يمكن ان يكرهه احد حتى لو ادى دورا شريرا وكل اسم له مغزى ودلالة بالطبع. • بعض الناس بدأوا فى انتقاد الفيلم، ومنهم من قال إنه مقتبس من مسلسل اجنبى بعنوان «Black Mirror»، وقال آخرون ان نهايته كانت تحتاج للتكثيف بشكل اكبر، ومنهم من تحدث عن ان شخصية رشدى اباظة التى لعبها خالد الصاوى كانت تحتاج لأن تبدو اكثر سطوة وسيطرة.. فما هو تعليقك؟ انا لا ارد على أى انتقاد الا لو سئلت كما تسألنى الآن وبالنسبة للمسلسل فهو مسلسل جيد جيدا، ولكن لا توجد به حلقة تشبه الاخرى، وادعو من يقول إنه يوجد تشابه او اقتباس ان يخبرنى عن اية حلقة يتحدث، فهو عمل يدور فى المستقبل وربما تكون حلقة منه قد تناولت فكرة السيطرة والمراقبة والتكنولوجيا، وهناك نوع فى السينما فمثلا فرانكشتاين تم تقديمه عدة مرات وكل مرة برؤية مختلفة. وبالنسبة للنهاية فهى ليست مبتورة، وانا لا أقدم النهايات التقليدية، اما بالنسبة لقوة رشدى اباظة فهو يمثل هيمنة معينة لجهة خياليا، ولم ادع أنه يملك اية قوة بدليل انه يوجد حوار قال له فيه إنه ليس جهازا يمتلك القدرة على إلحاق الاذى، ونحن فى «الاصليين» لا نقدم فيلم الكرنك. • يتعامل البعض مع الاعلى مبيعا والاكثر ايرادات على انه الاقل قيمة، فكيف ترى هذه النظرية ؟ الاعلى مبيعا لا يعنى افضل شيء والاقل مبيعا تعنى انه اسوأ شيء موجود. • البعض قد يقدم العزاء لنفسه عن عمر الراوية، هل تعيش الراوية الاعلى مبيعا بعد انتهاء موسم طرحها.. وهل ما زالت فيرتيجو فى الاعلى مبيعا؟ الحمد لله هذا حدث بالفعل، ودعنى اتساءل عن جيل الستينيات نعرف بعضا منهم ومنهم لا نعرفه ورواية «قنطرة الذى كفر» فى زمنها لم تكن معروفة والآن معروفة حتى على مستوى الشباب. • وكيف ترى موعد عرض «الاصليين» فى دور العرض؟ الفيلم الذى لا يصلح للعيد هو الفيلم الذى فشل فى الاستمرار وتم رفعه بمجرد انتهاء ايام العيد، وانا فيلمى مستمر وايراداته مستقرة ويتقدم فى مراتب الايراد اليومى ايضا والحمد لله، وهو الموسم الاقوى والابرز وموسم العيد الاكبر بعده دراسة وبعده شم النسيم ورأس السنة وكنا سننتظر حتى عيد الفطر القادم ونحن لا نبحث عن ايرادات معينة وشركات الانتاج تعرف ماذا تريد من الفيلم والفيصل عندى اجمالى ايرادات العمل. • هل نحن امام ثنائية جديدة بينك وبين المخرج مروان حامد؟ هو من سنى ودفعتان قريبتان فى معهد سينما، كما أنه منظم ومحترف ومجتهد مع ملاحظة انه لو وجد نصا افضل بالتأكيد لن اغضب ولو تعاملت مع مخرج آخر هو الآخر لن يغضب ما بيننا صداقة عميقة وفهم لطبيعة كل مشروع. • وما هى آخر اخبار فيلم «تراب الماس»؟ نحن نعمل عليه حاليا وقمت بالتعديلات وسيلعب بطولته اسر ياسين، ويخرجه مروان حامد وانتاج نيو سينشرى وتوزيع دولار فيلم ولم يتم تحديد موعد بداية التصوير حتى الآن. • ما هو الجديد عندك كروائي؟ رواية جديدة اطرحها فى عام 2018، ولم اختر لها اسم بعد، ولن اتحدث عنها الآن. • وإلى أى مدى تشعر بانك اكثر قدرة من أى سيناريست آخر فى التعبير عما كتبته من روايات عبر المعالجة سينمائية له؟. الرواية هى ابنتى التى سأقدم لها فى افضل مدرسة، ويهمنى ان يصبح عملى علامة فى تاريخ السينما فلو اختار وحيد حامد او أى سيناريست كبير آخر أن يقدم رؤية افضل فلما اغضب، فهو سيكون حياة اخرى للرواية، ونجيب محفوظ مثلا معظم رواياته لم يكتب لها هو السيناريو رغم انه سيناريست قدير، لكنه ذكاء نجيب محفوظ. • هل قصدت ان تضع مشاهد الفيلم فى حالة حل اللغز طوال مشاهدتها للعمل؟ انا فى كل اعمالى وليست «الاصليين» فقط اعمد إلى ان يفكر الإنسان وان يعود لبيته بوجبة من السعادة والمتعة وانا احب ان يعود لبيته والفيلم فى مخيلته، فإضفاء روح الخيال على العمل يجعله دوما فى عقلك، وفى افلام الرعب مثلا عندما توجد بحيرة وكائنات غامضة تخطف الابطال تظل مشدودا دوما ولكنك لو عرفت نوع المخلوق بطل العجب. • ألم تشتق مرة لتصبح مدير تصوير بأحد افلامك وخصوصا انك خريج معهد سينما قسم تصوير؟ احيانا أشعر بهذا وانا فى بلاتوهات التصوير، ولكن احمد المرسى مدير تصوير موهوب للغاية ويقدم دوما تكوينات اجمل مما اتخيلها، ولكن ربما يحدث مستقبلا أن اخوض التجربة.