شهدت قرية الراشدة بمركز الداخلة في الوادي الجديد، أمس، حريقًا مروعًا امتد ل10 ساعات متواصلة، أسفرت عن تفحم 40 فدانًا من أشجار النخيل المثمر وعدد من المنازل وشون حفظ أعلاف الماشية الجافة، إلى جانب نفوق ما يقرب من 100 رأس ماشية قدرها الأهالى بمليون جنيه. وامتدت النيران إلى مقر الوحدة الصحية وإحدى مدارس القرية، ليسيطر الحزن والخوف على شوارع القرية. قال محمد زوام، أحد أهالي قرية الراشدة، إن الحريق شب في منطقة عين سنكوحة بالراشدة، وسرعان ما اتسعت دائرة النيران وانتقلت من مزرعة نخيل لأخرى مع الرياح التي ساهمت في الاشتعال الكثيف للنيران، بالإضافة إلى امتدادها لعدد من المنازل مع عدم قدرة الأهالي على السيطرة عليها. وأوضح أن "الخسائر التي لحقت بالأهالي الغلابة ليست بقليلة، أغلبها تمثل في تفحم النخيل المثمر، ونفوق رؤوس من الماشية التي تعد خسارة كبيرة للأهالي". وأضاف محمد إبراهيم، أحد أهالي قرية الراشدة، أن القرية اتشحت بالسواد واختفت ملامح الفرحة بقرب حلول العيد، في ظل تكرار الحرائق المدمرة "التى أصبحنا لا نعرف مصدرها؛ ففي نفس التوقيت العام الماضى حصدت النيران آلاف اشجار النخيل، وكل شهر تشهد القرية حريقًا دون معرفة الأسباب الحقيقية سواء بفعل فاعل أو أسباب أخرى"، على حد قوله. وتابع: "عقدنا جلسات وعرضنا مطالب لحماية القرية وتوفير سيارات إطفاء دائمة للسيطرة السريعة على النيران وقت اشتعالها، في ظل أن سيارات الإطفاء تصل للحريق في وقت متأخر بسبب تباعد القرية والمسافات، ولا بد من حصر الخسائر وصرف تعويضات للأهالي بشكل عاجل نتيجة ما تعرضوا له من خسائر بالنخيل والمباني والمواشي". كان اللواء أحمد عبدالغفار، مدير أمن الوادي الجديد، قد تلقى بلاغًا بنشوب حريق مروع بمنطقة زراعية بقرية الراشدة في مركز الداخلة، وتصاعدت ألسنة اللهب وسط عدم قدرة الأهالي على السيطرة عليها، وامتداد الحريق إلى بعض المنازل وحظائر الماشية ومخازن الأعلاف الجافة والوحدة الصحية والمدرسة. وعلى الفور تم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء إلى موقع الحريق، بالإضافة إلى الدفع بفناطيس المياه التابعة للوحدات المحلية القروية بالقريبة من الراشدة للسيطرة على الحريق. من جانبه، أكد سيد محمود، رئيس مركز الداخلة، أنه جاري حصر الخسائر بالراشدة من أجل تعويض المتضررين، بالإضافة إلى وضع حلول مناسبة للحد من الحرائق في ظل وجود حنفيات حريق تم تركيبها بمناطق الزراعات التي يصعب وصول سيارات الإطفاء إليها، وتوعية الأهالي بضرورة عدم إشعال النيران بالقرب من مزارع النخيل. وقال رئيس مركز الداخلة، إن الحرائق لن تتكرر مرة أخرى بقرية الراشدة وسط السعي الدائم لحماية الأهالي والحفاظ على مزارع النخيل من التفحم.
