قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه من دواعي الأسف رؤية قوى تستغل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية للتدخل في شؤون الدول العربية، غير مهتمة بسلامة الشعوب العربية أو وحدة الأراضي العربية. وشدد «السيسي»، خلال كلمته بجلسة العمل الأولى لدورة ال28 للقمة العربية، اليوم الأربعاء، على ضرورة اتخاذ موقف واضح وحاسم إزاء التدخلات في الشؤون الداخيلة العربية، وعدم السماح لأي قوة أيًا كانت بالتدخل في الشأن العربي، ومواجهة أي محاولات لفرض نفوذ داخل الدول العربية بموقف عربي قادر على صيانة مقدرات الشعوب العربية في العيش الكريم والتنمية. وأوضح أن الحالة الأكثر وضوحًا للأزمات العربية هي المأساة المتواصلة في سوريا، والمعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري، ومواجهته لتحديات جسيمة في الوقت الذي ينتشر فيه الإرهاب في ربوع الدولة السورية، التي تشهد تدخل خارجي غير مسبوق، مشيرًا إلى بزوغ طاقة أمل من خلال استئناف المفاوضات في جنيف. وأكد أن الحل السياسي للأزمة السورية هو السبيل الوحيد القادر على القضاء على خطر الإرهاب وتوفير الظروف المناسبة لإعادة الإعمار، لافتًا إلى مساندة مصر لكل الجهود الرامية لإعادة الاستقرار إلى سوريا، وتمسكها بدعم المسار الذي تقوده الأممالمتحدة لحل الأزمة، انطلاقاً من مسؤوليتها القومية والعربية. وأضاف: أن مصر تحرص على استعادة السلام بالأراضي اللليبية وحل الأزمة هناك، نظرًا لما ترتبط به مصر وليبيا من علاقة جوار مباشرة، وأن مصر لن تدخر جهدًا في سبيل دعم سبل التواصل بين الأطراف الليبية، وذلك من خلال الاستمرار في العمل مع دول الجوار الليبيي بما يحفظ وحدة الأراضي الليبية ويصون مقدراتها. وأشار إلى حرص مصر على دعم دولة اليمن، التي تعاني من دعوات الاستقطاب السياسي، كما تحرص على تقديم يد العون الإنساني، وضمان حرية الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، مشيدًا بالمعركة التي تخوضها دولة العراق في مواجهة الإرهاب، والتي وصفها بأنها معركة العرب جميعًا. وأوضح أن مصر ترى أن معركة العراق ضد «داعش»، هي معركة العرب من أجل الحفاظ على الهوية العربية وعلى مستقبل الأجيال القادمة من أبناء وبنات الوطن العربي، وضمان لهم الحياة في وطن يرفض التطرف، وأنه على قدر أهمية نجاح العراق في مواجهة الإرهاب فإنه يعمل على تحقيق المصالحة الوطنية، والتي تعد ضرورة لاستعادة الدولة الدولة الوطنية. وأعرب عن أسفه لكون القضية الفلسطينية، والتي وصفها بأنها القضية الأولى والمركزية للوطن العربي، عصية على الحل حتى الآن، بالرغم من المساعي العريبة وخاصة مصر، للوصول إلى حل شامل وعادل بإقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، قائلًا: «إن مصر قدمت كل غال ونفيس من أجل حل القضية الفلسطينية، وتسعى جاهدة من خلال التواصل مع كل الأطراف إلى التوصل لحل عادل ومنصف يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ونجدد التزامنا بمواصلة السعي إلى حل للقضية لإرساء السلام في تلك البقعة الغالية». واختتم حديثه، مؤكدًا إيمان مصر بكون العمل العربي المشترك هو أساس الحل لأي قضايا أو أزمات تشهدها المنطقة، وذلك عن طريق سعيها خلال العام الماضي، باعتبارها الممثل العربي في مجلس الأمن، إلى تسليط الضوء على القضايا العربية ووضعها في صدارة اهتمام مجلس الأمن، بجانب دعم جهود الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بما يحافظ على وحدة الصف العربي.