قال إبراهيم عناني عضو اتحاد المؤرخين العرب، إن عيد شم النسيم أصله فرعوني، وكان الفراعنة يطلقون عليه اسم «شموه»، الذي تطور على مدى مئات السنوات ليصبح «شم النسيم»، مشيرا - خلال دراسته التاريخية عن تاريخ أعياد شم النسيم - إلى أن العالم يحتفل بشم النسيم بألف طريقة منذ 5 آلاف السنين. وأضاف «عناني» أن الفراعنة قسموا السنة إلى فصول، نظرًا لأن الليل يتساوى مع النهار مرتين سنويًا، فقد اعتبروا أن تساوي الليل بالنهار بعد فصل الشتاء القارس هو بداية لكل حياة وربيع جديد، واعتبروا هذا اليوم عيد للربيع والحب. وأوضح «عناني» أن المصري القديم إعتاد على أن ينهض مبكراً في ذلك اليوم حيث يهدي زوجته زهرة اللوتس. ولفت إلى أن البيض أيام الفراعنة ظهر في النقوش الفرعونية بالمعابد والبرديات القديمة، وكان بيض الحمام أو الأوز أو البط، وبيض النعام المعروف بحجمه الكبير، وأن البيض الذي نعرفه اليوم، وهو بيض الدجاجة، فقد عرفه المصري القديم من الفرس، وأنه إذا أراد شخص تقديم هدية نادرة للفرعون كان يهديه الدجاج الذي يحضره من بلاد الفرس. وقال «عناني» إن الإغريق والرومان اعتبروا أن العالم كله كان على شكل بيضة كبيرة انقسمت إلى قسمين، وأصبحت السماء هي نصفها العلوي والأرض نصفها السفلى. وأشار «عناني» إلى أن الألوان التي أصبحت تستخدم في تلوين البيض تطورت على مر السنين حتى أصبحت تشكل خطراً على الصحة إذا تسربت الألوان إلى البيضة. أما بالنسبة للأسماك المملحة، قال «عناني» إن الفراعنة اعتقدوا أن حرارة الصيف تؤدي إلى إصابة الأسماك بأمراض خطيرة؛ فكانوا يقومون بتمليح وتجفيف السمك البوري الذي يصطادونه في فصل الشتاء؛ ليتناولوه مجففاً خلال أشهر الصيف. وأضاف عضو اتحاد المؤرخين العرب أن كلمة «فسيخ» التي نطلقها حالياً على السمك البوري المملح، ترجع إلى الكلمة الهيروغليفية «فسخ» التي تعني «اجتياز»؛ حيث كانت تبدأ السنة المصرية بعد اكتمال البدر الذي يلي الاعتدال لفصل الربيع مباشرة.