محلل «يديعوت أحرونوت»: الرئيس السورى يشعر أنه على ظهر حصان بعد انتصاراته الميدانية.. ويعلم أن إسرائيل لن تنفلت فى ردها بسبب الوجود الروسى اعتبر محللون إسرائيليون، اليوم، أن اطلاق الجيش السورى، لصاروخ مضاد للطائرات، على مقاتلات عقب دخولها الأجواء الإسرائيلية، إثر غارات شنتها الأخيرة على موقع عسكرى قرب تدمر فى حمص (شمال)، قد يكون مؤشرا على تغيير سياسة نظام الرئيس السورى بشار الأسد. وفجر الجمعة، دوت أصوات انفجارات فى منطقة غور الأردن داخل أراضى دولة الاحتلال، عقب إصابة صاروخ أطلق من منظومة «حيتس» الإسرائيلية لاعتراض الصواريخ، لصاروخ مضاد للطائرات أطلقه الجيش السورى. جاء ذلك ردا على شن مقاتلات إسرائيلية غارات على مواقع سورية قالت دمشق إنها موقع عسكرى قرب تدمر فى حمص، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها قافلة عسكرية لحزب الله اللبنانى. وكتب المحلل العسكرى فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، رون بن يشاى، أن «رد الفعل السورى جاء عندما كانت الطائرات فى الأجواء الإسرائيلية»، وأن السوريين استخدموا صاروخا مضادا للطائرات من طراز SA5 حصل عليه جيش النظام من روسيا أخيرا. وأوضح «على ضوء حقيقة أن هذا صاروخ كبير نسبيا، فإن بطارية حيتس هى التى اعترضته». وأضاف بن يشاى أن «إطلاق SA5 هو تغيير فى السياسة من جانب النظام السورى. والرئيس السورى بشار الأسد يشعر بالأمان بدعم من الوجود العسكرى الروسى، والانتصار فى حلب والسلاح الإستراتيجى المطور الذى تم تزويده به». ومضى قائلا: «يبدو أيضا أن رد الفعل مرتبط بأن الغارات استهدفت كنزا مهما بالنسبة له. والأسد يشعر أنه على ظهر الحصان، وهو يعرف أن إسرائيل لن تنفلت فى ردها، بسبب وجود القوات الروسية». غير أنه عاد وقال إن «إطلاق هذا الصاروخ، ينذر بشرور ويدل على تصعيد فى قابلية تفجر الأوضاع وتوترها. وعمليا، فإن إطلاق صاروخ بعد غارة داخل الأراضى السورية قد يقود إلى أن أى تصادم سيتطور إلى حرب»، بحسب موقع عرب (48) الإخبارى. بدوره، وصف محلل الشئون العربية فى موقع «والا» الإسرائيلى، أفى يسسخاروف، إطلاق الصاروخ المضاد للطائرات بأنه «رسالة»، وتساءل ما إذا كان الحديث يدور هنا عن «رسالة من قصر الرئيس السورى فقط، أم أنها شىء برائحة موسكوفية؟ وإذا كان الروس ضالعين بصورة أو بأخرى بإطلاق الصاروخ المضاد للطائرات، فإن هذا واقع مختلف تماما عما عهدناه حتى الآن. وحتى لو كانت هذه عملية سورية فقط، فإن الأسد يحاول أن يوضح أنه ليس فى نيته ضبط النفس بعد الآن حيال قصف قوافل (أسلحة) بين سوريا ولبنان». من جانبه، اعتبر المحلل العسكرى فى صحيفة «هاآرتس»، عاموس هرئيل، أن «واقعة إطلاق الصاروخ تعبر على ما يبدو عن أن نظام الأسد يحاول تغيير قواعد اللعبة غير الرسمية... هذا تطور خطير، رغم أن مؤشرات على هذا التوجه كانت معروفة فى الأشهر الأخيرة ولا يبدو أنها ستقود إلى مواجهة أوسع بين الجانبين فى هذه المرحلة. فتوازن القوات العسكرية بين إسرائيل وسوريا واضح وثمة شك فى ما إذا كانت دمشق معنية فى جر إسرائيل إلى حرب، من شأنها أن تدفن كل الإنجازات التى حققها النظام فى الأشهر الأخيرة». وأضاف هرئيل أن سوريا تطلق بين الحين والآخر صواريخ مضادة للطائرات باتجاه طائرات حربية إسرائيلية أثناء الغارات، منذ سبتمبر الماضى، وأن الجديد هذه المرة هو أن الصاروخ السورى دخل الأراضى الإسرائيلية. وخلص هرئيل إلى أن «ثمة سؤالا مثيرا حول ما إذا رصد الطائرات الإسرائيلية تم بواسطة منظومة رادارات صديقتنا الكبرى الجديدة، روسيا، بعد أسبوع من عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من موسكو. ويمكن التقدير أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ستهتم بفحص ما إذا كان القرار السورى بالرد قد تم تنسيقه مع الشركاء والأوصياء على دمشق: روسيا، إيران، وحزب الله»، على حد تعبيره.