يعقد مهرجان تطوان الدولى لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، ندوة كبرى حول موضوع «تمثيل الحدود في السينما المتوسطية»، ضمن فاعليات البرنامج الثقافى للدورة 23 من المهرجان، التى تقام خلال الفترة ما بين 25 مارس و1 أبريل 2017. ويشارك في الندوة كل من الناقد الفرنسى فرانسوا جوست، والروائى والباحث اللبناني رشيد الضعيف، والكاتبة والروائية الفلسطينية ليانة بدر، والباحث الفرنسى جان كليدر، والناقد السينمائي المصري أمير العمري، والكاتبة والإعلامية الإيطالية بياتريس فيورينتينو. ويناقش المشاركون بفاعليات هذه الندوة مجموعة من المحاور، من بينها «الحدود والهجرة السرية»، و«صورة المهاجر في السينما الأوربية»، من خلال نماذج إسبانية وفرنسية وإيطالية، وقضية «الحدود والنزاعات»، وموضوع «الحدود فى السينما الفلسطينية». وحسب الورقة التي أعدتها إدارة المهرجان، فقد «شكلت قضية الحدود محور العديد من الروايات والملاحم والأفلام، ومنذ قرن فقط، كان بإمكان عموم الناس أن ينتقلوا من بلد إلى آخر دونما حاجة إلى تأشيرات وإلى دعوات ممهورة بتوقيعات مسئولين صارمين». أما اليوم، تضيف الورقة، فقد «برزت حدود جديدة وخطوط عازلة وجدران عار معززة بأسلاك فى العديد من الأماكن»، على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، الذى تحول من «فضاء مبادلات وتعايش، إلى مقبرة لآلاف المغاربيين والأفارقة الآتين من بعيد والفارين من جحيم بلدانهم». وهكذا، نجد أن السفر القسرى (الهجرة) أو الاختيارى (البحث عن المغامرات) قد صور كثيرا فى الفيلموغرافيا المتوسطية، سواء فى سينما مجتمعات الشمال أو سينما الجنوب. وقد اهتم السينمائيون كثيرا بهذا الموضوع عبر تقديمهم نماذج من إصرار رجال ونساء على البحث بعيدا عن كرامة مفتقدة وعن آمال منفلتة مع ما يستتبع ذلك من مآس وفجائع. وتهدف هذه الندوة التى سيشارك فيها سينمائيون وكتاب ومهنيون من مختلف الدول المتوسطية إلى الاقتراب من موضوع الحدود وتجارب اختراقها، كما تبدو من خلال عين الكاميرا المتوسطية، وتهدف كذلك إلى أن تضيء إضاءة مغايرة ظاهرة الحدود وظاهرة الهجرة كما تبدو من خلال التعبيرات السينمائية. كما ستعالج الندوة موضوع الحدود التى قد تنشأ بين الأشكال التعبيرية، بين السينما والأدب، والفيلم الوثائقى والفيلم الروائى مثلا. ففي الوقت الذى يشيد الناس جدرانا من كل الأصناف للاحتماء خلفها درءا لأخطار وهمية، تفلح التعابير الفنية فى العثور على «منافذ» ونقاط التقاء وتقاطع، وفى النهوض بالتبادلات الغنية. فكيف يتعامل السينمائيون مع مفهوم الحدود، عبر مكونات سينمائية مثل الصوت والصورة والشخصيات والفضاءات؟، كيف تقترب السينما المتوسطية، وبطرائق مختلفة، من الإشكالات المتصلة بالمجالات المحددة وبالحدود؟، ولماذا لا يكون لهذا الأعمال السينمائية وقع على المسئولين؟، وما هى أنواع الحدود التى يتكرر حضورها فى السينما المتوسطية؟. يذكر أن مهرجان تطوان الدولى للسينما المتوسطية يراهن، منذ انطلاقته فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى، باعتباره أول مهرجان سينمائى مغربى ودولي، على تنظيم برنامج ثقافى حافل بالندوات والموائد المستديرة، زاخر باللقاءات النقدية، والجلسات الخاصة بمناقشة الأفلام، من أجل إثراء النقاش حول السينما فى المغرب والفضاء المتوسطى.