- «كوريرى ديلا سيرا»: الكرملين يعمل على كسب الأوراق بالتقريب بين حفتر والسراج.. وخبير إيطالى: روسيا تستغل حالة الفراغ السياسى فى الشرق الأوسط لتسويق أجندتها رأت صحيفة «كوريرى ديلا سيرا» الإيطالية أن روسيا تنتهج هذه الفترة دبلوماسية «غير مسبوقة» لم يتبعها الغرب بأكمله فى تعاطيه مع الأزمة الليبية، وذلك بعد نجاحها أخيرا فى استضافة طرفى النزاع فى ليبيا المتمثلين فى قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا فايز السراج. وكان حفتر زار حاملة الطائرات الروسية أدميرال كوزنيتسوف فى المياه الإقليمية بالبحر الأبيض المتوسط، فيما زار السراج موسكو أمس والتقى وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، حيث أكد الأخير أن موسكو تريد أن «ترى ليبيا دولة موحدة ومزدهرة تعتمد على مؤسسات دولة قوية ولها جيش ذو استعداد قتالى عالٍ». وأكدت الصحيفة الإيطالية، فى تقرير لها اليوم حول ليبيا، أن موسكو باستضافتها طرفى النزاع فى ليبيا تود أن تبعث رسالة للجميع مفادها أن «موسكو لن تتخلى عن حفتر بل ستعزز من طموحاتها بالتعاون مع السراج أيضا»، مشيرة إلى أن الكرملين يعمل على كسب كل الأوراق من خلال التقريب بين السراج وحفتر. وأشارت الصحيفة إلى أن انخراط روسيا فى الأزمة الليبية يمثل «الانتصار الثانى» للدبلوماسية الروسية بعد نفوذها الواضح فى الأزمة السورية. وعن إمكانية التوصل لحل سياسى للأزمة الليبية، رأت «كوريرى» أن ما يتداول بشأن علاقات شخصيات مقربة من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بموسكو قد تلقى بظلالها هى الأخرى على الأزمة، مما يجعل من الصعب التوصل لحل سياسى، داعيا الغرب إلى توخى الحذر من احتمالية أن ينشئ الجيش الروسى «موطئ قدم» له فى برقة، شرق ليبيا. من جانبه، قال دانييلى سكاليا، مدير معهد الدراسات المتقدمة فى الجغرافيا السياسية بالعاصمة الإيطالية روما، إن روسيا تستغل حالة الفراغ السياسى فى الشرق الأوسط الناتجة عن احجام الولاياتالمتحدة وأوروبا عن الانخراط فى الأزمات، وذلك بهدف التسويق لأجندتها السياسية. وأضاف سكاليا، فى تصريحات ل«الشروق» اليوم: «إيطاليا لديها ثقل دبلوماسى معترف به فى ليبيا ولكنها خسرت الرهان على حكومة السراج ولم تستطع دعمه عسكريا»، ما جعل روسيا تنخرط بصورة ملحوظة فى الملف الليبى.