المحتجون يحرقون إطارات السيارات.. والشرطة تفرض كردونا أمنيا قرب منازل المحكومين بالإعدام سيطرت حالة من الهدوء الحذر على محافظة بورسعيد، أمس، بعد ساعات عصيبة من التوتر والاشتباكات فى منطقة مساكن فاطمة الزهراء الشعبية بحى الضواحى، بين عائلات المدانين فى القضية المعروفة إعلاميا ب«مذبحة استاد بورسعيد» وقوات الأمن، وانتهت بإلقاء القبض على 35 شخصا بتهمة إثارة الشغب، على خلفية احتجاج أهالى المدانين على حكم نهائى بإعدام 10 أشخاص لثبوت مسئوليتهم عن قتل 72 من مشجعي النادي الأهلي، قبل 5 سنوات. وبدأت المناوشات بمنطقة فى نحو العاشرة من مساء الإثنين الماضي، بعد تجمهر أقارب المحكوم عليهم بالإعدام، استعدادا للتظاهر رفضا للأحكام، خاصة بعد استدعائهم لسجن المستقبل بالإسماعيلية حيث يُسجن المدانون لاستلام متعلقاتهم الشخصية استعدادا لترحيلهم إلى سجن وادى النطرون، ووضع خدمات أمنية بجانب محل إقامة عائلاتهم تمهيدا لتنفيذ حكم الإعدام. وأشعل أقارب المدانين النيران فى إطارات «كاوتش السيارات»، وأغلقوا الطريق الرئيسى المتجة لحى الزهور، وتدخلت قوات الامن لإخماد الحريق، ورشقهم بعض المحتجين بالطوب، فتدخلت قوات مكافحة الشغب بسياراتها المدرعة، وأطلقت عدة قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، واستمرت الاشتباكات لنحو ساعتين وشهدت مطاردات لمثيرى الشغب. ونفى مصدر طبى بمديرية الصحة ببورسعيد، وقوع أية حالات إصابة فى الواقعة، فيما فرضت قوات الأمن كردونا بمحيط المحكمة العسكرية بشارع الزهراء، لمنع اندلاع أية أعمال تخريبية وأجرت عمليات مسح وتمشيط للمنطقة وتحفظت على العناصر المشتبه فيها أمنيا. وأوضح مدير أمن بورسعيد اللواء زكى حسام الدين، أنه تم اتخاذ عدد من الخطوات الاستباقية لإحكام السيطرة على الموقف وتأمين المحافظة من حدوث الاضطرابات، ومنع تصاعد الأحداث، وتم نشر السيارات المدرعة بشكل مكثف فى نطاقات المحافظة، فضلا عن تعزيز نقاط التمركز للمحاور الأمنية ودعمها بالشوارع والميادين الرئيسية، ورفع درجة الاستنفار والتأهب إلى الدرجة القصوى. وحرر قسم شرطة حى الضواحى محضرا بالواقعة، وتم إحالة المقبوض عليهم إلى النيابة العامة بتهمة التجمهر والتظاهر بدون تصريح رسمى، وارتكاب أفعال تخل بالأمن العام وقطع الطريق، وتنفيذ أعمال تُهدد حياة المواطنين، وتكدير السلم العام وإثارة الفوضى. وقال المتحدث الإعلامى لمديرية أمن بورسعيد، المقدم محمد رشوان، إنه سيتم الافراج عن المتهمين المقبوض عليهم ممن تُثبت تحريات المباحث الجنائية عدم مشاركتهم فى أحداث الشغب. واستجابت بعض مناطق المحافظة لدعوة أهالى المدانين، لإطفاء «أنوار المحلات» لمدة ساعة تعبيرا عن التضامن مع أهالى المحكوم عليهم بالإعدام. من جهة أخرى رفض عدد من أصحاب المحلات بمنطقة فاطمة الزهراء الاستجابة للدعوة وحدثت مشادة كلامية حادة بين الجانبين، وتصاعد الموقف وتسببت الاشتباكات فى تكسير زجاج بعض المحلات.