• «مصدر أمني»: طالبنا بتحديد موعد للمأموريات عن كل قرية حتى نسيطر على الزحام دون جدوى تشهد مكاتب السجلات المدنية بمحافظة الفيوم، ازدحامًا شديدًا من جانب المواطنين؛ لاستخراج بطاقات الرقم القومي وشهادات الميلاد؛ للحصول على معاش «تكافل وكرامة»، الذي أعلنت عنه الدولة العام الماضي، بسبب عدم تعاون الأجهزة التنفيذية مع قطاع الأحوال المدنية بالفيوم لتنظيم المأموريات، وعدم افتتاح مقرات جديدة للأحوال المدنية بالمراكز المختلفة؛ فضلا عن وجود مبنى ملاصق للأحوال المدنية بالفيوم تابع للمحافظة مغلق دون الاستفادة منه. وأمام المكتب الرئيسي للأحوال المدنية في الفيوم، وقف العشرات من المواطنين ينتظرون أدوارهم لاستخراج الأوراق الرسمية؛ لتقديمها للحصول على معاش «تكافل وكرامة»، الذي أعلن عنه الرئيس «السيسي». وقال «أحمد عبدالله» 35 عامًا، عامل: «نحن هنا من 6 صباحًا، والطوابير طويلة والزحام لا ينتهي، ورجال الأحوال المدنية يبذلون كل طاقتهم لخدمة المواطنين، إلا أن الزحام أكبر منهم». وتابع «محمود علي» 26 عامًا، عاطل، أنه يقف منذ 6 ساعات للحصول على شهادة ميلاد له ولزوجته، التي أتى بها في 6 صباحًا، إلا أنه حتى 12 ظهرًا لم يأتِ دوره، مضيفًا: «الأهالي لا يتحملون بعضهم، فالكل هنا يتزاحم ويريد الحصول على أوراقه حتى يلحق دوره في المعاش». وأضاف «محمود»: «نحن من قرية ريفية الكل يعرف بعضه فيها، فبعد أن علم الأهالي من بعضهم أن هناك من تخطى معاشهم 1500 جنيه، فإن من الطبيعي أن يكون هناك قتالًا أمام مكاتب الأحوال المدنية من أجل الحصول على المعاش، خاصة في ظل موجة ارتفاع الأسعار المتزايدة ساعة تلو الأخرى»، مستطردًا حديثه: «الناس ظروفها صعبة والأسعار نار، والمعاش هيساعدنا على المعيشة». وفي السياق ذاته، شهد مكتب السجل المدني بمركز إطسا، نفس حالة التزاحم السابقة؛ لاستخراج الأوراق اللازمة لتقديمها لمديرية التضامن الاجتماعي. وقال «مصطفى محمود» 38 عامًا، من قرية الغرق: «نعاني كل يوم من الزحام الشديد على السجل المدني، ولا نستيطيع أن ننهي الأوراق الخاصة بنا بسبب المشادات التي تحدث كل يوم على الشباك»، مشيرًا إلى أنه لم يستطع استخراج شهادات ميلاد أولاده الثلاثة منذ 3 أيام، رغم أنه يحضر كل يوم إلى السجل من الساعة 8 صباحًا، متابعًا: «أخرج من بيتي 6 صباحًا، لأنني من عزبة تبعد أكثر من 50 كيلو عن مدينة إطسا، دون أن استطيع استخراج الأوراق المطلوبة من شدة الازدحام وخناقات المواطنين مع بعضهم البعض». وأضاف أن هناك سماسرة استغلوا حاجة المواطنين للحصول على مبالغ مالية مقابل استخراج الأوراق، مشيرا إلى أن السمسار يحصل على 30 جنيهًا مقابل استخراج شهادة الميلاد، في حين أن مصروفات استخراجها 10 جنيهات، و35 جنيهًا مقابل استمارة البطاقة في حين أن سعرها 20 جنيهًا. وأضاف «محمد عبداللطيف» 35 عامًا، عامل باليومية من قرية تطون، أنه تعرض للضرب من قبل أحد المواطنين بسبب قيامه بالخروج من الصف، ومحاولته تجاوزه والوقوف أمام الشباك مباشرة، وعندما اعترضه؛ قام بالاعتداء عليه بالضرب هو وأخوته. وقالت «أماني عبدالعليم» 40 عامًا، ربة منزل: «انا أرملة وانفق على أولادي من خلال مساعدات الجمعيات، وعندما قال لي جيراني أن الحكومة ستقدم مساعدات مادية لغير القادرين وأبلغوني بالأوراق المطلوبة، ذهبت إلى السجل المدني لاستخراجها، وكان هذا منذ شهر تقريبًا، ومن وقتها وانا أحضر ما بين الحين والآخر لكي استخرج تلك الأوراق، إلا أن الازدحام ومشاجرات الأهالي لم تمكنني حتى الآن من الحصول عليها». من جانبه، قال مصدر أمني ل«الشروق»، إن مكاتب الأحوال المدنية في الفيوم تشهد ازداحامًا كبيرًا هذه الأيام؛ نتيجة اقبال الموطنين على استخراج الأوراق الرسمية لمعاش التكافل، مشيرا إلى أنه يتم حاليا تجهيز مأموريات متنقلة لارسالها لمحافظة الفيوم، إلا أنها تحتاج إلى تنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعي لترتيب ارسال المأموريات للمراكز، وإنه تم إجراء أكثر من اتصال بمسئولي التضامن لكن دون جدوى. وأشار المصدر إلى أنه تم أيضًا ارسال طلبات لضم مبنى مغلق تابع للمحافظة ملاصق لمقر الأحوال المدنية في الفيوم؛ للاستفادة منه وعمله كمركز لإصدار بطاقات الرقم القومي، لكن دون جدوى أيضا.