قال رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الدكتور القس أندريه زكي، إن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية تتطلب من جميع الدول التكاتف للقضاء عليها، ولم يعد قضية محلية فأوروبا لم تحتمل موجة الهجرة الكبيرة في أغسطس الماضي. وقال المطران بيتر فيشر موللر، رئيس مؤسسة دانميشن التابعة للكنيسة الإنجيلية بالدنمارك، إن أسباب العنف والتطرف في المجتمعات مشتركة وواحدة، مؤكدََا أن الأوروبيين أصبح لديهم إسلاموفوبيا وينظرون للإسلام كمشكلة كبيرة تتعلق بالإرهاب، لكن ما أقوله أن لدينا تجربة كبيرة من التعايش السلمي مع الإسلام والمسيحية يمكن تكرارها، ونحن نشجع على مواجهة الأفكار المتطرفة، حسبما ذكر خلال منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية تحت عنوان: "معا ضد العنف"، والتي انعقدت بالمنيا مساء الإثنين. وأكد فيشر أن العنف مرتبط بأشخاص يشعرون بالتهميش داخل مجتمعاتهم ويلجئون لذلك للعنف، لافتًا إلى أن المجتمع الدنماركي ذي ثقافة واحدة لكن مع هجرة أشخاص من ديانات مختلفة نشأت حالة من عدم الاستقرار أدت للخوف من الإسلام لدى البعض، والدين هو الحل وليس المشكلة وذلك عبر الحوار بين المسلمين والمسيحيين. وذكر فيشر في تصريحات أخرى ل"الشروق"، أن عمل الكنيسة الإنجيلية في المنيا مرتبط بكونها مكان خاص ومتميز وشهد نشأة الهيئة القبطية الإنجيلية، لذا فهم حريصون على العمل في مشاريع التطوير والتنمية بمصر بمحافظات المنيا وبني سويف والقليوبية، معتبرًا أن الأحوال تحسنت بشكل كبير عما شهدها في عام 1980، خاصة ومؤسسة دانيمشن هي مؤسسة خاصة تابعة للكنيسة الوطنية في الدنمارك وتحصل على دعم مالي من وزارة الخارجية الدنماركية لعمل مشاريع التطوير بمصر. وأكد: "مبهور بالعمل ومتحسم للتعاون مع الهيئة الإنجيلية للعمل على مشاريع التعليم والصحة وتحسين العيش، بالإضافة للحوار بين الإسلام والمسيحية وهو أمر إيجابي أساسي داعم للعمل التنموي. وحضر الندوة، يورجن سكوف سورنسن، المدير العام لمؤسسة دانميشن، وتوماس سكيلبو، استشاري المشروعات، كما تفقدوا مشروعات تنموية تتعلق بتمكين المرأة ودعم عملها وعمل مشروعات زراعية وتحسين خدمات وعلاج بمركز تلا بالمنيا، وهي مشروعات صحية ومشروعات للمزارعين للحفاظ على البيئة، ومشروع الكشف الصحي للحوامل وأمراض سوء التغذية للأطفال. وقال البرلماني عماد جاد، إن الدولة المصرية أهملت الصعيد كثيرًا ليمتد العنف وينتشر فيها، معتبرًا أن دور بيت العائلة يجب أن يأتي بعد تطبيق وتفعيل القانون ونصوصه وإعطاء كل ذي حق حقه، ضاربًا المثل بقضية سيدة قرية الكرم التي اعتبر أن دخول بيت العائلة فيها أنهاها لصل لحفظ التحقيقات في قضية تعريتها وهو ما يمثل غياب دولة القانون ويضع احتمالات كثيرة لتكرار هذه الحوادث، حسب قوله. وشدد محافظ المنيا اللواء عصام البديوي، على ضرورة تجفيف كل منابع الإرهاب والعنف وعمل تعريف دولي للإرهاب، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وعدم الزج بالدين في أية صراعات دنيوية، ضاربًا المثل بتجربة المراجعات الفكرية التي قام بها الأزهر الشريف بين سجناء التسعينيات، وتجربة بين العائلة المصرية. وأكد الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أنه على الجميع ألا يترك الأماكن الفقيرة في خدماتها لمن يرفعون شعارات دينية ويقدمون الخدمات وينشرون أفكارهم واتجاهاتهم، وتوظيف الدين لغرض سياسي، وأشار عفيفي إلى أن انتشار الفقر يعد بيئة خصبة للإرهاب والعنف، بجانب انتشار الأمية الدينية والتفسير غير الصحيح للنص الديني.