تضطر صباح سيد للسير بالساعات بعربة الكارو التى يجرها حمارها فى شوارع القاهرة، لجمع القمامة من أمام المنازل والمحلات، فى رحلة عمل يومية اعتادتها منذ 18 عاما، لكنها ستواجه عقبة المرور فى تلك الشوارع خلال الفترة المقبلة. تعمل صباح، 38 عاما، فى مجال جمع القمامة بمنطقة إسطبل عنتر بمصر القديمة، مستخدمة عربة الكارو فى نقل القمامة من المناطق إلى المصانع التى تستفيد منها، لكنها باتت مهددة بالاستغناء عن حمارها واستبداله ب«تروسيكل»، بعدما وقعت محافظة القاهرة على بروتوكول لإخلاء العاصمة من عربات الكارو. تقول صباح وهى تنقب فى صناديق جمع القمامة عن مواد يعاد تدويرها: «مش هعرف أسوق تروسيكل لأنى متعودة على حمار الكارو من عمرى كله، ومعتمدة عليه فى نقل القمامة بين الشوارع». وتعول محافظة القاهرة على تلك المبادرة لإعادة الوجه الحضارى للعاصمة، حيث تعمل المحافظة على إنشاء مدائن للكارو فى مناطق معينة بالقاهرة، وسحبها تدريجيا وتقديم المساعدات المالية لأصحابها لشراء مركبات مميكنة، وفقا للمحافظ. وتم تشكيل لجنة عليا برئاسة محافظ القاهرة للنهوض بالسياحة، وذلك من خلال عقد مؤتمر مصر لشباب القاهرة للمشاركة فى تنفيذ القرار، وسيتم إنشاء مؤتمر موسع للبدء الفعلى بالعمل. وهذه ليست المرة الأولى التى تسعى فيها العاصمة للتخلص من الكارو، فسبق لها محاولات لمنع أو الحد من تواجد عربات الكارو فى الشوارع فى أعوام 1973 و1987 و1999 و2006، كما استهدفتهم حملة أمنية عام 2010، لكنها لم تحقق الهدف منها. ويرى بعض مالكى العربات الكارو بالقاهرة، من بينهم صباح، أن مشروع الحكومة لم يسلك المسار المرجو، خاصة أنه مصدر دخل لآلاف الأسر الفقيرة، وتعتمد فى استخدامها على الأحصنة أو الحمير أو البغال. ويقول محمد حسن، صاحب عربة كارو بمنطقة المدابغ بمجرى العيون، إن المنطقة لا تتحمل التنقل بعربات نصف نقل، لافتا إلى أن تكلفة النقل على العربات الكارو أقل بكثير بالمقارنة بالعربات المميكنة التى قد توفرها المحافظة. وبسحب السائق، يتراوح سعر الحصان بين 1000 و5000 جنيه، بينما يتراوح سعر البغل أو الحمار بين 1000 و2500 جنيه. بالمقارنة، بينما تصل تكلفة عربة النقل لما يزيد عن 100 ألف للحديثة منها.
