كوندوليزا رايس هي أول امرأة من أصل أفريقي تتولي منصب وزير خارجية الولاياتالمتحدة. ولدت رايس في 14 نوفمبر 1956 في ولاية ألاباما الأمريكية ، وكان والدها رجل دين ، أما والدتها فكانت مدرسة للموسيقى. عانت رايس في بداية حياتها من التفرقة العنصرية , فمثلاً لم يكن من المسموح لها ارتياد الكثير من الأماكن , كما كانت تلاقي أسوأ معاملة في المطاعم والمرافق المختلفة , لكن ذلك لم يضعف عزيمتها ، بل دفعها لأن تتفوق في حياتها. درست رايس البيانو في مدرسة "أسبن الموسيقية" , وفي عام 1974 حصلت على البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة دنفر ، وبعد ذلك التحقت بجامعة نوتردام وحصلت على الماجستير في العلوم السياسية عام 1975. رايس تتحدث الفرنسية والروسية والألمانية والإسبانية ، بالإضافة إلى الإنجليزية. عملت رايس أو "كوندي" كما أطلق عليها في وزارة الخارجية الأمريكية منذ إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر عام 1977 كمتدربة فى مكتب الشئون التعليمية والثقافية ، وفي عام 1981 حصلت علي الدكتوراة في العلوم السياسية من المعهد العالي للشئون الخارجية , وكانت رسالتها عن "السياسة العسكرية والسياسة في تشيكوسلوفاكيا". انضمت رايس إلى الحزب الجمهوري عام 1982 بعدما كانت ديمقراطية , لعدم اتفاقها مع السياسة الخارجية للرئيس كارتر , وأيضا بسبب منع والدها من التصويت في الانتخابات لأحد الديمقراطيين لكونه من أصل أفريقي. وتم تعيين رايس أستاذة مساعدة في العلوم السياسية في الفترة من (1981-1987), ثم تمت ترقيتها لدرجة أستاذ مشارك عام 1987 ، وأيضا كانت رايس تلقي المحاضرات عن الاتحاد السوفييتي في البرنامج المشترك بين جامعتي ستانفورد ودنفر. وفي عام 1989 ، عملت رايس كمستشارة للشئون السوفييتية في مجلس الأمن القومي التابع للرئيس الأسبق جورج بوش "الأب" , ثم عادت عام 1991 لتعمل في جامعة ستانفورد , وفي عام 1993 تمت ترقيتها لتصبح رئيسة للجامعة ، كما عملت كعضو في مجالس إدارة العديد من الشركات منها شركة "شيفرون" البترولية , لكنها استقالت من كل هذه المناصب عندما اختارها الرئيس بوش "الإبن" لتشغل منصب مستشارة الأمن القومي في ديسمبر 2000. وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، أثبتت رايس جدارتها بتولي منصبها ، واستطاعت مساندة الرئيس بوش بقوة وإخلاص في حربه ضد الإرهاب ، وحربي أفغانستان والعراق ، وفي ولاية بوش الثانية عام 2004 تم اختيارها لتولي منصب وزيرة الخارجية. يعتبر البعض أن لرايس تأثيرا كبيرا على سياسة بوش الخارجية , ويعُتقد أنها صاحبة فكرة الهجوم الإستباقي على الدول التي تمثل تهديداً للولايات المتحدة , كما أنها صاحبة فكرة تغيير أوضاع منطقة الشرق الأوسط عن طريق ما سمته ب"الفوضى الخلاقة" والدعوات المتكررة إلى إقامة نظام جديد في المنطقة لحل مشكلاتها ، والتدخل المتكرر في شئون دول المنطقة عن طريق الدعوة إلى الإصلاحات الديمقراطية والسياسية وزيادة مساحة الحريات. مع بدء الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأمريكية في انتخابات 2008 ، أعلنت رايس صراحة إعجابها بمرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما ، ولكنها قالت إنها لا تود أن تشغل أي منصب في الإدارة الجديدة بغض النظر عن اسم الفائز في الانتخابات لتترك وزارة الخارجية وتتفرغ لعملها في الجامعة.