عباس: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء تجسد قوة مصر وشعبها وقواتها المسلحة    إنفوجراف.. إنجاز تاريخي للتعليم العالي في سيناء    سفير قطر بالقاهرة يهنئ مصر قيادة وشعبا بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    أسعار الذهب في مصر تميل إلي الهبوط مع انخفاض الطلب بالأسواق    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وشبرا الخيمة    النور مش هيقطع في بيتك بعد النهارده.. اعرف سعر جهاز مانع انقطاع الكهرباء    ياسمين فؤاد تترأس مع وزيرة ألمانية جلسة النظام العالمي لتمويل المناخ    مصرع وإصابة 36 شخصا إثر اندلاع حريق كبير في فندق شرقي الهند    أخبار الأهلي: شوبير يكشف عن مفاجأة في قائمة الأهلي أمام مازيمبي    فودين عن بيلينجهام: لم أر أحدا في عمره بهذا النضج    القبض على مسن أنهى حياة زوجته بقرية البياضية في المنيا    خبيرة أبراج تبشر "المائيين"    شكرًا لكل شهيد ضحى بروحه.. خالد سليم يحتفل بعيد تحرير سيناء    «هيئة الدواء» توضح طرق انتقال العدوى بمرض الملاريا    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    مواجهة اتحاد جدة تشهد عودة ميتروفيتش لصفوف الهلال    تفاصيل اليوم الأول للبطولة العربية العسكرية للفروسية للألعاب الأولمبية| صور    الهلال الأحمر الفلسطيني يحذر من انتشار كبير للأمراض المعدية في غزة    الداخلية: نواصل جهود مكافحة جرائم السرقات وملاحقة وضبط مرتكبيها    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الثاني 2024 محافظة القاهرة    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    الأردن يدين سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    شقو يكتسح شباك تذاكر أفلام السينما.. بطولة عمرو يوسف وأمينة خليل    محافظ الفيوم يشهد الجلسة الختامية لورشة عمل مناقشة مخرجات إعداد الخطة الاستراتيجية للمحافظة 2030    أمريكا تطالب إسرائيل بتقديم تفاصيل حول تقارير المقابر الجماعية بغزة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    صرف صحي الإسكندرية تستقبل وفدا أردنيا للوقوف على الإدارة المستدامة    سقوط عصابة تخصصت في سرقة الدراجات النارية بالقاهرة    مصرع عامل تعرض لصعق كهربائي بأكتوبر    انطلاق فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بمدينة مصر للألعاب    شوشة: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان ولا يشملها سعر الوحدة السكنية    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    رئيس المنصورة: أتمنى أن يحظى الفريق بدعم كبير.. ونأمل في الصعود للممتاز    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    بكام يا أخضر.. سعر صرف الدولار اليوم الخميس 25 أبريل 2024    «الصحة»: فحص 6 ملايين و389 طفلا ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فقدان السمع    انطلاق القافلة الطبية المجانية حياة كريمة بقرى الخير والنماء بمركز الفرافرة    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    لبيب يرافق بعثة الزمالك استعداداً للسفر إلى غانا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الين يهبط لأدنى مستوياته في 34 عاما أمام الدولار    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشروق» تفتح ألبوم ذكريات الموسيقار الكبير.. محمد سلطان: غناء منير والجسمى «لقيتك فين» رد اعتبار للزمن الجميل
نشر في الشروق الجديد يوم 20 - 12 - 2016

- حاولت أن أمنح فايزة الحب كله فى أيامها الأخيرة.. و«أيوه تعبنى هواك» آخر ما سمعت منها
- الأغنية الوطنية تعانى من تدنٍ أصابنى بالاكتئاب
- أطالب الجهات المسئولة عن الإنتاج الغنائى بالاعتماد على مستشارين يقدرون قيمة وأهمية الأغنية
- عبدالوهاب اكتشفنى فى الإسكندرية ويوسف شاهين قدمنى فى الناصر صلاح الدين والأطرش سبب معرفتى برفيقة العمر
- السيسى هدية لمصر والسادات شخصية عظيمة وغنى بصوته «العيون الكواحل».. ومبارك لم يهتم بالفن
- أولادى فى باريس يعملون أطباء ورفضت طلبهم بالإقامة معهم فى فرنسا لأنى لا أستطيع الابتعاد عن مصر
رغم رحيل نصفه الآخر قبل 33 عاما فإنك عندما تجالسه تجده يجنح بالحديث اليها وكأنها ما ظلت موجودة تتقاسم معه الماء والهواء الخلو والمر. بل وفى إطار حديث الذكريات تجد الدموع تسبق كلماته فى أمر يعكس مدى الحب الكبير بين الاثنين، وهو الحب الذى عندما تستمع إلى قصته تشعر بأنه عبارة عن رواية طويلة تصلح لأن تكون فيلما سينمائيا لأنها مليئة بالدراما، فأنت بمجرد دخولك منزل الموسيقار الكبير تجد فصول القصة مكتوبة على الجدران من خلال بعض الصور التى تجمعهما. سلطان رغم رحيل فايزة المبكر عام 1983 فإنه ما زال يحتفظ بهذه المساحة من الحب الكبير لشريكة العمر، وهو ما يعكس إنسانيته، سلطان عندما تحاكى معه الماضى تشعر أنه ما زال يعيش فى رحاب رحلته مع فايزة أحمد، ما زالت متأثرا بوجودها فى حياته أكثر من رحيلها يحدثك عنها، وكأنها فى زيارة خارج المنزل وينتظر عودتها، عندما يتحدث عن فايزة تغلبه دموعه، وكأنها رحلت بالأمس القريب وليس منذ 33 عاما.
رحلة سلطان وفايزة حياة حافلة بالمشاعر حتى وإن كان أصابها الفتور لبعض الوقت. فى حوارى معه تحدثنا عن تلك الأيام وعلاقته بالمطربين الآخرين وأبناء جيلة من الملحنين وكذلك تحدثنا عن لقيتك فين الأغنية التى يتصارع عليها الآن اثنان من أكثر المطربين انتشارا محمد منير وحسين الجسمى..
محمد منير كان التقاك فى جلسة لرغبتة فى إعادة غناء أغنية «لقيتك فين» التى لحنتها وغنتها المطربة الكبيرة فايزة أحمد وكتب كلماتها عمر بطيشة من أجل طرحها فى الأسواق بصوته؟
هذا صحيح واشرطت علية العودة إلى جمعية المؤلفين والملحنين للحصول على التصريح اللازم.
لماذا طلبت منه الذهاب إلى الجمعية؟
لأنها جهة الاختصاص وهى التى تخلف المؤلف والملحن فى أى أمر يخص أعمالنا.. لذلك طلبت منه الذهاب إليهم.
هذه أمور إدارية لكن من الناحية الفنية هل لك اشتراطات محددة؟
أى فنان يهمه أن يخرج العمل إلى النور دون المساس باللحن الأصلى أى دون تشويهه، وأنا أثق فى محمد منير، كما أننى اشترطت أيضا ضرورة الاستماع إلى العمل بعد إعادة توزيعه حتى اطمئن أن العمل تم تنفيذه بالشكل الذى يتناسب مع قيمة العمل. هذا لكله لا يمنع ثقتى فى منيرفى يقدم العمل بشكل جيد لأنه فنان له تاريخ طويل ومطرب جيد.
ألم تندهش عندما وجدت منير يطلب غناء أحد أعمالك؟
أنا كلى ثقة فى أعمالى، واختيار منير رد لمن كانوا يرددون أن الأغانى الطويلة لا تتناسب مع العصر، وجاء الوقت الذى تسترد أعمالنا قيمتها بعد أن حاول البعض أحالتها للمعاش مثل هذه الأغانى صنعت قيمة وتاريخ بلدنا فى الوطن العربى اما هذا الجيل فماذا فعل سوى أعمال ضعيفة، الآن عرفوا أن الله حق.
وعلى الأجيال الجديدة أن تعرف الإبداع الصح وأن الموسيقى مش أى حاجة أن الله ألهمنا الصواب لكى نسعد الناس برسالتنا والعبرة أنك تعمل حاجة كويسة وتظل بلدنا رائدة على مدار كل العصور.
حسين الجسمى أيضا طلب نفس الأغنية وهو اعتراف جديد بقيمة الأعمال القديمة؟
أنا فوجئت بهذا الطلب من خلال الجمعية وأعطيته أيضا الموافقة عندما سألتنى الجمعية عن رأى فى طلبه، لأن الفن رسالة وأنا أسعد بأى فنان يطلب أداء أى عمل من أعمالى بشرط الحفاظ عليه. وكما قلت هو اعتراف جديد بأننا لسنا موضة قديمة.
بصفة عامة كيف ترى إعادة بعض المطربين للأغانى القديمة؟
إقدام بعض المطربين على إعادة الأغانى القديمة يؤكد أن البقاء دائما للأصلح والأفضل مهما مرت عليه السنين، وإعادة هذه الأغانى رسالة للجيل الحالى إننا لسنا موضه قديمة بل إننا قدمنا أعمالا تستحق أن تعيش وقدمنا أعمالا ما زالت تعيش وما زال هناك من يريد غناءها ومن يريد الاستماع إليها.
والسبب الرئيسى فى أن أعمالنا ما زالت وستظل تغنى أننا كنا نقدم الفن كرسالة، وليس من أجل الربح التجارى، كل جيلى سواء كان بليغ حمدى أو كمال الطويل أو محمد الموجى رحمهم الله جميعا، وكذلك أستاذنا محمد عبدالوهاب وجيله والأجيال التى سبقته، جميعنا لم ننظر للمادة لأن الفلوس تزول، تذهب وتأتى ويبقى الإبداع فقط.
أعلم أنك حزين بسبب ما وصلت إليه الأغنية الوطنية؟
الأغانى الوطنية التى تقدم الآن لا تليق بمصر، بعضها يصل لحد الفضيحة، كيف نسمح بوصولنا لهذه المرحلة من الرداءة بعد الأعمال الراقية، التى كنا نقدمها، يجب أن تكون الأغانى التى تقدم للوطن فى قمة الذوق الفنى، أنا حزين على بلدى لأنى غيور عليها. واسأل أين المسئولين عن هذه القنوات التى تعرض هذه الأغانى؟ أين اتحاد الإذاعة والتليفزيون مما يحدث؟ أين الانتاج الغنائى عندهم؟ يجب أن نستيقظ مرة أخرى لولا أعمالنا القديمة كنا انكشفنا، ما يجعلنى أتحدث بهذه اللهجة غيرتى على وطنى، وللأسف حتى مقدمى البرامج لا يعرفون الفرق بين الجيد والردىء. للأسف أنا أشعر بالمرض والتعب بسبب ما يقدم وأتمنى من أى جهة إنتاجية تقدم أعمالا وطنية أن تستعين بمستشارين فاهمين كويس، يعرفون قيمة الأغنية بصفة عامة والوطنية بصفة خاصة.
أريد أن أعود بك للماضى وعلاقتك بموسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب؟
كنت فى التاسعة من عمرى وأعيش فى الإسكندرية مع والدى ووالدتى، واكتشفت بالصدفة البحتة أن عبدالوهاب يسكن بجوارنا فى نفس الشارع، قابلته صدفة فى الشارع، وقلت له أنا معجب بك يا أستاذ.. وقلت له: أنا أسكن بجوارك وبعطف شديد قال «عدى على فى البيت» أعطانى موعدا، ولكن حينما ذهبت لم أجده، وشعرت بحزن شديد.
بعد ذلك فاجأنا الموسيقار الكبير بزيارة لمنزلنا، حيث كنت مع والدتى فى المنزل وفوجئت أمى بوجوده، واستمع لموهبتى فى العزف على البيانو، وانتظر حتى مجىء والدى الذى كان يعمل ضابط شرطة وقال له بالحرف الواحد، يا أستاذ سلطان ابنك موهوب أرجوك أن ترعاه، أتوقع له مستقبلا كبيرا فى عالم الموسيقى والتلحين، ومنذ ذلك الوقت أصبح عبدالوهاب جزءا أساسيا فى حياتى وله فضل كبير فى احترافى الموسيقى والتلحين.
وكيف كانت بدايتك الفنية؟
فى بداية الشباب اتجهت للقاهرة بحثا عن الفرصة، والغريب أن بدايتى كانت مع السينما، عندما كنت فى أحد الأندية، وشاهدنى المخرج الكبير يوسف شاهين وعرض على المشاركة فى فيلم «الناصر صلاح الدين» وبعد هذا الفيلم طلب كتابة عقد احتكار، ولكن مرت فترة طويلة دون عمل، بعد أن قيل لى إن يوسف شاهين دائما ما يستغرق فترة طويلة حتى يخرج فيلما واضطررت للعمل فى عدة أفلام مع سعاد حسنى ونادية لطفى وحققت نجاحا معقولا.
لك قصة مع الموسيقار الراحل فريد الأطرش؟
ربما لا يعلم الكثيرون أن فريد الأطرش هو السبب الرئيسى فى معرفتى برفيقة العمر فايزة أحمد، المعرفة بدأت عندما كنت فى «لوكيشن» تصوير أحد الأفلام، بصراحة كنت شابا وسيما، كان بصحبتى مجموعة من الفتيات الجميلات من أوروبا شاهدنى فريد وقال: مين ده، واقترب منى وعانقنى وقال لى: أنا عازمك على العشاء مساء اليوم، وذهبت إلى هناك، ورأيت لأول مرة فايزة أحمد، أعجبت بى من أول نظرة، وتطورت علاقتنا حتى انتهت بالزواج.
حدث أن عرضت عليك كوكب الشرق الراحلة أم كلثوم أن تلحن لها؟
حدث ذلك بالفعل عام 1969 طلبت منى تلحين أغنية «ودارت الأيام» بعد أن ظلت فترة طويلة لدى الموسيقار عبدالوهاب، دون أن ينجزها، وبالفعل بدأت فى التلحين، ولكن حينما علم عبدالوهاب بذلك، أسرع بالانتهاء من تلحين هذه الرائعة «ودارت الأيام»، وخرجت للنور بهذا الشكل الرائع.
لكنك لم تلحن للعندليب الراحل عبدالحليم حافظ؟
فى ليلة لن أنساها فى شهر ديسمبر 1976 وقبل أيام من سفره فى الرحلة الأخيرة، فوجئت بطرق على الباب فى الرابعة صباحا فوجدت العندليب يرتدى «بالطو» أسود، ويستأذن فى الدخول قلت له اتفضل يا أستاذ زيارتك عزيزة على، جلس معى أكثر من ثلاث ساعات، وكانت زوجتى فايزة أحمد مستغرقة فى النوم.
طلب كوبا من الشاى، وقال لى: أنا عايز أشتغل معاك، وأخرج من جيبه شريط كاسيت مسجلا عليه كلمات أغنية أحلى طريق فى دنيتى وجلست معه «ندندن» المذهب، وقال: أرجو أن تنتهى قبل عودتى من لندن من تلحين الأغنية للأسف لم يمهله القدر سافر العندليب، وعاد جثة هامدة فى أول أبريل 1977، وشاء القدر أن تغنيها فايزة فى العام التالى فى أبريل 1978، وطلبت منى عدم إجراء تغيير على اللحن.
وماذا عن طبيعة علاقتك مع رفقاء الدرب محمد الموجى وبليغ حمدى وكمال الطويل؟
بصراحة شديدة، علاقة ممتازة حب وتقدير كنا نتنافس لمصلحة المستمع كانت بيننا صداقة حقيقية كانوا فنانين على أعلى مستوى مهنى وأخلاقى.
أذكر قبل رحيل بليغ حمدى بأيام اتصل بى من باريس بصوت ضعيف، وقال لى بالحرف الواحد: خد بالك من نفسك يا محمد، وكان يشعر بدنو أجله «خلاص يا محمد ما عدش فيه ملحنين كبار»، وأوصانى باستمرار العطاء رحمه الله كان ملحنا عبقريا.
أما الموسيقار الكبير كمال الطويل قبل رحيله بعام فاجأنى بالزيارة فى منزلى 7.30 صباحا وكنت نائما، فتحت الباب مديرة المنزل قال لها الطويل فين محمد قالت له نايم، ولكنه دخل مسرعا لغرفة نومى عانقنى بشدة وقال لى عايز أفطر معاك، كان صديقا بمعنى الكلمة وملحنا من نوع فريد.
هناك جوانب خفية فى شخصية الراحلة فايزة أحمد؟
لا يعلم الكثيرون الشخصية الحقيقية لفايزة أحمد، بداية كان دمها خفيفا جدا، وطباخة ماهرة، كانت تعد الموائد للزملاء من الفنانين كانت عاشقة لفنها.
أذكر فى ربيع 1975 وبالتحديد فى شهر ابريل كانت فايزة تستعد لحفل أغنية و«تعالى شوف» قبل الحفل بساعات قليلة أصيبت بارتفاع فى درجة الحرارة ونصحها الطبيب بعدم الغناء لكنها أصرت على الغناء واضطررت أن ألفها ببطانية حتى قاعة الحفل.
وأبدعت فى الغناء وبعد الحفل فوجئت أن درجة حرارتها أصبحت 37 درجة مئوية.
وما لا يعرفه الكثيرون أن علاقتها بالراحلة وردة كانت تنافسية، لكنها فى الحقيقة كانت تحبها وتحترمها، كانت تدعوها دائما لتناول العشاء.
فايزة أحمد هى من طلبت منى أن ألحن لسعاد محمد وكانت علاقتها قوية بالعندليب الراحل عبدالحليم حافظ.
العلاقة بينك وبين الراحلة فايزة كان يشوبها بعض الفتور؟
بصراحة كنت أهملها فى بعض الأحيان، لكنها كانت تتحمل، كانت تنتظرنى فى كل ليلة نحن فى النهاية بشر نخطئ ونصيب، وأشعر أحيانا أننى ظلمتها.
هل تتذكر لحظة الرحيل؟
كأنها امس ندهت على وقالت لى: عايزة أغنى، وغنت «أيوه تعبنى هواك» ولكن بعد فترة وجيزة لم تستطع الاستمرار فى الغناء وهنا بكت، وقالت خلاص يا محمد ورحلت صباح اليوم التالى 21 سبتمبر 1983.
وماذا عن الأيام الأخيرة لها؟
كنت انا الوحيد الذى أقوم بأى شىء تطلبه، وكنت سعيد بهذا كنت أحاول أن أمنحها كل الحب الذى تستحق كإنسانة كانت تحبنى لدرجة العشق والجنون.
أشعر أحيانا وأنت تتحدث عنها وصوتك يغلبه البكاء بقدر من تأنيب الضمير تجاهها؟
لأننى كما قلت لك أهملتها كثيرا.
أنت أول من اكتشف عازف الجيتار عمر خورشيد؟
فى عام 1970 تقريبا كنت أتناول العشاء فى احد المطاعم الشهيرة بمنطقة الزمالك مع فايزة أحمد، وأثناء العشاء كان هناك شاب وسيم يعزف على الجيتار على الفور قلت لفايزة «الواد ده موهوب جدا فى العزف على الجيتار»، وعلى الفور قررت أن يشارك بالعزف فى أغنية «خليكوا شاهدين» وحظى بإعجاب المستمعين بشكل هائل، وبسرعة الصاروخ انطلق فى سماء النجومية وعزف فى حفلات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ.
اللقاء الأول مع المطرب هانى شاكر له حكاية؟
فى عام 1972 اتصل بى الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، قال لى هناك مطرب شاب صوته حلو جدا أنا عايزك تلحن له، استمعت لهانى وعجبنى صوته، وبالفعل لحنت له أغنية «سيبونى أحب» التى حققت نجاحا كبيرا، ولحنت له بعد ذلك العديد من الأغنيات.
ما طبيعة علاقتك بالمطربة الراحلة وردة خاصة أنك كنت شريك حياة المنافسة الأولى لها؟
وردة كانت مطربة عظيمة كنت أحترمها كثيرا حدث بيننا تعاون فى أغنية «شمس ودفا» كان من المقرر أن ألحن لها ألبوما كاملا، ولكن الظروف لم تسمح ولكن كانت علاقتنا جيدة للغاية بحكم صداقتى العميقة بالراحل بليغ حمدى، حزنت كثيرا عندما رحلت وردة كانت خسارة كبيرة للغناء العربى.
ما طبيعة علاقتك بزعماء مصر عبدالناصر والسادات ومبارك وعبدالفتاح السيسى؟
لم تكن لى علاقة شخصية مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ولكنى بالطبع كنت أحترمه لكن ربطتنى علاقة قوية للغاية بالرئيس الراحل أنور السادات وكنت مبهورا بهذه الشخصية الأسطورية وتعددت اللقاءات بيننا، أذكر فى منتصف السبعينيات اتصل بى الرئيس السادات، وقال لى: عايز أشوفك بكرة يا محمد فى القناطر.
وبالفعل ذهبت فى الموعد المحدد، وجلست معه لعدة ساعات طلب منى تلحين أوبريت مصر بلدنا، وأبدى إعجابه بألحانى بل وغنى بصوته أغنية «العيون الكواحل»، وحضر العديد من الحفلات لفايزة أحمد وكان يحب صوتها جدا، السادات زعيم رائع قدم الكثير لمصر ومن حسن حظى أننى اقتربت من هذا الزعيم العظيم.، اماالرئيس الأسبق حسنى مبارك لم تكن لى علاقة مباشرة معه، ربما لم يكن يهتم كثيرا بالفن.
أما الرئيس عبدالفتاح السيسى فأعتبره هدية السماء لمصر، رجل غاية فى التواضع والذكاء الحاد، أسعدنى الحظ بالجلوس معه فى احد الاحتفالات، رجل يهتم بكل صغيرة وكبيرة مهموم بمصر ومصمم على النجاح وتقديم الكثير للشعب المصرى.
منذ أشهر قليلة فاجأتنى السيدة الفاضلة حرمه بالاتصال بى للاطمئنان على صحتى، وأجرت اتصالا مماثلا فى نفس الوقت مع الفنانة الكبيرة مديحة يسرى، لمسة رائعة عكست مدى اهتمام الرئيس وحرمه بالفنانين الكبار الذين قدموا الكثير لمصر.
إنتاجك الفنى يبدو قليلا فى السنوات الأخيرة.. ما السبب؟
بصراحة أنا نفسى مسدودة منذ فترة ليست بالقصيرة، الأغنية فى مصر والعالم العربى تمر بأسوأ مراحلها، هبوط حاد فى المعانى والكلمات وعرى يصل لحد الدعارة الغنائية، وألحان على مقام واحد، من عاش زمن العمالقة يشعر بحزن هائل عن الوضع الحالى للأغنية والموسيقى بشكل عام، حاجة تحسر«بعد أم كلثوم وعبدالحليم وفايزة ووردة ونجاة وشادية وألحان عبدالوهاب والموجى وبليغ والطويل وسلطان وحلمى بكر، يجىء علينا زمن نسمع فيه لأشباح مع اعترافى أن هناك مواهب حقيقية، تتمثل فى هانى شاكر وعلى الحجار ومحمد الحلو ونادية مصطفى، ولكن بالطبع هذا لا يكفى واؤكد للجميع أننى ما زلت قادرا على العطاء ولكن أين المناخ وأين الانتاج أصلا وأين الإذاعة والتليفزيون اللذان كانا جامعة لتفريخ المواهب فى الموسيقى والغناء.
أنا وأبناء جيلى كنا نضحى بكل شىء لتقديم أعمال راقية.
أنا كنت أعمل أغانى وطنية أنا وفايزة مجانا خاصة عقبة نكسة 1967 وقدمنا «شارع الأمل» و«قاهرتى» بدون أجر لأننا نحب مصر بجد.
ماذا عن اولادك من الراحلة فايزة؟
أولادى فى باريس يعملون أطباء ورفضت طلبهم بالإقامة معهم فى فرنسا، أنا بحب مصر بجد ولا أستطيع الابتعاد عنها ولو ليوم واحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.